حكمة الأجداد.. وصايا بتاح حتب لابنه ليعيش حياة زوجية سعيدة
تقدم بوابة "دار الهلال" خلال شهر رمضان المبارك، وصايا الحكيم المصري بتاح حتب التي تعد من الأدب المصري العريق، وتستعرض كل يوم حكمة، من خلال باب حكمة الأجداد، تقدم خلاها نصائح الحكيم بتاح حتب وزير الفرعون جد كارع الشهير بإيزيسي، والذي عاش على أرض مصر منذ نحو 4500 سنة.
وتمثل تلك التعاليم مجموعة من النصائح حول العلاقات الإنسانية، والموجهة من "بتاح حتب" لابنه، وهذا النص موجود على 3 برديات؛ منها بردية "بريسي" التي تعود لعصر الدولة المصرية الوسطى، والمحفوظة في مكتبة فرنسا الوطنية في باريس، بالإضافة لنصين آخرين في المتحف البريطاني.
وأوضحت بردية دون عليها الحكيم بتاح حتب سبب كتابة هذه التعاليم أو الوصايا، وهو صوله لسن الشيخوخة، ورغبته في نقل حكمة أجداده، والتي وصفها بأنها "كلمات الآلهة"، فطلب من الملك أن يسمح له بأن يعلم ابنه الحكمة، فسمح له الملك بذلك، وقال له "علمه آداب الحديث، كى يكون مثالا لأبناء العظماء، وتكون الطاعة رائدة، فليس هناك من يتعلم من تلقاء نفسه".
ومن وصايا الحكيم بتاح حتب لابنه ليهنأ بحياة زوجية سعيدة، قال: "إذا أردت الحكمة فأحب شريكة حياتك، اعتن بها ترع بيتك، قرّبها من قلبك فقد جعلها الإله توأماً لحياتك، زودها بكسوتها، ووسائل زينتها، وزهورها المفضلة، وعطرها المفضل، كل ذلك ينعكس على بيتك، ويعطر حياتك، ويضيئها".
ويتابع الحكيم "بتاح" في وصاياه لابنه: "اعمل على سعادتها، ففي سعادتها سعادتك، وسعادة قلبك، حافظ عليها ما دمت حياً، لن تحافظ عليها بالقسوة والطغيان بل ستأسرها بالحنان، فالمعاملة الحسنة تفعل أكثر من القوة، حسّ بآلامها قبل أن تتألم، وبجوعها قبل أن تجوع، إنها تعيش في أنفاسك، وفي نظرك، وفي جسدك، إنها أم أولادك، إذا أسعدتها أسعدتهم، وفي رعايتها رعايتهم".
ينصح بتاح حتب ولده قائلا: "إذا اتخذت امرأة "زوجة" مهذبة يفيض قلبها بالمرح، ويعرفها أهل بلدتها، فترفق بها، ولا تطردها بل أعطها ما تأكل منه حتى يكتنز جسمها من الطعام، حب زوجتك بحرارة".
وهذا يتفق مع ما جاء بها القرآن الكريم، فيما معنى الأية الكريمة وجعل بينكم مودة ورحمة، فالله سبحانه وتعالى جعل المودة والرحمة أسباب للحياة السعدة بين الزوجين، كما جعلهما سكنا لبعضيهما، والإسلام كرم المرأة عامة والزوجة خاصة، وجعل لها حقوق عند زوجها وأمره بتكريمها والحرص على حقوقها المعنوية والمادية، ووصفهم الرسول الكريم صل الله عليه وسلم بالقوارير مصابيح البيوت، فالمرأة في كل زمان ومكان لها مكانتها الكبيرة العلية، وقبل الإسلام كان الفراعنة أجدادنا يوقرون المرأة ويوضحون حقوقها كقوانين لا يجب مخالفتها.