ألف ليلة وليلة 9-30 .. البحث عن قاتل الأحدب (صوت)
يعتبر كتاب "ألف ليلة وليلة" من أهم وأشهر كتب القصص على مدار الزمان، نظراً لما يحويه من قصص متنوعة مختلفة، وردت في غرب وجنوب آسيا، وتعتبر قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد هي القصة المحورية والرئيسية في هذا الكتاب، حيث أن كل القصص تنطلق من هذه القصة الرئيسية، وغالبية النص جاءت نثرية على الرغم من وجود الشعر في مواضع كثيرة.
وتدور القصة المحورية للكتاب قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد، أن الملك بدأ أمره بإكتشاف خيانة زوجته له مع أحد العبيد، وهو الأمر الذي لم يحتمله وقرر إعدامها على الفور، ورأى أن جميع النساء مخطئات، فقرر أن يتزوج من العذارى كل يوم وفي صباح اليوم التالي يهم بقتلها حتى لا يكون لها فرصة لخيانته، ومع مرور الزمن لم يتبقى في المملكة عذارى سوى ابنة وزير لديه، فطلبها الملك ووافق الوزير على مضض، وفي ليلة الزواج بدأت شهرزاد تحكي حكايات للملك دون أن تنهيها مما يدفع فضول شهريار لإبقائها حية حتى يعرف نهاية الحكاية،وعندما تنتهي من حكاية كانت تبدأ في اخرى وظل الأمر هكذا حتى أتمت ألف ليلة وليلة تحكي خلالها للملك القصص والحكايات.
الحكايات في الكتاب مختلفة ومتنوعة، وهي تشمل القصص التاريخية والكوميدية والغرامية والشعرية والخيالية والأسطورية أيضًا، ترجم الكتاب إلى لغات عدة، وهناك الكثير من القصائد الشعرية التي تخللت الحكايات، والتي تغطي معظم الأمور.
"ألف ليلة وليلة" هي دراما تراثية شهيرة حيث كان المستمعون للإذاعة المصرية منذ خمسينيات القرن الماضي يجلسون في انصات تام منتظرين سماع جملة "بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي السديد"، التي تشير إلى بداية شهرزاد في حكي الحكايةعلى الملك شهريار.
والحكايات قُدمت لأول مرة على يد الشاعر الراحل طاهر أبو فاشا، والذي كتب منها ما يقرب من سبعمائة ليلة، وتناوب على كتابتها بعد وفاة أبو فاشا كلاً من عباس الأسواني وفراج إسماعيل، حتى وصل ما قدمته الإذاعة 820 حلقة، وأخرج كل تلك الحلقات المخرج الإذاعي محمد محمود شعبان، وقدمت الفنانة القديرة صاحبة الصوت المميز زوزو نبيل، وقام الفنان عبد الرحيم الزرقاني بأداء شخصية الملك شهريار، بالإضافة إلى العديد من الأصوات الإذاعية المميزة.
كان الأحدب يحفظ من النوادر ما جعله مُضحك السلطان، وأنه في يوم ما مشى في شوارع المدينة سكرانًا حتى انتهى إلى حانة صغيرة كانت له فيها ليالٍ مشهودة، لكنه في تلك الليلة لم يجد سوى رجلًا غريبًا؛ فاقترب منه وأشفق على وحدته، وطلب منه أن يكون نديمه هذه الليلة، فسخر منه الرجل وناداه بعاهته؛ فخاطبه بأدب جعل الرجل يتراجع وبدأ كلاهما في التعارف.
وبدأ الأحدب يتحدث عن السلطان ونوادره، ودعاه الرجل للشراب والطعام وبدأ يتحدث معه عن أحواله وأنه ترك أهله، وأنه كان يعمل حلاقًا ببغداد وتركها فرارًا من حلاق في المدينة، وأنه باع كل ما لديه وظل يتنقل في البلاد فرارًا منه؛ ولم يكد يستفيض في حديثه حتى دخل عليهم الحلاق، فهرب الرجل وصدم الحلاق الأحدب، فوجده الناس ميتًا، واتهم الناس رجلا آخر بقتله.
وبينما يحاول الرجل إثبات براءته اقترح عليه أحد الموجودين أن يحمل جثة الأحدب ويلقي بها أمام دار الطبيب، وحملا الجثة وجعلاها أمام بيت وثبتاها أمام الدار، فظن الطبيب أنه تعثر به أثناء الخروج وقتله، فألقاه في دار جاره الذي فُزع وزوجته من الجثة، وجاء رجال السلطان فاعتقلوه وكاد السلطان أن يأمر بقتله، ولكن الطبيب جاء وقال ما حدث، ثم جاء صاحب الحانة وروى كل شئ، فأمر السلطان بتتبع من قتل مُضحكه.