قصص الأنبياء.. قصة موسى عليه السلام من إلقائه باليم إلى قصر فرعون (الجزء الأول)
تعددت السور القرآنية التي تحكي قصة موسى عليه السلام، حيث أنها تشتمل على العديد من التفصيلات في مختلف جوانب حياته، وكأن القرآن الكريم يسلط الضوء على تلك القصة نظرًا لما تتضمنه من عجائب قدرة الله تعالى، وتمام حكمته في كل جزئية من جزئياتها، فتناسب القصة أجواء البشر النفسية المختلفة.
تخاطب قصة موسى عليه السلام من كاد أن يكون قلبه فارغًا من الثقة بقدرة الله، فهى توحي بعجائب قدرة الله تعالى، وأنه قادر على كل شيء، وفي هذا السياق تقدم بوابة "دار الهلال" للقارئ خلال شهر رمضان الكريم قصص الأنبياء، مستندة لمصادر موثقة في السيرة والتاريخ الإسلامي، ونعرض لكم اليوم قصة سيدنا موسى عليه السلام، وولادته في سنة يُقتل فيها الذكور من بني إسرائيل بأَمرٍ من فرعون ملك مِصر، واضطرار والدته إلى وضعه في تابوت، وإلقاءه في اليم، حتى وصل إلى قصر فرعون.
قصة موسى عليه السلام
وُلِد موسى عليه السلام في سنة كان يُقتل بها الذكور من بني إسرائيل بأَمر من فرعون ملك مِصر؛ حيث كان يتم قتل المواليد من الذكور في سنه، وتركهم أحياء في سنة آخرى، وكان موسى قد وُلِد ولم يعلم أحد بولادته، فاهتدت أمّه من الخوف إلى أن تُلقي رضيعَها في اليمّ؛ وذلك بعد وضعه في تابوت بأمر من الله، مع طمأنته لها بأنّه سيُرجعه إليها سالما مُعافى، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة القصص: "وَأَوْحَيْنَا إلى أُمِّ موسى أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ(7).
وصول موسى لبيت فرعون
سار التابوت في المياه يحمل موسى عليه السلام حتى وصل به إلى أيدي جواري قصر فرعون، فأخذنه إلى امرأة فرعون؛ آسية بنت مُزاحم التي طلبت من زوجها فرعون أن يُبقيَ عليه معها؛ ليتّخذوه ولدًا لهم، فينفعهم حين يكبر سِنّهم ويشيخون.. يتبع