«الزواج المبكر» و«ختان الإناث» جريمتان فى حق الفتيات.. وعلماء: الطب أكّد وقوع الضرر على الأنثى
ختان الإناث والزواج المبكر للفتيات، يعدان وجهان لعملة واحدة، فالاثنين مرتبطان بالفتاة الصغيرة التي لا حول لها ولا قوى، سوى أن أبويها معتقدان أنهما على صواب في هذين الأمرين، مما يجعلهما يقبلان على تشوية الفتاة في البداية من خلال عملية «ختان الإناث»، ومن ثم بيها كما تباع الجواري في سوق الرقيق دون دراية منهن على الحياة الجديدة التي لم يستعدن بسبب صغر أعمارهم من خلال الزواج المبكر، مما يتسبب في أضار كثيرة، سواء على حالة الفتاة التي طعنت في كرامتها، وعلى أسترها التي لن تتمكن من إدارتها بسبب صغر عمرها.
وقال علماء الدين في هذا الصدد، إن زواج البنت وهي صغيرة و لا تستطيع إدارة شئون حياتها يؤدي لعدة مشكلات تترتب على الزواج المبكر مثل المرأة المعيلة، مشيرين إلى أن الفتيات يختلفن من مكان لآخر، حيث أن فتيات الصعيد يختلفن في النشأة والجسم.
المرأة ليست سلعة تباع وتشترى.. والدولة جرّمت «الزواج المبكر»
قال الشيخ مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن زواج القاصرات وختان الإناث هما من العادات التي ترجع إلى زمن طويل، موضحًا أنه إذا جاء الوقت وعرفنا أنه يجب تغيير بعض العادات، مضيفا أن البعض قال عن ختان الإناث إنه سُنة وكان ذلك بناء على بعض الأحاديث التي لم تثبت صحتها "أحاديث ضعيفة".
وأشار المستشار العلمي لـ "مفتى الجمهورية " إلى أن العادة تكون صحيحة إذا لم تخالف العلم، ولكن جاء العلم والطب وأكدا أن هناك ضررًا كبيرًا على الأنثى من "ختان الإناث"، حيث جاء الطب.
و قال إن هذا الأمر يؤذي المرأة و نحن لا نريد أن نقتل المرأة في كرامتها، موضحًا أن الإسلام يحافظ على جسد المرأة وتوصل العلماء والأطباء إلى أن ختان الإناث "حرام" و لا يجب أن نقترب لجسد المرأة في هذه الحالة الا للعلاج فقط والذي يحدد ذلك هو الطبيب ، مشددًا علي أن الضحية في هذا الأمر تكون الفتاة بالنسبة لختان الإناث أو الزواج المبكر.
وعن قضية "زواج القاصرات" قال المستشار العلمى لـ "مفتى الجمهورية " إن زواج البنت وهي صغيرة و لا تستطيع إدارة شئون حياتها يؤدي لعدة مشكلات تترتب على الزواج المبكر مثل المرأة المعيلة، وتشرد الأطفال، كما أوضح أن من المشكلات أيضا التى تترتب على الزواج المبكر فى حالة عدم توثيق عقد الزواج هو الأطفال المتسربة من التعليم ، مشددًا علي أن القانون يعمل لمصلحة المواطنين وبما يتوافق مع الشريعة الإسلامية.
وأضاف أن "المرأة ليست سلعة تباع وتشترى"، مؤكدًا أن الدولة جرّمت زواج البنات قبل 18 عاماً كما جرمت "ختان الإناث ".
وأوضح عاشور أنه ثبت الضرر على المرأة في "ختان الإناث " وفى "زواج القاصرات" فالمراة كيان مستقل يجب الحفاظ على كرامتها.
رأي الدين يقود العلم الدنيوي
قال الشيخ أحمد تميم المراغي، عالم بالأزهر، والقارئ بالإذاعة والتليفزيون، إن الدين لا يتعارض مع العلم، مؤكدًا أن رأي الدين يقود العلم الدنيوي، ولن يتعارض مع العلم إطلاقًا.
وأضاف الشيخ المراغي، في تصريحاته الخاصة لبوابة «دار الهلال»، أن كل حالة تقدر بحالتها، مشيرًا إلى أن الفتيات يختلفن من مكان لآخر، حيث أن فتيات الصعيد يختلفن في النشأة والجسم، عن بنات الحذر، وكثلك بنات البداية تربيتهم، وتنشئتهم وأجسامهم تختلف على غيرهن من الفتيات في المحافظات الأخرى، مؤكدًا أن كل مكان له الشرع الخاص به الذي يقدر ما ينفع تلك الفتاة وما يضر.
وأكد أن تغيير المعتقدات الخاطئة في أي مكان يكون همة المدرسين، والعلماء والتوعية الدينية والثقافية في كل مكان من أرض الله، وهي مهمة كل المثقفين وليس مهمة رجل الدين فقط، أو همة المعلم فقط، أو الأسرة فقد، ولكن على الجميع أن يشارك في ذلك الدور التوعوي، من خلال التنبيه على السيدات والرجال والشباب، لتعرفيهم الخطأ من الصواب وتعديل تلك المعتقدات الخاطئة التي انتشرت لأسباب عده منها الجهل.
وأكد عالم الأزهر، أن ختان الإناث ليس واجب عليهن ولا شرطًا، ولكنه «مكرمة» أي لا تذكر وإن تركت فلا تضر بالنسبة للمرأة، كما أوضح المراغي، مؤكدًا أن التربية والتنشئة تكفي عن تلك العملية لأن الختان يمكن أن يضر بالفتاة ضررًا بالغًا ويسبب لها الكثير من الإعاقات في حياتها، حتى بعد أن تكون في بيتها كزوجة، بالنسبة للرجل فلابد أن تتم عملية الختان وهي واجبة في حق الرجال.