شاهد.. «ألف ليلة وليلة».. الإسكافي (16-30)
يعتبر كتاب ألف ليلة وليلة من أهم وأشهر كتب القصص على مدار الزمان، نظراً لما يحويه من قصص متنوعة مختلفة، وردت في غرب وجنوب أسيا، وتعتبر قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد هي القصة المحورية والرئيسية في هذا الكتاب، حيث أن كل القصص تنطلق من هذه القصة الرئيسية، وغالبية النص جاءت نثرية على الرغم من وجود الشعر في مواضع كثيرة.
وتدور القصة المحورية للكتاب قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد، أن الملك بدأ أمره بإكشاف خيانة زوجته له مع أحد العبيد، وهو الأمر الذي لم يحتمله وقرر إعدامها على الفور، ورأى أن جميع النساء مخطئات، فقرر أن يتزوج من عذارى كل يوم وفي صباح اليوم التالي يهم بقتلها حتى لا يكون لها فرصة لخيانته، ومع مرور الزمن لم يتبقى في المملكة عذارى سوى أبنة وزير لدى الملك، فطلبها الملك ووافق الوزير على مضض، وفي ليلة الزواج بدأت شهرزاد تحكي حكايات للملك دون أن تنهيها مما يدفع فضول شهريار لإبقائها حية حتى يعرف نهاية الحكاية، وعندما تنتهي من حكاية كانت تبدأ في اخرى وظل الأمر هكذا حتى أتمت ألف ليلة وليلة تحكي خلالها للملك القصص والحكايات.
الحكايات في الكتاب مختلفة ومتنوعة، وهي تشمل القصص التاريخية والكوميدية والغرامية والشعرية والخيالية والأسطورية أيضاً، ترجم الكتاب إلى لغات عدة، وهناك الكثير من القصائد الشعرية التي تخللت الحكايات، والتي تغطي معظم الأمور.
"ألف ليلة وليلة" هي دراما تراثية شهيرة حيث كان المستمعون للإذاعة المصرية منذ خمسينيات القرن الماضي يجلسون في انصات تام منتظرين سماع جملة "بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي السديد"، التي تشير إلى بداية شهرزاد في حكي الحكايةعلى الملك شهريار.
والحكايات قُدمت لأول مرة على يد الشاعر الراحل طاهر أبو فاشا، والذي كتب منها ما يقرب من سبعمائة ليلة، وتناوب على كتابتها بعد وفاة أبو فاشا كلاً من عباس الأسواني وفراج إسماعيل، حتى وصل ما قدمته الإذاعة 820 حلقة، وأخرج كل تلك الحلقات المخرج الإذاعي محمد محمود شعبان، وقدمت الفنانة القديرة صاحبة الصوت المميز زوزو نبيل، وقام الفنان عبد الرحيم الزرقاني بأداء شخصية الملك شهريار، بالإضافة إلى العديد من الأصوات الإذاعية المميزة بعد أن فرغ الملك شهريار من ديوانه، عاد إلى مخدعه ليلقى شهرزاد التي سحرته بكلامها، وجلس كعادته كل ليلة مُنتظرًا حكاية جديدة.
أمر السلطان الحلاق بأن يدع الرجل في حاله، وجعله حلاق السلطنة، وأمر لإخوته بما يكفيهم مدى الحياة، وعاش الحلاق في كنف السلطان، وبينما هو يُثرثر كعادته ذكر للسلطان أنه يحمد الله على حاله، وأنه ليس كالإسكافي معروف الذي عاش بالقاهرة وكانت له زوجة كزوجة سقراط، وهي قبيحة ومُسنة، وكان يعيش معها راضيًا حتى جاءته تدعي الحمل، وبدأ التشاحن بينهما حول ادعائها ككل مرة، وامتد التشاحن إلى شجار عنيف غادر الإسكافي على إثره المنزل ليُصلي ويفتح دكانه، وطلبت منه عند المُغادرة صينية كنافة.
وعندما وصل معروف أمام دكان الكنافة وجد الرجل يُنادي عليه وأخذ يتحدث معه حول مطلب زوجته، فنادي الرجل على صبيه وأمره أن يُعطيه صينية الكنافة، وعاد بها إلى زوجته التي رفضتها لأنها بالعسل الأسود، وطلبت منه تغييرها بأخرى، وعندما رفض ألقتها في وجهه وبدأت معه شجار آخر أمام الناس الذين بدءوا في الإشفاق على حال الرجل، ولم تتركه حتى ترك لها المنزل مُشيعًا بلعناتها.
وذهبت المرأة لتشكو زوجها إلى القاضي الذي أشفق عليها في البداية، ثم أخبره الإسكافي بحاله فطلب القاضي شهادة الجيران، وفي اليوم التالي جاءه رجال الشرطة وأخذوا منه مُقابل المجيء به إلى القاضي، ثُم جاء آخرون واصطحبوه إلى قاضٍ آخر.