رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


جريمة في الحي الهادئ.. حقيقة قصة الرجل الذى أنقذ سمعة مصر

29-4-2021 | 01:02


الأمين عبدالله

محمد عاشور

"الرجل الذى أنقذ سمعة مصر" هكذا وصفته الصحافة المصرية عام ١٩٤٤، ونقلت قصته لاحقا بفيلم " جريمة في الحي الهادئ "، أنه الكونستابل "الأمين عبدالله".

في ٧ نوفمبر عام ١٩٤٤، قاما رجلان ينتميان إلى منظمة شتيرن الصهيونية، "إلياهو حكيم وإلياهو ميتسورى" باغتيال اللورد موين الوزير البريطاني لشئون الشرق الأوسط أمام منزله بمنطقة الزمالك، هادفين بذلك إحراج مصر أمام سلطة الاحتلال البريطاني، ولخلق حالة من الفوضى بمصر، وصار هذا الحادث الرهيب الذى ارتكبه عملاء اليهود في مصـر حديث الناس والعالم، وظهر اسم الكونستابل "الأمين عبد الله افندي"، الذى أفسد بشجاعته وبقبضه على القاتلين أحياء بعد مطاردتهما، المخطط الخبيث لتلك المنظمة الصهيونية.

ويذكر أنه تم تكريم الكونستابل "الأمين عبد الله" لما قام به من عمل بطولي، ونال بسببها نوط الجدارة الفضي من الملك فاروق ومنحه أيضا مكافأة مالية، وحصل على ترقية من رتبة كونستابل "شاويش" إلى رتبة ملازم، و جدير بالذكر أن الملكة إليزابيث شخصيا أرادت حضوره إلى إنجلترا من أجل تكريمه في مجلس العموم البريطاني، لكن الملك فاروق قابل طلبها بالرفض خوفا على الأمين عبد الله من الاغتيال من الجماعات البريطانية اليهودية.

وعن تفاصيل الحادث تقول شقيقته الملازم "ابتسامات" وهي أول سيدة تلتحق بالجيش المصري خلال حرب فلسطين عام ١٩٤٨، وأول ضابطة برتبة ملازم أول تتطوع في الجيش، وقد شاركت في العمل التطوعي كممرضة في الجيش المصري عام ١٩٤٨ لإسعاف المصابين في حرب فلسطين، فتقول: "أنه وعند مروره بالقرب من فيلا اللورد سمع الأمين عبد الله صوت إطلاق الرصاص وتعالت الأصوات بخبر مقتل اللورد بواسطة اثنين، قالوا أنهم يعملون بمصلحة التليفونات، فتحرك الأمين عبدالله للبحث عن منفذي الحادث وبالفعل رأى شخص يقود دراجة عليها لافتة مصلحة التليفونات، وقد ظهر عليه علامات الارتباك، فانقض عليه الأمين وقيده بالحبال وسلمه لعسكري الدورية وذهب للبحث عن من كان معه وبالفعل قبض على القاتل الثاني، ولكن بعد مطاردته له حيث أطلق على الأمين عبدالله الأعيرة النارية والتي كادت أن تؤدي بحياته".


كما أن هناك فيلم مصري بعنوان "جريمة في الحي الهادئ" عام ١٩٦٧، وقد تضمن تلك الحادثة، وكان يقوم بدور العميلين الصهيونيين، الفنانان زين العشماوي ورشوان توفيق، فيما قام الأمين عبدالله بأداء دوره بنفسه وبإعادة مشهد المطاردة كما حدث في الواقع، أما عن حياته الخاصة فقد تزوج ابنة الاميرلاي "محمود بك كامل" رئيس سلاح القرعة "التجنيد" في الجيش المصري واستمر الزواج ٤٥ عاما ولم يرزقا بالأولاد إلى أن توفيت وتركته وحيدا، ونظرا لتقدمه في السن وضعف بصره، قررت الأسرة أن تزوجه بسيدة ريفية تسهر على رعايته، فتزوج وقدر له الله أن يرزق منها ببنتين هما "ريم ومنيرة"،  و في ١١ مارس عام ٢٠٠٢ توفي الأمين عبد الله عن عمر يناهز التسعين عاما.