-  فكرة اكتشافي للأبواب الخشبية القديمة جاءت نتيجة تعلقي طوال الوقت بها.

- سبب سعادتي أنه شيء جيد أن يرى الأخرون جزءا من الثقافة المصرية.

- الأبواب الخشبية القديمة تغيير فكرة أن مصر بلد فرعونية فقط.

   ـ تعود بفائدة كبيرة على الاقتصاد المصري

بينما نتهافت نحن على تقليد الأجانب في تركيب النوافذ الألوميتال والبلاستيك، يتهافت غيرنا من الأجانب على العودة إلى استخدام الخشب، حيث كان هناك إعلانا في ثاني أكبر مدن  بالولايات المتحدة الأمريكية تكساس، يفيد بوصول شحنة من الأبواب الخشبية العتيقة من مصر بغرض بيعها في الولايات المتحدة.

«دار الهلال»، أجرت حوارا صحفيا مع جورج جرجس، مدير مخاطر ائتمان في بنك أمريكي، بعد رصده لمعرض يبيع أبواب خشبية مصرية قديمة تعود لما بين عامي 1800 إلى 1950، وإلى نص الحوار: 

** في البداية حدثنا عن كيفية وصولك لهذه الأبواب المصرية في تكساس؟

في الحقيقة فكرة اكتشافي للأبواب الخشبية القديمة المعروضة للبيع بثاني أكبر ولاية أمريكية تكساس جاءت نتيجة تعلقي طوال الوقت بها حتى من قبل مغادرتي مصر والاستقرار في تكساس، ونتيجة حبي ورغبتي في امتلاكي أحد هذه الأبواب في منزلي، ومن ثلاثة إلى أربع سنوات علمت بتواجد بعض هذه الأبواب في مدينة هيوستن بولاية تكساس.

ومنذ حوالي شهرين وأثناء بحثي على الإنترنت لكيفية الحصول على أحد هذه الأبواب في أمريكا، وبالفعل وجدت على أحد مجموعات الفيسبوك منشور عن امتلاك أحد المحلات الأبواب خشبية مصرية قديمة، وهذا المحل مختص بالأنتيكات الأمريكية وأخرى مستوردة من دول أخرى منها مصر.

** شعورك حال معرفتك أنها أبواب خشبية مصرية؟

على الفور اتجهت لهذا المحل وبالفعل دُهشت عند رؤيتي للأبواب الخشية المصرية المعروضة للبيع، وبمجرد رؤيتي أيضا تأكد من أن هذا التصميم مصري وخاصة وأحدهم كان يحمل نقشا إسلاميا وآخر عربيا، مؤكدا أن هذه الأبواب عند رؤيتك لها للوهلة الأولى تتأكد أن هذه الأبواب لم تكن موجود بمصر فقط وإنما قد تكون موجودة ببلاد كثيرة من منطقة البحر المتوسط مثل اليونان وإيطاليا ولبنان.

وهذا الشكل تحديدا غير محددا على مصر فقط وهذا على حد علمي، وأثناء تفقدي لحالة الأبواب لافت نظري وجود كوالين شركة الأهرام وتوجهت بالسؤال لصاحب المعرض اسأله عن كون الأبواب تلك مصرية من عدمه؟، وبالفعل أكد صاحب المعرض أن هذه الأبواب غالبا قادمة من مصر، وأنه حصل عليها من شخصا مصريا كان يعرضها للبيع بولاية أخرى نتيجة انبهاره بشكلها الذي يعد تحفة فنية، وكانت هناك نسبة كبيرة من هذه الأبواب تحمل كوالين شركة الأهرام وهذا ما يؤكد أنها على الأرجح مصرية.

** أول شعور راودك بعد تأكد من أن الأبواب مصرية؟
 
لن أكذب عليك بشأن ردة فعلي عند رؤيتي لهذه الأبواب في تكساس، حيث كان لدي شعورا مزدوجا ما بين السعادة والحزن، وسبب سعادتي أنه شيء جيد أن يرى الأخرون جزءا من الثقافة المصرية، خاصة أن هذه الأبواب تعود لسنوات بين 1800 إلى 1950 على الأرجح، وهذا نتيجة أن هذه الأبواب كانت تصنع في تلك لحقبة بهذا الشكل في مصر وهو مختلف تماما عن حالها الآن.

