داعية.. يجيب لماذا يجب التعجيل بالفطور
يأتي مغرب رمضان على الناس ويتناوبون بين من يفطر أولًا ثم يصلي ومن يصلي ثم يفطر ومن ينتظر حتى تشهد المؤذن وتتوارد الأحاديث في هذا الموضوع، واليوم نأتي لنقطع كل هذه الأفكار، فيرتبط بشعيرة الصيام سنن نبوية كثيرة فقال رسول الله صلى الله (لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ). أي لا يزال أمر الأمة مستقيمًا وهم بخير ما داموا محافظين على هذه السُّنّة وإذا أخروه كان ذلك علامة على فساد يقعون فيه، فتعجيل الفطور علامة على أنهم ملتزمون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي إطار ذلك قال الشيخ إبراهيم همام وكيل أول الوزارة للأزهر الشريف لـ"بوابة دار الهلال" أن تعجيل الفطور هو تسهيل على العباد لأنه الأفضل الإسراع بالطعام لأنه ما يشتهيه الصائم والله لا يريد بعبادة مشقة، وكان أصحاب الرسول أعجل الناس إفطارًا وكانوا يفطرون بعد تحقق غروب قرص الشمس كاملًا والآن إذا تحقق الغروب فيجب تعجيل الفطر وهو ما يجب أن نقتضي به على سنة محمد صلي عليه وسلم وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّا مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُعَجِّلَ الإِفْطَارَ، وَأَنْ نُؤَخِّرَ السَّحُورَ، وَأَنْ نَضْرِبَ بِأَيْمَانِنَا عَلَى شمائِلِنا في الصَّلاة) فالمعجل بالفطور محبوب من عند الله، فقد بلغ الله سيدنا محمد بأن أحب العباد إليه هم أعجلهم فطرًا.
وتكمن العلة في تعجيل الفطر في عدة أمور وهي بقاء صفة من صفات خيرية هذه الأمة ولمخالفة أهل الكتابين اليهودي والنصارى فإن عادتهم جرت على تأخير الفطر في صيامهم ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَاهُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ" وأيضًا لظهور الدين وانتصاره على أي دين آخر وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا عن أكلة السحور أنها أكلة مباركة وأن السحور غداء مبارك وأن فيه بركة وهذا فيه دلالة تعجيل الفطور وتأخير السحور فالبركة تكتنفنا من كل جانب بركة في الطعام وبركة في الفعل نفسه فحريّ بالصائم أن يتحرى هذه البركة بأن يتسحر ويؤخر السحور ويعجل بالفطور.