فوائد بالجملة لاستخدام أساليب الري الحديثة.. خبراء: مسألة أمن قومي
تتواصل توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطبيق أحدث وسائل الري لتجنب إهدار المياه، وزيادة الاستفادة منها، ومواصلة جهود التنمية الشاملة في شبه جزيرة سيناء، وزيادة رقعة الأراضي الزراعية بها لتأسيس مجتمعات تنموية وسكنية، تتكامل مع استراتيجية الدولة للتوسع في الزراعة المتكاملة واستصلاح الأراضي في جميع أنحاء الجمهورية.
وتساهم الأساليب الحديثة للري في المحافظة على جودة التربة، وإنتاج محاصيل زراعية ذات جودة عالية، بالإضافة إلى المحافظة على المياه وتقليل الفاقد منها، واستثمارها في استصلاح المزيد من الأراضي، وزيادة الرقعة الزراعية، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، وتنوعها، وذكر بعض الخبراء أن الأساليب الحديثة للري توفر حوالي 40% من المياه، كما أنها تساهم في تحقيق العدالة في توزيع المياه في كافة أجزاء الأرض الزراعية.
زيادة الإنتاجية
في هذا الصدد، قال الدكتور محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن توظيف أحدث أساليب الري يهدف إلى زيادة إنتاجية الأراضي الزراعية، وتجنب إهدار المياه الذي يتسبب به الأساليب التقليدية.
وأوضح القرش، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن الدولة تسعى جاهدة لتطوير منظومة الزراعة والري، وذلك من خلال زراعة المزيد من الأراضي، والزيادة من القدرة الإنتاجية للأرض الزراعية، بالإضافة إلى استحداث أنواع جديدة من التقاوي تساهم في تحمل الأراضي للظروف المناخية المختلفة، منوهًا إلى أن المشروع القومي لتبطين الترع خير مثال لحرص الدولة على صيانة المياه، وتقليل الفاقد منها، ووصول المياه إلى نهاية الأراضي، مما يساهم في زيادة إنتاجية الأراضي الزراعية.
عدالة توزيع المياه
وأشار إلى أن استخدام الأساليب الحديثة في الري يعتمد على تطويرالأساليب التقليدية، ومن أشهر أنظمة الري الحديث استخدامًا: الري بالتنقيط، والري المحوري، والري بالرش، والتي تساهم في عدالة توزيع المياه داخل الأراضي الزراعية، والمحافظة على جودة التربة، وإنتاج محاصيل ذات جودة عالية من خلال استخدام كمية أقل من الأسمدة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الزراعة، أن الأساليب الحديثة في الري تساهم في توزيع السماد بشكل أفضل، ووفقًا لحاجة التربة، مما ينعكس على زيادة جودة الإنتاج، والطاقة الإنتاجية، وذلك على خلاف الأساليب التقليدية في الري، والتي تتسبب في العديد من الأضرار بالتربة، وتعمل على التقليل من القدرة الإنتاجية، وجودة المحاصيل المنتجة، بالإضافة إلى إهدار كمية كبيرة من المياه.
زيادة الرقعة الزراعية
وشدد القرش، على ضرورة تطبيق أحدث الأساليب في الري للمحافظة على جودة الأراضي، وتجنب إهدار المياه، مضيفًا أن الأساليب الحديثة في الري توفر كمية كبيرة من المياه يمكن استثمارها في استصلاح مزيدًا من الأراضي، وزيادة الرقعة الزراعية، مما يساهم في زيادة وتنوع الإنتاجية.
رفع كفاءة الأسمدة
وفي سياق متصل، قال الدكتور حسن شمس، مدير وحدة تطوير الري الحقلي بوزارة الزراعة، إن استخدام أحدث الأساليب في الري، ينعكس إيجابيًا على المحافظة على المياه، وجودة التربة، والمحاصيل الزراعية.
وأوضح شمس في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن الأساليب الحديثة في الري مثل الري بالرش أو الري بالتنقيط، يساهم في توفير المياه بنسبة تتراوح بين 25%، وحتى 40%، حسب نظام الري المستخدم، وأيضًا حسب نوعية الأرض الزراعية، بالإضافة إلى أن الري الحديث يتيح إمكانية إضافة الأسمدة عبر مياه الري، من خلال تذويب السماد وإضافته مع مياه الري، مما يساهم في زيادة كفاءة الأسمدة وتقليل الفاقد منها، كما يساهم في تجنب وجود كمية زائدة من الأسمدة داخل التربة، قد تتسرب إلى مياه الصرف الصحي مسببة العديد من الأضرار.
وأكد أن استخدام الأساليب الحديثة في الري تساهم في زيادة الإنتاجية، من خلال وجود كميات مياه مناسبة حول جذور النبات وبصفة دورية، كما يساهم في عدالة توزيع المياه داخل الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى أنه يساهم في المحافظة على جودة التربة، وتجنب الأضرار الناتجة عن الإسراف في استخدام المياه داخل التربة، والتي تتسبب بها الأساليب التقليدية في الري.
الري الذكي
وأشار مدير وحدة تطوير الري الحقلي، إلى أن استخدام أساليب الري الحديثة تساهم في توفير كميات كبيرة من المياه يمكن استثمارها في زيادة مساحة الأراضي المزروعة، مما يودى إلى زيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة منها في استصلاح المزيد من الأراضي، وزيادة رقعة الأراضي الزراعية.
وأوضح أن استخدام الري الذكي هو أحدث أساليب الري، ويقوم من خلال معدات خاصًة تبلغ المزارع عن احتاج الأرض للمياه، والكمية التي تريدها، ولكنه يمكن تطبيقه فقط في الأراضي ذات المساحات الكبيرة، مما يساهم في توفير كمية كبيرة من المياه، مضيفًا أن توفير أكبر قدر ممكن من المياه عبر مختلف الوسائل، يحافظ على الأمن القومي المائي.