حكايات ألف ليلة وليلة 4 - 30.. الصياد والسمكتان (فيديو)
يعتبر كتاب "ألف ليلة وليلة" من أهم وأشهر كتب القصص على مدار الزمان، نظراً لما يحويه من قصص متنوعة مختلفة، وردت في غرب وجنوب آسيا، وتعتبر قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد هي القصة المحورية والرئيسية في هذا الكتاب، حيث أن كل القصص تنطلق من هذه القصة الرئيسية، وغالبية النص جاءت نثرية على الرغم من وجود الشعر في مواضع كثيرة.
وتدور القصة المحورية للكتاب قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد، أن الملك بدأ أمره بإكشاف خيانة زوجته له مع أحد العبيد، وهو الأمر الذي لم يحتمله وقرر إعدامها على الفور، ورأى أن جميع النساء مخطئات، فقرر أن يتزوج من عذارى كل يوم وفي صباح اليوم التالي يهم بقتلها حتى لا يكون لها فرصة لخيانته، ومع مرور الزمن لم يتبقى في المملكة عذارى سوى أبنة وزير لدى الملك، فطلبها الملك ووافق الوزير على مضض، وفي ليلة الزواج بدأت شهرزاد تحكي حكايات للملك دون أن تنهيها مما يدفع فضول شهريار لإبقائها حية حتى يعرف نهاية الحكاية،وعندما تنتهي من حكاية كانت تبدأ في اخرى وظل الأمر هكذا حتى أتمت ألف ليلة وليلة تحكي خلالها للملك القصص والحكايات.
الحكايات في الكتاب مختلفة ومتنوعة، وهي تشمل القصص التاريخية والكوميدية والغرامية والشعرية والخيالية والأسطورية أيضاً، ترجم الكتاب إلى لغات عدة، وهناك الكثير من القصائد الشعرية التي تخللت الحكايات، والتي تغطي معظم الأمور.
"ألف ليلة وليلة" هي دراما تراثية شهيرة حيث كان المستمعون للإذاعة المصرية منذ خمسينيات القرن الماضي يجلسون في انصات تام منتظرين سماع جملة "بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي السديد"، التي تشير إلى بداية شهرزاد في حكي الحكايةعلى الملك شهريار.
والحكايات قُدمت لأول مرة على يد الشاعر الراحل طاهر أبو فاشا، والذي كتب منها ما يقرب من سبعمائة ليلة، وتناوب على كتابتها بعد وفاة أبو فاشا كلاً من عباس الأسواني وفراج إسماعيل، حتى وصل ما قدمته الإذاعة 820 حلقة، وأخرج كل تلك الحلقات المخرج الإذاعي محمد محمود شعبان، وقدمت الفنانة القديرة صاحبة الصوت المميز زوزو نبيل، وقام الفنان عبد الرحيم الزرقاني بأداء شخصية الملك شهريار، بالإضافة إليى العديد من الأصوات الإذاعية المميزة.
تحدث الملك في بداية الليلة مع شهرزاد مُتعجبًا من بقائها على قيد الحياة، ويخبرها بأن رجال المملكة أشاعوا أن حكاياتها ليست سوى سحر ألقته على الملك فرضخ لها؛ وطلب منها إنهاء حكايتها حتى يأمر بإنهاء حياتها.
فعادت إلى السرد: "أخذ سلامة المائة دينار من اليهودي وسدد ما عليه، واشترى لأهله فاكهة وحلوى، وأخبر أمه بما حدث وأوصاها بكتمان السر، وعاد إلى البحيرة ليصطاد، ففوجئ برجل مغربي آخر بنفس البغلة والخرج؛ وأخذ المغربي الجديد يسأله عما حدث في الليلة السابقة، وطلب منه أن يُكرر هذه الفعلة معه.
وأصاب سلامة الخوف من تكرار الفعلة، فهدده المغربي بأن يخبر الشرطة بأنه أغرق أخيه وسيأتي باليهودي شاهدًا؛ فاضطر أن يفعل به المثل، ومات المغربي الجديد، فأخذ البغلة وذهب بها إلى اليهودي.
واستيقظ سلامة في اليوم التالي ليجد أمه قلقة من حكاية الرجلان اللذين ألقاهما في البحيرة، وعندما خرج إلى البحيرة فوجئ بمغربي ثالث يطلب منه إغراقه، ففعل معه مثلما فعل مع الإثنين الآخرين، لكن في هذه المرة برزت يد الرجل، فألقى سلامة الشباك وأنقذ الرجل الذي خرج ممُسكًا بسمكتين حمرواتين اللون، أخبره بأن عليهما طلسم، وطلب منه أن يفتح السمك ويضعه في علبة، فأمسك به سلامة وطلب منه تفسير لما يحدث له منذ يومين والرجلان المغربيان اللذان قام بإغراقهما، والسمكتان.
وعندما بدأ الرجل في الحكي، ارتفع صوت الديك معلنًا طلوع الصباح، فأجل الملك قراره حول شهرزاد إلى الصباح التالي.