رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مجددون في الاسلام.. أبو حنيفة النعمان

13-4-2021 | 17:16


الإمام أبو حنيفة.. صورة تخيلية

أحمد البيطار

تُسلط بوابة "دار الهلال" طوال أيام شهر رمضان المبارك الضوء علي المجددون في الإسلام، وهو المصطلح الذي جاء في حديث النبي محمد، "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها"، أي يعلمهم دينهموفي هذا الصدد نواصل تقديم سلسلة حلقات "مجددون في الاسلام"، وهي لشخصيات كان لها نبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة وجهود إصلاحية مؤثرة، الإمام أبي حنيفة النعمان، أول الأئمة الأربعة، وسنتعرف جزء من مسيرته.

الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت، المُبحر في الفقه الإسلامي، وهو صاحب المذهب الحنفي، وأول الأئمة الأربعة، عُرف بعلمه الغزير وأخلاقه الطيبة، وكثرة العبادة، أعتمد علي القرآن الكريم والسنة والقياس من ضمن مصادره الذي يعتمد عليها في فقهه.

ولد الإمام أبو حنيفة النعمان، في الكوفة، عام 80 هـ، 699 م، والمرجح إنه كان من أصول فارسية، ونشأ في أسرة مسلمة صالحة، غنية، وكريمة، وكان والده ثابت بن النعمان بن زوطي، يعمل تاجرًا، ويبيع الأثواب في دكان له في الكوفة، وقد خلف الإمام أبيه بعد ذلك فيه.

حفظ الإمام أبو حنيفة، القرآن الكريم في عمر مبكر، مثله مثل أبناء جيله الذين عرفوا بالنباهه والصلاح، وفي سن السادسة عشر من عمره، أدي فريضة الحاج مع والده وزيارة النبي محمد ومسجده.

وأتجه الإمام أبو حنفيه، في تحصيل العلم، وكان أول أتجاه له هو علم أصول الدين، ومناقشه أهل الضلال، ودخل إلي مدينة البصرة حوالي 27 مرة. وفي البصرة كان أبو حنيفة، يناقش الأمور الدينية، ويجادل فيها، ويرد الشبهات عن الشريعة الإسلامية، وكان مدافعًا قويًا عن الشريعة، فجادل وناقش جهم بن صهوان الذي كان من يشتغل بعلم الكلام، حتى أسكته، وجادل الملاحدة حتى أقنعهم بالشريعة، وناظر المعتزلة والخوارج وبين لهم الحجه.

وظل الإمام أبو حنيفة، يناقش أصول الدين، ويجادل أهل الضلال، حتي أصبح علمًا من أعلام الإسلام، وهو ما زال في العشرين من عمره. وكان الإمام أبو حنيفة، واسع العلم بشتي العلوم الدينية، وقد شهد له كثير من العلماء بذلك، منهم الإمام الشافعي، مؤسس علم أصول الفقه، وثالث الأئمة الأربعة، وقال عنه : " من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة".