رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أسقطوا ديونكم

22-4-2021 | 14:50


د. أسامة فخرى الجندى

شهر رمضان هو أحد نفحات ربنا لإسقاط ديوننا "ذنوبنا"

زمانٌ شَرِيفٌ هَيَّأَ الله لنا فيه فرصةَ إسقاط الذنوب وتسويتها وفتح صفحة جديدة معه عزوجل

معلومٌ أن الضيفَ إذا نزل بأهل دار، فإنه ينتظر أن يقوم أهلُ الدار بإكرامه، إلا أن (رمضان) ضيفٌ جاء على عكس الحال المعتاد، فقد جعل الله فيه الإكرامَ والغُفْرَانَ والعِتْقَ من النيران .

إننا إذا افترضنا أن هناك إنسانًا مدينًا بمئات الألاف لأشخاص كُثُر، فما هو حاله بهذه الديون (الحالة النفسية والاجتماعية والفكرية) ؟ ستجده غيرَ مُستقرٍ في تفكيره، في تصرفه، في سلوكه؛ لأن الديون تغلب عقلَه وفكرَه، ستجده يمنع نفسه وأهله وأولاده عن بعض حاجياتهم الضرورية لأجل هذا الدَّيْن .

ثم أتيحت له فرصة لمقابلة شخص واحد، هذا الشخص بمقابلة واحدة سيُسقط عنه كلَّ ديونه، فكيف سيكون هذا الإنسان المدين حريصًا على هذا اللقاء ؟؟؟  هذا اللقاء الذي سيعيد إليه توازنه وحسن التفكير والتصريف، هذا اللقاء الذي سيُدخل على قلبه السرور، هذا اللقاء الذي يضمن له السلامة من المطالبات بسداد الديون ، هذا اللقاء الذي يحفظ عليه نفسه وأهله وأولاده.. ألا يكون حريصًا أشد الحرص على هذا اللقاء ؟ ألا يكون حريصًا على اغتنام وقته مع هذا الشخص؟ ألا يكون حريصًا على استقباله استقبالًا يليق بمن سيضع عنه ديونَه ويزيحها عنه ويجعله يبدأ صفحة جديدة هادئ البال ؟؟؟

هكذا هذا الزمان الشريف (شهر رمضان)، فرصة أن نُسَوِّيَ كلَّ الحسابات فيه .

لقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) [البخاري ومسلم] ـ وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) (البخاري ومسلم (

وعَن أبي هُرَيرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقى المنبر فقال : آمين آمين آمين فقيل : يا رسول الله ما كنت تصنع هذا ؟ فقال: إن جبريل قال: رغم أنف من دخل عليه رمضان  ثم لم يغفر له ................ ) (مسند البزار (

وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمّن على كلام جبريل، وهو أحرص ما يكون على هذه الأمة، إذن فهو صلى الله عليه وسلم أراد منا أن ندرك فضل ومكانة ومنزلة هذا الزمان الشريف وما أودعه الله (عز وجل) فيه من المغفرة والرحمة وقبول التوبة .

ثم إن هذا الرجل الذي أسقط كلّ الديون عن هذا الشخص المدين هو بذلك قد تفضل على الشخص المدين بفضل ونعمة ومزيد إكرام ، ومن ثمّ تجد هذا المدين قد عقل هذا الفضل وأدرك هذا الإكرام الفائق ، ثم استقر هذا الصنيع في قلبه ، مما جعله يتوجه بجوارحه نحوه بالشكر والعمل لأجل هذا الصنيع ، فكذلك شهر رمضان نعمة عظيمة من الله (عز وجل) ، لنا فيه الخير الوفير ، فعلينا أن نتوجه بجوارحنا نحوه سبحانه وتعالى.

 فلنحرص على هذا الزمان الشريف الذي هو أحد نفحات ربنا لنا ، ولنعقد مصالحة بين العقل والهوى بتوبة صادقة ، ولنملأ وقته بألوان العبادة ليلًا ونهارًا .

أعاد الله هذه الأيام علينا جميعا بكل خير ورشد وأمن وأمان وسلم وسلام ومحبة ومودة.