نصائح بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة لتجنب الإصابة بكورونا.. وأطباء: تحمى من السل أيضًا
ليس فيروس كورونا وحده الذي تخشي الدولة من الإصابة به نتيجة التواجد في الأماكن المزدحمة، خلال شهر رمضان المبارك، فالدولة تحاول حماية المواطنين بشتى الطرق، من الإصابة بأي مرض يمكن أن يسببه التزاحم، ومن بينهم فيروس كورونا.
ويعتبر السل من الأمراض الخطيرة التي تصيب الإنسان، نتيجة الكثير من العوامل التي تساعد على ظهوره، مثل تعاطي المخدرات، والتواجد في الأماكن المزدحمة، وخاصة أنه يتركز في منطقة الرئتين، وقد صنفته منظمة الصحة العالمية أنه ثاني أخطر وباء عالمي شهده المواطنين في العالم، لكنه يسهل تشخيصه بسبب وجود معلومات أكثر عنه، ومعرفة الأطباء للأدوية التي تساعد على الشفاء منه.
تقليل أعراض المرض
وقال الدكتور خالد عز الدين، طبيب الأمراض الصدرية بمستشفى إمبابة، إن الأطفال هم الفئة الأكثر تعرضًا لمرض السل، لهذا جعل التطعيم في سن الطفولة، مشيرًا إلى أن المرض متوطن في مصر، وأي تطعيم الغرض منه تقليل أعراض المرض، لتتمكن مناعة الجسم من القضاء على المرض، وكذلك تطعيم مرض السل.
وأكد «عز الدين»، خلال تصريحات خاصة لبوابة «دار الهلال»، أن مرض السل يمكن أن يصيب أي عضو من أعضاء الجسم، ولكن الشائع منه هو إصابة الرئتين، موضحًا أن أعراضه الضعف العام، وذلك من اسمه (السل)، وكذا فقدان في الشهية، وفقدان بالوزن والعرق الشديد، وارتفاع درجة الحرارة، وكحة، والبصاق المدمم.
وأشار طبيب الأمراض الصدرية، إلى أن أعراض كورونا هي الأعراض التي عرفها الجميع من فقدان الشم، وفقدان بحاسة الطعم، والتذوق، وكذلك أعراض الهذيان العام وتكسير الجسم، ويمكن أن يصيب الجهاز الهضمي، في صورة الإسهال وغيره.
ينتقل مثل كورونا
وأشار «عز الدين»، إلى أن السل ينتقل مثل كورونا عن طريق الهواء، والرزاز، كما تعد الشيشة مصدرًا قويًا لنقل مرض السل، وعدم الوقاية وعدم النظافة الشخصية من الأسباب التي يمكن أن تنقل المرض، والزحمة كذلك، كما أوضح الدكتور خالد.
وأضاف طبيب الأمراض الصدرية، أن ذلك المرض له اهتمام كبير في مصر، حيث يتم توزيع التطعيم على الأطفال، لتفادي الإصابة به، أو لتقليل أعراضه في حالة الإصابة، مشيرًا أن العلاج لا يصرف سوى من المستشفيات المتخصصة، ويصرف كذلك بالمجان ، مؤكدا أن ذلك المرض يسهل تشخيصه بسبب وجود معلومات أكثر عنه، ووجود خبره في مصر عنه، مشيرًا إلى أنه لم يحدث أن يتحول مرض السل إلى وباء، لكن المؤكد أن الأماكن المزدحمة والمغلقة من الممكن أن يزيد معدله فيها.
المصابون بالدرن حول العالم
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد شاهين أستاذ علم الفيروسات بكلية الطب جامعة الزقازيق، أن أول مصحة لعلاج المرض أنشئت عام 1927، عندما تزايدت أعداد المصابين حتى وصلت إلى 18 مليون حالة إصابة سنويا، لافتا إلى أن مرض الدرن عندما اجتاح العالم بشراسة قامت منظمة الصحة العالمية بتصنيفه كثاني أخطر الأمراض في العالم.
وأشار إلى أن نصف مصابي هذا المرض يتوفون، وجاءت تقارير المنظمة أن نسبة الوفيات بهذا المرض وصلت إلى 9 ملايين شخص سنويا.
وأوضح استشاري الفيروسات، خلال تصريحات خاصة لبوابة «دار الهلال»، أن هناك مراحل للإصابة بالمرض؛ إذ أن ثلثي المرضى يصنفون تحت الإصابات الخطيرة، ويحدث ذلك عندما يدخل الميكروب على الرئة والشعب الهوائية، يُصاب المريض بالهذيان وفقدان الوزن، والبلغم المدمم الذي يحدث نتيجة تآكل جدار الشعب الهوائية.
مخاطر تعاطي المخدرات
وأضاف شاهين، أن مرض السل لم ينته بل تقلص وجوده بسبب الخطة العلاجية التي أقرتها منظمة الصحة العالمية، موضحًا أنه من أعراض المرض التعرق الليلي، وفقدان الوزن، وسخونة.
وأشار إلى أن السبب الرئيسي لانتشار مرض السل هو الازدحام وممارسة السلوكيات الخاطئة مثل تعاطي المخدرات والكحوليات، والبصق في الأرض التي بدورها تكون مادة خصبة لانتشار الميكروب على الأرض لفترات طويلة تصل لأسابيع، وسوء التغذية الناتج عن الفقر الذي يعاني منه المواطنين.
أمراض تقضي على الخلايا المناعية
وأكد أن مرض السل من الأمراض التي تقضي على الخلايا المناعية، موضحًا أن الإنسان المصاب بالدرن يكون الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية الأخرى، المنتشرة هذه الأيام وهو فيروس كورونا، نظرا لأنه من الأمراض التنفسية.
وأوضح شاهين، أن أهم الخطط التي وضعتها الدولة للحد من انتشار الأمراض المعدية: بناء المساكن الصحية بديلة لسكان العشوائيات، والتى كانت من أكثر المخاطر التي تواجه المواطن البسيط، مشيرًا إلى أن الازدحام والتكدس بين المواطنين وعدم التهوية في تلك المناطق ناقل للأمراض، بينما تساعد التطعيمات التي تعطيها الدولة للأطفال في جرعات متتالية، في الحد من انتشاره.