وداعا الدكتور محمود نسيم.. الشاعر وفارس النقد المسرحي النبيل (بروفايل)
رحل عنا مساء أمس الشاعر النبيل الأستاذ الدكتور"محمود نسيم" وهو أحد فرسان النقد المسرحي المصري الذين لايليق بهم الرثاء بينما سنظل نقدم له كل الشكر والتقدير لما قدمه وأثرى به الحركة الثقافية والفنية ومجال الأدب و النقد بعلمه الزاخر ومشاركاته الكثيرة بمؤلفاته، ومناقشاته بالفعاليات الثفافية، وأيضًا هو مدرسا بقاعات الدرس لطلابه بالعديد من الجامعات والأكاديميات المصرية ومناقشًا للعديد من الأبحاث العلمية في مجال النقد الأدبي والفني.
ولد الدكتور" محمود نسيم "عام 1955، وحصل على الليسانس في الفلسفة من كلية الآداب جامعة عين شمس 1980 كما نال درجة الماجستير من المعهد أكاديمية الفنون بالقاهرة 1994، كما نال الدكتوراة أيضًا بعام 2005، عمل مدرسًا بكلية التربية النوعية بطنطا والعباسية، كما درس "محمود نسيم "فلسفة الفن، ومناهج البحث بمعهد الفنون المسرحية والمعهد العالي للسينما والمعهد العالي للنقد الفني ومعهد الفنون الشعبية بأكاديمة الفنون، وكان عضوًا بلجان تحكيم وقراءة نصوص إدارة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وعضوا بالعديد من المهرجانات المسرحية المحلية والدولية.
وتولى"محمود نسيم" إدراة المسرح كمدير عام لإدارة المسرح بالهيئة لقصور الثقافة بعام 2005، وكان الدكتور محمود نسيم مقررًا للجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، وقام نسيم بالإشراف على الندوات التي أقيمت بالعديد من المؤتمرات واللقاءات ومن بينها الإشراف على البرنامج التثقيفي بمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي لفعاليات الدورة الـ27 بعام 2020 وكان محمود نسيم عضوًا إستشاريًا بالمهرجان.
أسس نسيم مجلة "كتابات" مع الشاعرين رفعت سلام، وشعبان يوسف، وكان عضوًا مؤسسًا بجماعة "إضاءة 77".
وقدم"محمود نسيم" العديد من المؤلفات" كشاعر وناقد منها المخلص والضحية -رؤى العالم لدى محمود دياب وصلاح عبد الصبور "الذي نشر في عام 2013 من قبل الهيئة المصرية العامة للكتاب، وقدم مؤلفه كتاب "فجوة الحداثة العربية" الذي كان يمثل أطروحة "محمود نسيم " كباحث لنيل درجة دكتوراة الفلسفة في النقد الفني من المعهد العالي للنقد الفني من أكاديمية الفنون تحت عنوان "الخطاب الفلسفي في الحداثة العربية في الفترة ما بعد يونيو 1967. بحث في جماليات الظاهرتين المسرحية والشعرية" ومثلت رسالة الدكتوراة التي حصل عليها الدكتور محمود نسيم باكورة "سلسلة الرسائل"، بعد أن قرر المخرج السينمائي الدكتور"مدكور ثابت" رئيس الأكاديمية حينذاك طبع ونشر رسائل البحث العلمي بسلسلة نشر جديدة للكتب من خلال الأكاديمية، وكانت رسالة دكتور محمود نسيم هي رقم( 1 ) في هذه السلسة الإبداعية، التي تهدف بها الأكاديمية كما قال الدكتور مدكور ثابت إلى الاشتباك مع "ثقافة المجتمع وأصواته وهمومه وأمانيه".
ومن دواوين محمود نسيم الشعرية: السماء وقوس البحر 1984، عرس الرماد 1989، كتابة الظل 1995، لاعب الخيال، لقطات متجولة، ونشر له أيضًا "طائر الفخار" بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وقدم "نسيم "مختارات شعرية بعنوان "الحديقة"، كما قدم عدة مسرحيات منها "الغرفة، أمواج، ومسرحية شعرية بعنوان "مرعى الغزلان"، ونشر"محمود نسيم" العديد من قصائده في مختلف الصحف والمجلات المصرية، وشارك في أغلب المهرجانات العربية والمحلية كما ترجمت بعض قصائده إلى الإنجليزية.
نال محمود نسيم الجائزة الأولى للمجلس الأعلى للثقافة بمصر عن مسرحيته "مرعى الغزلان" عام 1986، وجائزة سعاد الصباح عن ديوانه "عرس الرماد" عام 1991.
الشاعر والناقد يفوز بأفضل سيناريو
وفاز"محمود نسيم" بجائزة أفضل سيناريو فرع كبار الأدباء عن سيناريو فيلم "رجل الحكايات" السيناريو عن الكتابة الأولى له في هذا المجال بجوائز مسابقة ساويرس الثقافية لعام 2016، وتمثلت أحداث سيناريو بالزمن الدرامي للفيلم بالشهور الأخيرة من عام 2013، حيث يحدث حادثة سيارة وتصطدم فيها إحدى الفتايات بالشارع المصري، ويقدم سيناريو الفيلم ملامح الواقع السياسي والاجتماعي بمصر في هذه الفترة من خلال مصائر الشخصيات التي يقدمها محمود نسيم بالفيلم، وكانت هذه التجربة الفريدة والمميزة للكاتب محمود نسيم اكتشاف جديد لنفسه وإبداع مختلف بكتابة السيناريو وهي الكتابة الأولى له في هذا المجال.
كان الإنسان النبيل المجرب محمود نسيم هو المبدع الذي يذهب بقلمه إلى آفاق الكتابة بأشكالها المتعددة من الشعر إلى القصة إلى النقد والسيناريو بصوره المتنوعة والمتميزة دومًا ليرحل عنا من هذا العالم لكنه تاركًا بقلمه وفكره أثرًا لا يمحى يستحق دوما الشكر والثناء والمديح.