مجددون في الإسلام.. الدكتورة عبلة الكحلاوي أيقونة الداعيات
تُسلط بوابة "دار الهلال" طوال أيام شهر رمضان المبارك الضوء علي المجددون في الإسلام، وهو المصطلح الذي جاء في حديث النبي محمد، "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها"، أي يعلمهم دينهم.
وفي هذا الصدد نواصل تقديم سلسلة حلقات "مجددون في الإسلام"، وهي لشخصيات كان لها نبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة وجهود إصلاحية مؤثرة.
الدكتورة عبلة الكحلاوي، أيقونة الداعيات والعمل الخيري، التي تركت بصمة في قلوب الملايين من خلال أسلوبها البسيط والبعيد عن التعقيد والتشدد والمتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي وعلمها الذي أنار العقول المظلمة.
ولدت الدكتورة عبلة محمد مرسي عبد اللطيف الكحلاوي، في حي الزمالك بالقاهرة، عام 1948، التحقت بجامعة الأزهر ودرست في كلية الدراسات الإسلامية، وحصلت علي الشهادة الجامعية في عام 1969، وكان تخصصها في مجال الشريعة الإسلامية، حيث نالت درجة الماجستير في الفقه المقارن في موضوع " الشورى قاعدة الحكم الإسلامي"، حتي حصلت علي الدكتوراه في نفس التخصص في عام 1978.
ترأست الدكتورة عبلة الكحلاوي في عام 1979 قسم الشريعة في كلية الترية في مكة المكرمة، كما توجهت إلي الكعبة المشرفة لتقوم بإلقاء دروس بشكل يومي علي السيدات وكانت تلتقي بمسلمات من مختلف أنحاء العالم، وظلت تلقي دروسها الكعبة في الفترة بين 1987 إلي 1989، وعقب عودتها إلي مصر أستمرت في القاء الدورس علي السيدات في مسجد والدها في منطقة البساتين، وكانت تركز في دروسها علي توضيح جوانب الإسلام الحضارية والرد علي الأسئلة الفقهية وشرح النصوص الدينية.
أسست الدكتورة عبلة الكحلاوي جمعية خيرية بأسم الباقيات الصالحات بمنطقة المقطم، وكانت الجمعية ترعي الأطفال الأيتام، والسيدات الأرامل والمُطلقات، وتقديم الرعاية الطبية اللائقة لمرضى ألزهايمر والسرطان، وتقديم المُساعدات وتنظيم القوافل الطبية لقرى ومحافظات مصر.
وطلت الدكتورة عبلة الكحلاوي علي جمهورها من خلال شاشة قناة أقرأ في بداية الألفية، وركزت خلال مسيرتها الدعوية الإعلامية علي السيرة النبوية، والأخلاق الحميدة، والجانب الروحني، وتميز أسلوبها بالهدوء والرقي في الدعوة للدين.
توفيت الدكتورة عبلة الكحلاوي في 24 يناير من العام الجاي، إثر اصابتها بفيروس كورونا، عن عم يناهز 72 عامًا، بعد وقد نعى رحيلها الملايين علي المستويين الرسمي والشعبي، ودُفنت بمقابر عائلتها، بجوار مسجد الإمام الشافعي.