«الهوس وراء انتشار الوشم».. خبراء نفس: ظاهرة قديمة للتعبير عن الذات
يعتبر الوشم من الطقوس القديمة، التي تعود أصولها إلى زمن الفراعنة، إلا أن هذا الفن القديم، انتشر بشكل كبير خلال السنوات الماضية، إذ يرجع السبب في انتشار الوشم هو البعد عن الثقافة العربية، والتقليد الأعمي للثقافة الغربية، بالإضافة إلى الإحساس بالفراغ، والقلق المستقبلي المتعلق بشخصيه القائم بهذا السلوك، فضلا عن الشعور بالعجز تجاه موضوع معين.
التقليد الأعمي للغرب
قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن بعض الأشخاص يلجأون إلى رسم الوشم على أجزاء مختلفة من أجسامهم، نتيجة اضطراب شخصية، سواء بالإصابة بالاكتئاب أو الهوس أو رفض الواقع، مؤكدا أن ظاهرة الوشم قديمة، لافتا أن الإنسان يلجأ لرسومات تعبر عن شخصيته أو مايريد أن يقوله للآخرين مثل أن يرسم أحدهم العقرب أو التنين للتعبير عن القوة أو وردة للتعبير عن رومانسية، وأما الرسومات الفرعونية للتعبير عن الحنين للماضى، أو أي رمز يعبر عن شىء ما.
وأكد استشاري الطب النفسي، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن السبب في انتشار الوشم هو البعد عن الثقافة العربية، والتقليد الأعمي للثقافة الغربية، بالإضافة إلى الإحساس بالفراغ، والقلق المستقبلي المتعلق بشخصيه القائم بهذا السلوك، فضلا عن الشعور بالعجز تجاه موضوع معين، مضيفا أنه في الوقت الحاضر يختار المواطنين الوشم لأسباب تجميلية وعاطفية وتذكارية ودينية وسحرية، وكرمز لانتمائهم أو لتمييزهم مع مجموعات معينة من المواطنين، متابعا: يعتبر الوشم إحدى أحدث الصراعات المنتشرة في هذه الأيام، ولهذا فإننا قد نجد الكثير من الأشخاص يقومون برسم الوشم على كامل جسمهم، ليكونوا مواكبين لهذه الحداثة، لكن الوشم قد يسبب الكثير من المشاكل للإنسان.
وأشار إلى أن بعض الشعوب في المجتمعات الطبقية كانت تستخدم الوشم للتعبير عن مكانة الفرد في المجتمع الذي يعيش فيه، أو انتمائه لطبقة معينة، وقد ورد ذكره في المراجع التاريخية القديمة في الشرق أو الغرب، خصوصا في المراجع الصينية القديمة، عند انتقال المجتمع البدائي إلى مجتمع طبقي.
وأكد استشاري الطب النفسي، أن الوشم انتشرفي الوطن العربي وخاصة في صفوف الشباب بعد أن كنا نراه على أجساد الأجانب، وأصبح الشبان العرب يستخدمون أشكالا ورموز يظنون أنها تعبر عن شخصياتهم، ومن هذه الرسومات ما يستقر على الصدور والأذرع أو على الأكتاف ومنها ما يرسم على الرقاب أو على الوجوه.
ظاهرة قديمة
قالت الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم النفس والاجتماع بجامعة المنوفية، إن ظاهرة الوشم قديمة لكنها مازالت حتى اليوم، وكان العرب القدامى يدقون وشومًا على أجزاء مختلفة من الجسم، مؤكدة أنها ترتبط بالتعبير عن الوضع النفسي الذي يعيشه الشخص.
ظاهرة ليست جديدة
وأكدت عز الدين في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن الوشم ارتبط بالقدماء المصريين، فهو ظاهرة ليست جديدة، وكانت تستخدم كطقوس حياتية ودينية وتعـويذات لمنع السحر أيضًا لافتة أن الرسوم كانت تعبر عن المواقف والعادات والتقاليد لذلك كانت تعد توثيقا للموقف، مشيرة أن من أبرز الأشكال والرسوم التي كان يتم دقها هي رسم التنين والأفاعي والجماجم البشرية والعقارب، بالإضافة إلى الرموز الدينية وترسم أغلبها على الذراع والكتف، فضلا عن رموز الحب والأسماء.
مواسم لرسم الوشم
وأضافت أن هناك مواسم لرسم الوشم بعد انتشارها كنوعا من أنواع الموضة، حيث يزيد الطلب على دق الوشم في الأفراح، أو خلال فصل الصيف يكون الطلب أكثر على الوشم، الذي يكون واضحًا رؤيته، وفي المقابل يقل الطلب على الوشم في الشتاء.
وتابعت: الرسوم التي يتم دقها على الجسد لها رموز ودلالات خاصة بكل فرد من الأفراد، وهذه الرموز قد نستدل من خلالها على البناء النفسي للفرد ، وكل صورة سواء كانت وردة أو نجمة أو اسماً له دلالته الرمزية في عقل صاحبه، مؤكدة أن أن انحدار بعض القيم الأخلاقية، والتقصير في التوعية الاجتماعية، له دور، حيث أصبح مفهوم الوشم الآن، هو الأناقة والتجميل.
ليس مرهونا بالشكل الجمالي
وأكدت أن انتشار الوشم بشكله الملفت في أوساط الشباب ليس مرهونا فقط بالشكل الجمالي ولا بالتصميم الفريد، لكنه أصبح أسلوبا للتعبير عن أراء وأفكار أحيانا يعجز الشاب عن وصفها أو الحديث عنها، الأمر الذي جعله بمثابة منصة جسدية للتعبير عن الذات.