في زمننا الحالي أجد الكثير من النساء من مختلف الأعمار والأصول والأشكال، كل له مجاله وحلمه وهدفه.
رأيت امرأة تبحث عن الجاه والسلطان وتجالس العظماء والكبار لتكون منهم وتحاول مواكبة الزمن الحديث، ورأيت أخرى تذهب لتتعلم وتقدح زناد فكرها كي ترتقي لمستوى راقٍ من العلم، وتحاول أن تواكب النساء المعاصرات طمعًا في الجاه المزيف والأحلام الهاوية لأنها تنظر للدنيا بعين الشهرة والأضواء.
وفي ركنٍ بعيد وجدت امرأة تتعالى بالصرخات والشعارات لتعلن عن عصيانها على المجتمع المريض الذي يعاملها على أنها جسد دون عقل أو تفكير، وهناك من تصطدم في طريقها بذوات شعار “الحرية فوق الجميع” اللاتي يطالبنها بالسير معهن للبحث عن الحرية المزيفة في الجلوس على المقهى وشرب الشيشة مثل الرجل وممارسة ما هو غير أخلاقي وما يروق للنفس، لتجد نفسها تخرج شيئًا فشيئًا عن المألوف، وينغمس حلمها في أغراض نفوس غيرها من النساء، لتتوه وتضيع وتجد نفسها في حيرة ومتاهة، أين هي ومن هي؟ أهذا هو طريقها؟ أم أنها ضلت وبعدت؟ هل هذا هو الدرب الذي أعلنت العصيان والاستنفار عليه لتغيره، وفي عودتها من طريق الحرية المظلم ترى امرأة تجوب الشوارع تحمل في يديها وعلى كتفيها أنبوبة، نعم .. أنبوبة بوتاجاز لتقترب منها وقبل أن تقترب، تحدث نفسها “هل حقًا هذه امرأة أم رجل بجسد امرأة؟”
من هذه المرأة التي تجوب على قدميها وتحمل ثقلًا على كتفيها؟ لماذا تعمل في مجالات الرجال؟ فاقتربت منها وسألتها: أيتها المرأة المترجلة لماذا تحملين أثقالًا وأوجاعًا لا يحملها الرجل في هذا الزمن؟ فردت عليها: نعم أنا المرأة التي ليس لدي حلم بحرية ولا حلم بعيشة هنية، فقط أنا امرأة أبية أملك فخرًا وعزةً وكرامةً، قوية ابتعد عن مجالس النساء ذات الشعارات الهاوية، ولا التفت يومًا إلى مجتمع يغزوه الأمراض المستوطنة، أنا ذاهبة في طريقي للعمل في دنيا شقية وكلي حزن مما كُتِب عليه، تُرى ما الذي ستفعله لي الحرية؟ اتتركني أعمل دون نظرة دنيوية؟ فهذا ما أريد وأرغب به من مجتمعي، فقط اتركوني أحمل الأثقال واعمل، لا أبالي أنا بأحلامكم الوردية فأنا قصة حقيقية لامرأة شقية . فكم من النساء تختلف مع الأخرى وكم منهم حققن أحلامهن وهناك العديد مازال يحلم بالعيشة الرضية في زمن جعل منها امرأة شقية.