مصطفى محرم.. السيناريست العبقري الذي صنع بقلمه نجومية الكبار
شهد اليوم الجمعة تشييع جثمان السيناريست مصطفى محرم لمثواه الأخير، بعد صلاة الجنازة بمسجد السيدة نفيسة، وسط حضور عدد كبير من الأهل والأصدقاء ومحبيه.
وغيب الموت أمس الخميس السيناريست مصطفى محرم بعد رحلة عطاء استمرت لسنوات طويلة، قدم خلالها العديد من الأعمال الخالدة في الدراما التلفزيونية والسينمائية
"محرم" خرج من حى السيدة زينب مصنع الفنانين والمشاهير، أحب الكتابة وتمنى أن يصبح يومًا قاصًّا وكاتبًا، أصبح صديقًا لأشهر الكتاب والأدباء على أرض المحروسة، يحول أبطال قصصهم من على الورق إلى شخصيات من لحم ودم على الشاشة.
ترك مصطفى محرم عمله فى التدريس، بعدما اكتشفه الكاتب إحسان عبد القدوس، وتدرب على يديه فبات واحدًا من أهم كتاب السيناريو وكهنته، صنع "محرم" بقلمه وأفلامه نجومية العديد من الفنانين، وبات تتصارع عليه كبار النجمات في مصر فكتب لنبيلة عبيد "أرجوك أعطنى هذا الدواء، وإغتيال مدرسة، والوحل"، بينما تألقت نادية الجندى فى أفلامه منها "الباطنية، ووكالة البلح، والإمبراطورة".
يُعد مصطفى محرم صاحبا لأفلام ظلت من علامات السينما المصرية وأشهرها، كتب نجومية أحمد زكي فى "الراقصة والطبال" وأبدع فى فيلم "أغنية على الممر" لمحمود مرسى، وبات صديقا للأديب نجيب محفوظ وكتب سيناريو روايات "الحب فوق هضبة الهرم"، و"أهل القمة".
فيلم "الهروب" الذي صاغ ورسم "محرم" شخصياته بكل حرفية وإبداع يعد واحدا من أهم أفلام السينما المصرية، و"حتى لا يطير الدخان" الذي نسج شخصياته من وحي خياله وأصبح واحدا من أجمل أفلام عادل إمام، كما كانت معظم أفلام الكبار تحمل توقيع مصطفى محرم فقدم معه محمود عبد العزيز واحدا من أجمل أدواره "عبدون" في فيلم "أبناء وقتلة وقبلها بسنوات فيلم "الباطنية".
كان يعشق السينما من كل قلبه "وكالة البلح، درب الهوى، أرجوك أعطنى هذا الدواء، السكاكيني، المرأة الحديدية، حارة برجوان، سمارة الأمير، الغرقانة" أفلام خطها قلم "محرم" الذي صنع نجومية الكبار وأكتشف به الشباب من الفنانين.
عمل مع كبار الكتاب والأدباء إحسان عبد القدوس ويوسف إدريس، وثروت أباظة، وتوفيق الحكيم، وكانوا أصدقاءه.
يتجه ناحية الدراما ليلقى فى جعبتها كنزًا من المسلسلات التى ما زالت تعيش إلى الآن رغم مرور السنين، أبرزها مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" الذي يلاقي نفسه نسبة المشاهدة حتى الآن بالرغم من عرضه مئات المرات ومرور سنوات على إنتاجه، وفي الدراما قدم أيضا"رد قلبي، عائلة الحج متولي، ميراث الريح، زهرة وأزواجها الخمسة".
رحل مصطفى محرم بعد رحلة طويلة من الفن والإبداع ما بين السينما والتليفزيون ولكن تبقى أعماله لا تفنى ويظل أسمه محفورا في ذاكرة محبيه وجمهوره.