وهنا يظهر الفرق بين هذه الأبواب المصرية التي تعد بمثابة تحفة فنية ونظيرتها الأمريكية الخالية من أي روح في تصنيعها، وشرحه بالنسبة للأبواب المكسيكية المتأثرة بالحضارة الإسبانية، وعن سبب حزني أن أغلب الشعب المصري باع هذه الأبواب نتيجة جهله بقيمتها الفذة، لكن نتيجة أن العرض أكثر من الطلب على هذه النوعية من الأبواب في مصر لجأ أصحابها أو التجار إلى تصديرها إلى الخارج.

** كيف رصدت ردة فعل سكان ولاية تكساس بعد علمهم بأن الأبواب الخشبية مصرية؟

لا أستطيع الجزم بردة فعل سكان ولاية تكساس عند رؤيتهم للأبواب الخشبية المصرية القديمة تباع في أحد معارضهم لأنني لست متواجدا بصفة دورية في المعرض، لكن أستطيع إخبارك بأنه خلال ترددي على المعرض مرتين تأكدت من بيع جزء منها وهو ما يعني إقبال بعض مواطنين الولاية لشراء هذه الأبواب لعلمهم بقيمتها التاريخية خاصة وأنها مصرية.

كما أن صاحب المعرض أفصح عن انبهاره بالأبواب خلال حديثه معي، وأخبربني أنه قد يأخذ بعض هذه الأبواب لمنزله الجديد الذي شرع في بناءه، وذلك لعدة أسباب منها: جودة هذه الأبواب، وطريقة تصنيعها، والأهم أنها غير موجودة ولا تصنع مثلها بأمريكا.

** هل ظننت لوهلة بأنها عملية تجارة غير صحيحة؟

لا أستطيع الحديث بشأن رؤيتي لمثل هذه التجارة أهي صحيحة أم لا؟، لأنه أمرا يعود في الأول والأخير للقانون المصري، وعند خروج هذه الأبواب لخارج البلاد مع العلم أن القانون يحرم ذلك فهذا بالمؤكد عمل خاطئ، لكنها في نهاية الأمر هي تجارة في كل الأحوال ولا يستطيع أحد منعها طالما لم تسبب أي أضرار، وبقاء هذه الأبواب في مصر باعتبارها تراثا مهما للغاية للحفاظ على ثقافتنا والاستفادة منها وإعادة تدويرها.

** هل لديك أي معلومات عن كون الأبواب خرجت من مصر بطريقة قانونية من عدمه؟

لا أعلم أنا أو حتى صاحب المعرض عن كون هذه الأبواب خرجت من مصر متجهة إلى أمريكا بطريقة قانونية أم لا، وذلك نتيجة أن صاحب المعرض اشتراها في الأساس من معرض لآخر في ولاية أمريكية أخرى بعد أن شاهدها وأُعجب بها، ولا نستطيع الجزم في هذا الأمر ويرجع القرار الأكيد للقانون المصري هل هو حرمها أم لا.

** أخيرا.. هل هذه التجارة قد تساعد في نمو الاقتصاد المصري؟

في رأيي الشخصي أن أي منتجات مصرية تعرض بالخارج يعود المفتاح لمعرفة المشترين بأنها صناعة مصرية سواء أكان بشأن ما نحن بصدده من الأبواب الخشبية القديمة أو كانت أبوابا مطعمة بالحديد أو ما تحمل النقوش العربية والإسلامية ستعود بفائدة كبيرة على الاقتصاد المصري، لأنها ستعمل على فتح بابا للعمل في المجال مرة أخرى.

وفي حالة زيادة الطلب عليها في الخارج، وفكرة نشر الصناعة المصرية في الخارج كما حدث مع الأبواب الخشبية أو ما حدث مؤخرا في موكب نقل المومياوات، يخلق حالة من الرغبة لزيارة مصر ومعرفة ثقافاتها وحضاراتها وتغيير فكرة أن مصر بلد فرعونية فقط، كما هو يذاع بالخارج، بالفعل بها حضارة فرعونية عظيمة ولكن بجانبها حضارات أخرى رومانية ويونانية وقبطية وإسلامية بمعنى أن مصر تمتلك خليط عظيم من الحضارات.

ولكل منهم بصمته في مصر ومع الأسف فمصر تروج فقط للحضارة الفرعونية باعتبار أنها الوحيدة القادرة على جذب السياح، وعلينا الخروج من خانة التاريخ وإظهار ما جديد في مصر، وبالتأكيد هذا كله سيفيد الاقتصاد المصري.