رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


عندما يجبرك الله ويخذلك الناس

16-4-2021 | 12:37


الشيخ أحمد تركي,

إذا خذلك الناس من حولك خذلاناً يليق بلؤمهم وعداوتهم.. فضاقت نفسك عليك، وإذا كسرت الدنيا قلبك بما يليق بها بكل قسوة.. فتوجعت ألماً.. فاعلم أن الله سيجبر خاطرك جبراً يليق بكرمه ولطفه ورحمته وعطائه وحبه لك.

وسيتحول حزنك بحوله وقوته إلى فرح..

وكربك إلى فرج...

وفقرك إلى غنى..

وضعفك إلى قوة..

وكأنى أرى هذه المعانى فى مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحانية لله جل شأنه، عندما عرض دعوته على أهل الطائف قبل الهجرة وقابلوه بالايذاء حتى سالت دماه الشريفة من قدمه...

فقال: "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمنى أم إلى عدو ملكته أمرى، إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو تحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك".

وبالفعل..

نصره الله وأيده وعافاه ورضى عنه، وانتقل إلى الرفيق الأعلى بعد ما تحقق الهدف (رسالة الإسلام) وتنتشر نوره بين العالمين، وأنزل الله قوله تعالى

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..) سورة المائدة آية 6

"وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)... سورة النصر

ولتعلم أن الشدائد رحمة وقوة...

فعندما يبتليك الله ربما تقول لنفسك "لماذا ياااااارب تقدر علىّ الهلاك والحرمان"

والله يقول لك "أنا الغنى الحميد" غنى عن عذابك وحرمانك ومشقتك! بل غنى ٌ عن العالمين جميعاً"

-إنما ابتليك أيها المؤمن لأنجيك من نفسك..

لأن النفس أمارة بالسوء ولولا الابتلاء ما رجعت إلى ربها..

- وأبتليك أيها المؤمن لتتغير نحو الاستقامة ونحو  النجاح ونحو التمكين ونحو فضل الله وعطائه..

فلولا تآمر أخوة يوسف ما وصل إلى أن يكون عزيز مصر فكان كيدهم له وليس عليه "فيكيدو لك كيدا"

- وأبتليك أيها المؤمن لأطهرك من المعاصى والذنوب والشر.

- وأبتليك أيها المؤمن لترتقى من منحة إلى منحة ومن نعمة إلى نعمة ومن عطاء إلى عطاء حتى تصل إلى الله "وأن إلى ربك المنتهى".

- وأبتليك أيها المؤمن لأجعلك للناس قدوة وهداية فأولو العزم من الرسل كانوا أكثر الناس ابتلاءً.

- وأبتليك أيها المؤمن حتى تتيقن "أن كل شيء من خزائن الله وبيد الله" وأن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم.

وأن ما عند الله من رزق لك أقرب إليك مما تحت يدك! فثق بالله أكثر من ثقتك فى نفسك أو فى مالك أو فى منصبك..
- وأبتليك أيها المؤمن لتكون من أهل الله إن صبرت! وإذا خفت الضياع! فاعلم أن الله لا يضيع أهله..

وهكذا قال الملك لهاجر عندما تفجر زمزم "إن الله لا يضيع أهله"..

عندما يبتليك الله لا تخف من الضياع.. ولا تخف من الهلاك.. ولا تخف على المستقبل.. ولا تخف على فوات حظ من حظوظ الدنيا..

عليك فقط بالصبر والصلاة والدعاء والأخذ بالأسباب وحافظ على صفاء قلبك ودينك حتى عند الشدة.. وارض بما قسمه الله لك

فالله لا يضيع أهله.