هل يجوز إزالة الشعر أثناء الصيام؟، سؤال يراود أذهان الكثير من السيدات في شهر رمضان، حيث أن البعض يعتقدن أن إزالة شعر الوجه أو شعر أي منطقة من الجسم يبطل الصيام، وهو ما أوضحه فقهاء وأساتذة بجامعة الأزهر.

حكم إزالة شعر المرأة في نهار رمضان

وعن حكم إزالة شعر المرأة في نهار رمضان، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن إزالة المرأة لشعر الوجه أو الجسم أثناء نهار رمضان لا علاقة له بالصيام، مضيفا أن قيام المرأة بإزالة الشعر أثناء الصيام سواء في شهر رمضان أو في غيره هو أمر لا يؤثر على صحة صومها ولا هو مكروه وليس له صلة بالصوم.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال" أن الصيام هو إمساك عن المفطرات والتي تشمل شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر الصادق حتى غروب الشمس، أما إزالة الشعر أو عدم إزالته سواء في الحاجب أو الوجه أو أي مكان في الجسد لا علاقة له بالصيام لا من قريب ولا من بعيد.

وأضاف أن هذا الأمر يشبه الحلاقة للرجال، فهل حلاقة الرجال تؤثر على الصيام؟، بالطبع لا تؤثر على الصيام، ولا ينبغي الزيادة عما جاء في الشرع، لأن هذا الأمر لم يرد لا في القرآن ولا في السنة.

حكم إزالة الشعر أثناء الصيام

وأوضح الدكتور عبد الحليم منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف الدقهلية حكم إزالة الشعر أثناء الصيام، حيث قال إنه لا علاقة بين إزالة المرأة للشعر الزائد من جسدها أو وجهها خلال نهار رمضان بصيامها، مضيفا أن هذا الأمر من الفطرة سواء كان ذلك في الصيام أو الإفطار  ولا يؤثر في صحة صيامها.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال" أن سنن الفطرة تزال في أي وقت وعملها عبادة، سواء كانت هذه العبادة في الصيام أو الإفطار، مضيفا أن هذه السنن إذا أقيمت في الفطر فهي جائزة ومشروعة وإذا أقيمت في الصيام فهي أيضا جائزة ومشروعة.

وأشار إلى أن سنن الفطرة هي تقليم الأظفار وإزالة الزوائد من الشعر سواء كان في الإبط أو في كل أنحاء الجسد أو الرأس أو الوجه، وهذه جائزة في كل الأوقات وليس لها علاقة بالصيام.

هل إزالة شعر الوجه يبطل الصيام

وفي إجابته على سؤال هل إزالة شعر الوجه يبطل الصيام، أكد الشيخ محمد عبدالسميع، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، أن إزالة الشعر أثناء الصيام لا ينقص من أجر الصوم ولا يؤثر في صحته.

وأكد أن إزالة الشعر والنظافة وما إلى ذلك جائز ولا يؤثر على صيام المرأة، وأن إزالة المرأة لشعر الوجه والجسم والحواجب لا يبطل الصيام وليس من المفطرات، موضحا أن إزالة الصائم لشعر رأسه أو شعر بدنه في أي موضع غير مؤثر على صومه، لا يبطل الصوم.

سنن الفطرة

وعن سنن الفطر فقد أخرج مسلمٌ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ». قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ.

فيما بيَّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن مِن الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وكان عليها النبيون عليهم السلام، خصالًا ينبغي أن يأخذ الناس بها؛ فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ -أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ-: الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ» متفق عليه، وأخرج البخاري نحوه عن ابن عمر رضي الله عنهما.

وقالت الإفتاء أن هذه الخصال مجتمعة في أنها محافظة على حسن الهيئة والنظافة، وكلاهما يحصل به البقاء على أصل كمال الخِلقة التي خلق الإنسان عليها، وبقاء هذه الأمور وترك إزالتها يشوِّه الإنسان ويقبِّحه؛ بحيث يستقذر ويجتنب فيخرج عما تقتضيه الفطرة الأولى، فسميت هذه الخصال فطرة لهذا المعنى.