مجددون في الإسلام (13).. الشيخ محمد عبده.. رمز التجديد في الفقه الإسلامي
تُسلط بوابة "دار الهلال" طوال أيام شهر رمضان المبارك الضوء علي المجددون في الإسلام، وهو المصطلح الذي جاء في حديث النبي محمد، "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها"، أي يعلمهم دينهم. وفي هذا الصدد نواصل تقديم سلسلة حلقات "مجددون في الاسلام"، وهي لشخصيات كان لها نبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة وجهود إصلاحية مؤثرة.
الشيخ محمد عبده، هو مجدد ومصلح ديني، ولد عام 1849م، في مركز شبراخيت محافظة البحيرة، درس في طنطا حتى سن الثالثة عشر وبعدها التحق بالجامع الأحمدي في عام 1866م التحق بالجامع الأزهر, حصل على الشهادة العالمية في عام 1877م
شغل الشيخ محمد عبده منصب مفتي الديار المصرية، بعد صدور المرسوم الحكومي بتعيينه، بقرار من الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1899، وأصبح الشيخ محمد عبده أول مفتي مستقل لمصر، واحتفظ بالمنصب نحو ست سنوات كاملة حتى وفاته عام 1905م.
أصدر الشيخ محمد عبده عددًا من الفتاوى خلال توليه المنصب، حيث بلغ عدد الفتاوى 944 فتوى استغرقت المجلد الثاني من سجلات مضبطة دار الإفتاء بأكمله وصفحاته 198، كما استغرقت 159 صفحة من صفحات المجلد الثالث.
وتعد من أشهر فتاوى الشيخ محمد عبده، الفتاوى الصادرة عن مشاكل الأسرة وقضاياها، من الزواج، والطلاق والنفقة والرضاع والحضانة، وعدد فتاواه في ذلك 100 فتوى، وله أيضا فتاوي في الأمور المالية والاقتصادية والمواريث، فله فتاوي عن الوقف وقضاياه، والميراث ومشكلاته، والمعاملات ذات الطابع المالي والآثار الاقتصادية، مثل البيع والشراء، والإجازة والرهن والإبداع، والوصاية والشفعة والولاية على القصر، يبلغ عدد فتاواه في ذلك 728 فتوى.
يُعد الشيخ محمد عبده أحد رواد النهضة والإصلاح في العالم العربي والإسلامي ورمز من رموز التجديد في الفقه الإسلامي، وقد ساهم مع جمال الدين الأفغاني في القضاء على الجمود الفكري وتوجيه وإحياء المسلمين لمواكبة متطلبات العصر.