حكايات ألف ليلة وليلة 15 - 30 .. قصة شقالق
يعتبر كتاب "ألف ليلة وليلة" من أهم وأشهر كتب القصص على مدار الزمان، نظراً لما يحويه من قصص متنوعة مختلفة، وردت في غرب وجنوب أسيا، وتعتبر قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد هي القصة المحورية والرئيسية في هذا الكتاب، حيث أن كل القصص تنطلق من هذه القصة الرئيسية، وغالبية النص جاءت نثرية على الرغم من وجود الشعر في مواضع كثيرة.
وتدور القصة المحورية للكتاب قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد، أن الملك بدأ أمره بإكشاف خيانة زوجته له مع أحد العبيد، وهو الأمر الذي لم يحتمله وقرر إعدامها على الفور، ورأى أن جميع النساء مخطئات، فقرر أن يتزوج من عذارى كل يوم وفي صباح اليوم التالي يهم بقتلها حتى لا يكون لها فرصة لخيانته، ومع مرور الزمن لم يتبقى في المملكة عذارى سوى أبنة وزير لدى الملك، فطلبها الملك ووافق الوزير على مضض، وفي ليلة الزواج بدأت شهرزاد تحكي حكايات للملك دون أن تنهيها مما يدفع فضول شهريار لإبقائها حية حتى يعرف نهاية الحكاية،وعندما تنتهي من حكاية كانت تبدأ في اخرى وظل الأمر هكذا حتى أتمت ألف ليلة وليلة تحكي خلالها للملك القصص والحكايات.
الحكايات في الكتاب مختلفة ومتنوعة، وهي تشمل القصص التاريخية والكوميدية والغرامية والشعرية والخيالية والأسطورية أيضا، ترجم الكتاب إلى لغات عدة، وهناك الكثير من القصائد الشعرية التي تخللت الحكايات، والتي تغطي معظم الأمور.
"ألف ليلة وليلة" هي دراما تراثية شهيرة حيث كان المستمعون للإذاعة المصرية منذ خمسينيات القرن الماضي يجلسون في أنصات تام منتظرين سماع جملة "بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي السديد"، التي تشير إلى بداية شهرزاد في حكي الحكايةعلى الملك شهريار.
والحكايات قُدمت لأول مرة على يد الشاعر الراحل طاهر أبو فاشا، والذي كتب منها ما يقرب من سبعمائة ليلة، وتناوب على كتابتها بعد وفاة أبو فاشا كلاً من عباس الأسواني وفراج إسماعيل، حتى وصل ما قدمته الإذاعة 820 حلقة، وأخرج كل تلك الحلقات المخرج الإذاعي محمد محمود شعبان، وقدمت الفنانة القديرة صاحبة الصوت المميز زوزو نبيل، وقام الفنان عبد الرحيم الزرقاني بأداء شخصية الملك شهريار، بالإضافة إلى العديد من الأصوات الإذاعية المميزة
سمع السلطان من الحلاق حكاية أخويه أخذه العجب، وطلب منه أن يقص عليه حكاية أخوه الثالث شقالق وهو شيخ فقير أعور العين مقطوع اليدين، الذي قادته دناوته لهذا، حيث كان زير نساء يتعرض للمحصنات، وكان يُغازل ابنة أحد الكبار؛ وفي يوم جاءه رجل غريب وأدخله إلى أحد القصور، وقال له: إنه سيملك هذا القصر لمدة ساعة واحدة، وأخذا يسيران سويًا حتى انتهيا إلى سيدة القصر التي أمرت الخدم بأن يحملوه إلى الحمام ثُم غرفة الطعام.
وبعد أن انتهى الخدم من تحسين مظهره عادوا به إلى السيدة التي أعطته هدايا كبيرة وأمرته أن يوزعها بعد أن يعقد عليها، ثُم أمرت بدخول المأذون ليزوجها، وبعدها أمرت بدخول مأذون آخر ليُطلقها، وعندما تساءل عن جدوى هذا قالت له السيدة أن زوجها الأمير قد طلقها ثلاث مرات وأنها بحاجة إلى شخص يتزوجها ويطلقها حتى تعود إلى الأمير؛ وهنا أعماه الطمع فرفض أن يطلقها، فأخذه الخدم وفقأوا عينه ثم ألقوه بالسجن، ثم أرسلوا إلى القاضي بأنه قد سرق، فأمر بقطع يده.