رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مكرم محمد أحمد.. شيخ الصحفيين يرحل بعد مسيرة مضيئة في بلاط صاحبة الجلالة

15-4-2021 | 12:53


مكرم محمد أحمد

أماني محمد

رحل عن عالمنا صباح اليوم، الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام السابق ونقيب الصحفيين الأسبق، بعد مسيرة كبيرة من العمل الصحفي شغل خلالها العديد من المناصب وخاض الكثير من المعارك والمراجعات، فضلا عن الحوارات الصحفية التي أجراها مع قادة وسياسيين بارزين في مصر وكافة الدول العربية.

 

من هو مكرم محمد أحمد

ولد مكرم محمد أحمد في مدينة منوف بالمنوفية في 25 يونيو 1935، ودرس الفلسفة في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1957، وبعدها بدأ مشواره الصحفي، حيث عمل في البداية محررا بصحيفة الأخبار، وبعدها انتقل إلى العمل مديرا لمكتب الأهرام بالعاصمة السورية دمشق.

كما عمل مكرم محمد أحمد مراسلا عسكريا باليمن عام 1967 ورئيسا لقسم التحقيقات الصحافية بجريدة الأهرام، وتدرج حتى وصل لمنصب مساعد رئيس التحرير ثم مديرا لتحرير الأهرام.

وفي عام 1980 شغل الكاتب الراحل مكرم محمد أحمد منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة المصور، وانتخب في الفترة من عام 1989 حتى عام 1991 نقيبا للصحفيين للمرة الأولى، وفاز بالمقعد للمرة الثانية في الفترة من عام 1991 حتى عام 1993، وفي 2007 حصل على المقعد للمرة الثالثة، كما كان هو الأمين العام لاتحاد الصحافيين العرب.

وفي الفترة من أبريل 2017 وحتى يونيو 2020 شغل مكرم محمد احمد منصب رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وخلال فتره توليه رئاسة المجلس على وضع معايير إعلامية واضحة تهدف إلى الالتزام المهني والأخلاقي في العمل الإعلامي، كما أصدر لائحة الجزاءات التي تطبق على المؤسسات الصحفية والفضائيات الخاصة في مارس 2019.

وقد نال مكرم محمد أحمد العديد من الجوائز، في حياته من بينها جائزة مصطفى وعلى أمين للصحافة، وجائزة الصحافة العربية، كما أنه كان عضوا في مجلس الشورى لأكثر من أربع دورات متتالية.

 

مسيرة صحفية تاريخية

وخاض مكرم محمد أحمد مسيرة فارقة في بلاط صاحبة الجلالة، ليصبح واحدا من أبرز الكتاب الصحفيين في تاريخ الصحافة المصرية وصاحب مسيرة مهنية لامعة انتصر في معاركه التي خاضها، في ظل ما اتسم به من شجاعة وروح قتالية، جعلته يكون أول صحفى يكتب سلسلة تحقيقات عن القادة الإسرائيليين.

كما خاض معارك تاريخية مع جماعة الإخوان الإرهابية، وعرف طوال تاريخه صحفيا ومفكرا وكاتبا لا يستهدف سوى مصلحة الوطن ولا يساند سواه، فقد كان أول من أذاع نبأ معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية، فضلا عن أنه زار إسرائيل أثناء عملية السلام بين القاهرة وتل أبيب، كما كان أول صحفيا مصريا يدخل سيناء قبل جلاء القوات الإسرائيلية بشهرين وكتب سلسلة مقالات عن سيناء في ذلك الوقت.

وقد نشر مكرم محمد أحمد المسودة قبل الأخيرة لمعاهدة السلام بين السادات والإسرائيليين، وخلال زيارته إسرائيل التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها مناحم بيجن في فبراير 1980 وأجرى حوارا معه بعنوان "أسبوعان في إسرائيل حوار ساخن في مكتب بيغن رئيس الوزراء"، ونشر في جريدة الأهرام.

معاركه ضد الإخوان والمراجعات

وقد كشف مكرم محمد أحمد، في حوارات تلفزيونية سابقة له أن تنظيم الإخوان الإرهاب استقطبه في سن 11 عامًا، لكنه تركها بعد 3 سنوات حينما قذفوه بالحجارة في الشارع لدخوله السينما، واصفا التنظيم السرى لجماعة الإخوان بأنه أشبه بالتنظيم العنكبوتى وكان يصعب اختراقه.

وكشف عن محاولة اغتياله من قبل جماعة الناجون من النار التي كانت تمثل فصيلا من جماعة الإخوان، مضيفا أن هذه الجماعة حاولت اغتياله أكثر من مرة، ومن بينها في باب اللوق بعد إطلاق أحد عناصرها النار عليه أثناء استقلاله السيارة.

ومن أبرز المعارك التي خاضها مكرم محمد أحمد، ما ساهــم فيه من خلال أول مراجعــة لأفـكار الجمـاعة الإسـلامية عنـدما التقى بقيادتهــم لأكـثر من أربـع أسابيع في سجــن العقرب، وقد كانت هذه المراجعات سببا في تعرضه لمحاولة اغتيال على يد المتطرفين عام 1987م.

وقد أصدر خلال مسيرته مجموعة من الكتب البارزة، من بينها كتاب عن أحاديث مع الإسرائيليين، وكذلك كتاب حوار مع الرئيس حسني مبارك والذي أصدره عام 1992، كما أصدر كتابا بعنوان مؤامرة أم مراجعة حوار مع قادة التطرف فى سجن العقرب، عن مراجعات الجماعات الإسلامية والذي صدر في 2003، كما أصدر كتابا بعنوان قدرة مصر النووية: أسباب الإخفاق وتحديات المستقبل وذلك في 2007.

وقد كان يقول عن مهنة الصحافة أنها "مهنة عظيمة، ورسالة حقيقية من أجل خير الإنسان وتقدمه، وأنا استنفذت كل سنوات عمري في العمل، ولا أحد أزاحني من الطريق".