رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وزير الأوقاف: نؤسس لخطاب تجديدي بفكر مستنير للدين والحياة والسلوك

13-4-2021 | 21:18


وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة

دار الهلال

قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إن شهر رمضان شهر النفحات ، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : "إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أبدًا"، ومن أهم النفحات في كل عام ، نفحات هذا الشهر العظيم الفضيل الذي أنزل فيه القرآن، هدى للناس، وهو الشهر الذي قال في حقه نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" ، وقال(صلى الله عليه وسلم) : "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : "مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ" ، وصعد النبي (صلى الله عليه وسلم) المنبر فلمَّا رقِي الدَّرجةَ الأولَى ، قال : آمين ، ثمَّ رقِي الثَّانيةَ ، فقال : آمين ، ثمَّ رقِي الثَّالثةَ فقال : آمين ، فقالوا : يا رسولَ اللهِ ! سمِعناك تقولُ آمين ثلاثَ مرَّاتٍ ، قال : لمَّا رقِيتُ الدَّرجةَ الأولَى جاءني جبريلُ فقال : شَقِي عبدٌ أدرك رمضانَ فانسلخ منه ولم يُغفرْ له فقلتُ : آمين ، ثمَّ قال : شَقِي عبدٌ أدرك والدَيْه أو أحدَهما فلم يُدخِلاه الجنَّةَ فقلتُ آمين ، ثمَّ قال : شَقِي عبدٌ ذُكِرتَ عنده فلم يُصلِّ عليك فقلتُ : آمين" .

وأشار وزير الأوقاف - في تصريحات اليوم /الثلاثاء/ - إلى أن مع هذا الشهر العظيم تفتح أبواب الجنة ، وتغلق أبواب النار وينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل ، وفي هذا الشهر تتواصل أعمال الخير من الصلاة والصيام القيام وقراءة القرآن والذكر ومدارسة العلم ، ومن باب مدارسة العلم في هذا الشهر نؤسس لخطاب تجديدي بفكر مستنير يعيش واقعه ويُعمل العقل في فهم صحيح النص ، مع المحافظة على ثوابت الشرع ، نحاول من خلاله قراءة بعض النصوص في ضوء متطلبات وقضايا عصرنا وزماننا وبيئتنا وواقعنا ، لا قضايا ولا متطلبات العصور السابقة وواقع غير واقعنا ، نحاول أيضا تقديم رؤية مستنيرة حول كثير من القضايا الشائكة ونعمل على تصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة ونلقي الضوء على عدد من الموضوعات الهامة مثل: مفهوم العلم النافع ، مخاطر زواج القاصرات ، حق الجوار الدولي ، صدق الدول ، مفهوم عهد الأمان في العصر الحاضر ، الكليات الست ، جزاء المفسدين والمرجفين في الأرض ، فلسفة الحرب والسلم والحكم ، المفهوم الواسع لإطعام الطعام ، لوازم الأدب مع سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فهم مقاصد السنة النبوية ، حق الوطن على أبنائه ، مقومات بناء الشخصية ، فقه بناء الدول ، ويأتي هذا التناول منهجيًا من خلال تناول بعض الإصدارات التي أصدرتها وزارة الأوقاف المصرية ممثلة في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية مع وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب .

وقال وزير الأوقاف : وأول كتاب نتناوله من هذه السلسلة كتاب "مكارم الأخلاق" ، ونبدأ به اتساقًا مع فضائل هذا الشهر العظيم ، فرمضان شهر مكارم الأخلاق وقد علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذلك وحثنا عليه فقال: "الصوم جُنة" ، أي وقاية ، وقاية من عذاب الله يوم القيامة إن شاء الله ، ووقاية من المعاصي ، ووقاية من سيئ الأخلاق ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : " الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ" ، وبعض الناس خطأ أو جهلًا أو عدم فهم لحقيقة الصيام إذا جاء رمضان يقول دعني فإني ضيق الخلق ، يقولون لا تعتب عليه فإنه الآن صائم ، وكأن الصيام يؤزم حاله ، أو يضيق أخلاقه ، مثل هذا النوع من الناس لم يصم حق الصيام ولم يفهم حقيقة الصيام ، فالصوم يقوي العزيمة ، ويضبط السلوك ، ويضبط الأخلاق ويقوِّم أخلاق صاحبه.

واستشهد بقول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ " فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يفسق ، ولا يصخب ، ولا يجهل ، وإن ساببه أحد أو شاتمه لم يقل النبي (صلى الله عليه وسلم) وإن سبه أوشتمه ، لأن صيغة سابب وشاتم صيغة مفاعلة فيها حراك بين شخصين ، أي أن هناك شخصًا آخر يستفزك يحملك على المساببة حملًا ، ويحملك على المشاتمة حملًا ، إلا أنك تستمسك بحبل الله وتعتصم بصيامك ، وتقول: "إني صائم إني صائم" ، والصائم الحق لا يشتم ، ولا يسب ، ولا يتطاول ، ولا يقوم بأي عمل لا يتسق مع مكارم الأخلاق ، فرمضان هو شهر مكارم الأخلاق وديننا دين مكارم الأخلاق , ألم يقل نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "إنما بعثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاقِ" ، فمع أهمية الصلاة والزكاة والحج وسائر العبادات ، ومع كونها الأركان الأساسية لديننا الحنيف ، إلا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يقل جئت لأُعلِم الناس الصلاة أو الزكاة أو الحج وإنما قال : "إنما بعثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاقِ" , لأن العبادات الحقيقية هي التي تحمل على مكارم الأخلاق ، ولما سئل (صلى الله عليه وسلم) "عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، قَالَ: تَقْوى اللَّهِ وَحُسْنُ الخُلُق" ، وقال (صلى الله عليه وسلم) :" إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا الموطأون أكنافا" ، وقال (صلى الله عليه وسلم):" اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخلق حسن" ، ومن الخلق الحسن : القول الحسن ، والفعل الحسن ، يقول تعالى : "وقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" ، ويقول تعالى : "وقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ".