حكايات ألف ليلة وليلة 14 - 30.. قصة «بقبق»
يعتبر كتاب "ألف ليلة وليلة" من أهم وأشهر كتب القصص على مدار الزمان، نظراً لما يحويه من قصص متنوعة مختلفة، وردت في غرب وجنوب أسيا، وتعتبر قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد هي القصة المحورية والرئيسية في هذا الكتاب، حيث أن كل القصص تنطلق من هذه القصة الرئيسية، وغالبية النص جاءت نثرية على الرغم من وجود الشعر في مواضع كثيرة.
وتدور القصة المحورية للكتاب قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد، أن الملك بدأ أمره بإكشاف خيانة زوجته له مع أحد العبيد، وهو الأمر الذي لم يحتمله وقرر إعدامها على الفور، ورأى أن جميع النساء مخطئات، فقرر أن يتزوج من عذارى كل يوم وفي صباح اليوم التالي يهم بقتلها حتى لا يكون لها فرصة لخيانته، ومع مرور الزمن لم يتبقى في المملكة عذارى سوى ابنة وزير لدى الملك، فطلبها الملك ووافق الوزير على مضض، وفي ليلة الزواج بدأت شهرزاد تحكي حكايات للملك دون أن تنهيها مما يدفع فضول شهريار لإبقائها حية حتى يعرف نهاية الحكاية،وعندما تنتهي من حكاية كانت تبدأ في اخرى وظل الأمر هكذا حتى أتمت ألف ليلة وليلة تحكي خلالها للملك القصص والحكايات.
الحكايات في الكتاب مختلفة ومتنوعة، وهي تشمل القصص التاريخية والكوميدية والغرامية والشعرية والخيالية والأسطورية أيضاً، ترجم الكتاب إلى لغات عدة، وهناك الكثير من القصائد الشعرية التي تخللت الحكايات، والتي تغطي معظم الأمور.
"ألف ليلة وليلة" هي دراما تراثية شهيرة حيث كان المستمعون للإذاعة المصرية منذ خمسينيات القرن الماضي يجلسون في انصات تام منتظرين سماع جملة "بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي السديد"، التي تشير إلى بداية شهرزاد في حكي الحكايةعلى الملك شهريار.
والحكايات قُدمت لأول مرة على يد الشاعر الراحل طاهر أبو فاشا، والذي كتب منها ما يقرب من سبعمائة ليلة، وتناوب على كتابتها بعد وفاة أبو فاشا كلاً من عباس الأسواني وفراج إسماعيل، حتى وصل ما قدمته الإذاعة 820 حلقة، وأخرج كل تلك الحلقات المخرج الإذاعي محمد محمود شعبان، وقدمت الفنانة القديرة صاحبة الصوت المميز زوزو نبيل، وقام الفنان عبد الرحيم الزرقاني بأداء شخصية الملك شهريار، بالإضافة إلى العديد من الأصوات الإذاعية المميزة
سمع السلطان من الحلاق قصة أخيه الأول فتعجب، وطلب منه معرفة قصة أخيه الثاني بقبق، فبدأ الحلاق الحكاية بأن أخاه مُسبل العينين مقطوع الأذنين، فهو لا يرى ولا يسمع، وليست هذه العاهات خلقية، ولكن حدث له ذلك بسبب خيانته.
وكان بقبق صعلوكًا يمشي ويتسكع في الشوارع والطرقات بحثًا عما يجده، وفي أحد الأيام وجد قصرًا عظيمًا، ورق لحاله بواب القصر فأدخله، ودخل ليرى الطرقات الفاخرة والأواني المرصعة بالذهب، حتى انتهى إلى صدر الديوان فوجد شخصًا يفوح منه الثراء، فلما وجده الرجل نزل إليه وأخذ بيده، وعندما أخبره بأنه جائع وفقير ومشرد، رق الرجل الذي كان أميرًا لحاله، فنادي الغلام أن يأتي بالطست والإبريق، ليغسل يديه قبل الأكل، وتعجب بقبق من الفتى الذي لا يحمل شيئًا، لكنه انحنى وكأنه يصب لسيده الماء من الإبريق، ثم نادي آخر وقال له أن يضع أمامه الطعام، كل هذا وبقبق لا يرى شيئًا، ولكنه جارَى الرجل وجعل نفسه وكأنه يأكل، وأتى له الرجل بطبق وكأنه حلوى، وكأسًا فارغًا وكأنه الشراب، فجعل نفسه وكأنه سكر وصفع الرجل على وجهه، وعندما تعجب الرجل قال له إن الخمر التي صبها له أسكرته، عندها تحدث الرجل جديًا، فقال له إنه عادة ما يسخر من الناس بهذه الطريقة، لكنه أول من رد له سخريته، وقال إن بقبق صار من ذلك اليوم نديمه.
وبعد عام ظل بقبق خلاله يُغازل أخت الرجل، وكانت الفتاة تتلاعب به، فجعلته يُمثّل نفسه حِمارًا، وقردًا، وكبشًا، ثُم أدخلته حجرة وطلبت منه أن يخلع ثيابه، وأدخلت أخيها ليرى بنفسه أنه يُغازلها، فغضب الأمير وأمر حرسه أن يقطعوا أذنيه ويفقأوا عينيه.