عودة الطيران بعد غياب 5 سنوات.. وسياسيون: ثمرة المفاوضات المصرية مع الجانب الروسي
تمت الخطوة الأولى للتعاون المصري الروسي في أغسطس عام 1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي، وشهدت العلاقة تطورات متلاحقة كان أبرزها بعد ثورة يوليو عام 1952 حين قدم الاتحاد السوفيتي لمصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي، وعلى غرار شبيه أعلنت روسيا عن استئناف حركة الطيران مع مصر مرة أخرى بعد توقفه فترة تجاوزت الخمس سنوات، وسياسيون يؤكدون أن الخطوة تطور مهم بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين، كما أنها تدل ضمن ما تحمل من معاني على نجاح الأجهزة والمؤسسات المصرية في خلق البيئة التي تعزز ثقة الأطراف الأخرى وفي مقدمتها روسية في سلامة وأمن المرافق المصرية.
تطور مهم
وفي هذا الصدد، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن ما حدث من استئناف لحركة الطيران الروسي المصري تطور مهم، لافتا أنه يأتي في ضوء العلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر وروسيا سواء أكان هذا على المستوى الحكومي أو على مستوى الزعيمين.
مدى ثقل السياحة الروسية
وأضاف أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة في تصريحاته لـ"دار الهلال"، أن إعادة حركة الطيران لها آثارها المهمة من الناحية الاقتصادية والسياحية، متوقعا بعد هذه الخطوة الإيجابية قدوم وفود روسية لزيارة مصر ومناطقها السياحية، مشيرا إلى أن نسبة السياحة الروسية كبيرة كما أنهم يأتون بأعداد كبيرة، مشيرا إلى أن هناك بعض المناطق السياحية المصرية يتم الكتابة فيها باللغة الروسية، وهو دلالة على أن هناك ثقل للسياحة الروسية.
توقعات الحكومة
وأردف أن الحكومة المصرية تتوقع خلال المرحلة القادمة زيادة في نسبة السياحة الروسية لمصر بشكل كبير، وأيضا مزيد من التعاون الوثيق بين البلدين سواء على المستوى السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي أو السياحي، لافتا أنه كما هو معلوم فالسياحة في مصر لها تأثيرها الكبير من الناحية الاقتصادية ودعم الاقتصاد القومي كما هي مورد للعملات الأجنبية.
دور الخطوة الروسية في عودة دول الاتحاد الأوروبي
وأكد بدر الدين، أن هذه الخطوة من الجانب الروسي تشجع العديد من الدول وخاصة دول الاتحاد الأوروبي على إرسال الأفواج السياحية إلى مصر وهذا بدوره ينعكس بشكل إيجابي على العلاقات المصرية الروسية وهذه الدول وعلى دعم السياحة المصرية والاقتصاد المصري.
أبعاد استئناف الطيران
وفي سياق متصل، قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن استئناف حركة الطيران الروسية لمصر له أكثر من بُعد، أولها: نجاح الدبلوماسية المصرية في المعركة التي كانت تخوضها من خلال المفاوضات وإظهار الحقائق أمام الجانب الروسي. رسائل مصرية من خلال عودة الطيران الروسي.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة في تصريحاته لـ"دار الهلال"، أن البُعد الثاني متمثلا في نجاح الأجهزة والمؤسسات المصرية في خلق البيئة التي تعزز ثقة الأطراف الأخرى وفي مقدمتها روسية في سلامة وأمن المرافق المصرية، ويأتي البُعد الثالث متمثلا في الرسائل التي تبعثها مصر بأن الإصرار يحقق الهدف.
إظهار الحقائق
وأوضح أنه على مدار 5 سنوات كان هناك سجال كبير بين مصر وروسيا ولكن الدبلوماسية المصرية والقيادة السياسية المصرية وحرصها على إظهار الحقائق للجميع، حقق الهدف، مؤكدا أن هذا القرار الروسي سيكون فاتحة للكثير من الدول بأن تحذو حذو روسيا وبالتالي تعزيز الاقتصاد المصري والاستثمارات المصرية وقطاع السياحة المصري، وأن هذا كله سيعود على الدولة المصرية بشكل إيجابي وهذا واضح من خلال العاملين بمجال السياحة. باكورة تنمية حقيقية وأردف سلامة، أن الاستعدادات للرحلة الأولى إلى الغردقة وشرم الشيخ الأسبوع المقبل ستنعش الاقتصاد السياحي بشكل كبير وغير متوقع، مؤكدا أن هذا باكورة لتنمية حقيقية، لافتا أن السبب وراء هذا هو قرار وزير السياحة بشان الحد الأدنى للإقامة بالفنادق الكبيرة، وأن في الغالب القرار الروسي سيجعل بعض الدول تعيد التفكير مرة أخرى والنظر في قراراتها بشأن الدولة المصرية وهو ما سيعمل على فتح الباب أمام دول أخرى لتحذو حذو روسيا خلال الفترة القادمة.
وأكد الكرملين أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي توصلا إلى اتفاق اليوم بشأن استئناف الرحلات بين روسيا والمنتجعات المصرية.
وقبل ذلك أعلنت الرئاسة المصرية توصل الزعيمين إلى هذا الاتفاق خلال مكالمة هاتفية تمت الجمعة، وقال المتحدث الرئاسي المصري السفير بسام راضي، إن الرئيس السيسي تلقى صباح اليوم اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي. وأضاف، أن الاتصال "تناول التباحث حول مجمل موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة تلك المتعلقة بالتعاون في قطاع السياحة، حيث تم التوافق على استئناف حركة الطيران الكاملة بين مطارات البلدين، بما في ذلك الغردقة وشرم الشيخ، وذلك بعد التعاون المشترك الناجح بين الجانبين في هذا الإطار، وبناء على ما توفره المطارات المصرية بالمقاصد السياحية من معايير الأمن والراحة للسياح الوافدين".