مجددون في الإسلام.. الإمام محمد الفحام
تُسلط بوابة الهلال اليوم طوال أيام شهر رمضان المبارك الضوء علي المجددون في الإسلام، وهو المصطلح الذي جاء في حديث النبي محمد، "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها"، أي يعلمهم دينهم.
وفي هذا الصدد نواصل تقديم سلسلة حلقات "مجددون في الاسلام"، وهي لشخصيات كان لها نبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة وجهود إصلاحية مؤثرة.
الشيخ محمد الفحام، الذي شغل منصب شيخ الأزهر في الفترة بين عام 1969، وكانت هذة الفترة من أهم الفترات التي مرت علي مصر، حيث كانت مصر في خضم حرب الاستنزاف وقد أستمر في منصبه حتي عام نصر أكتوبر المجيد في عام 1973.
ولد الشيخ محمد الفحام في الاسكندرية عام 1903، أتم حفظ وتجويد القرآن الكريم، والتحق بالمعهد الاسكندرية الديني، واستكمل دراسته في القسم العالي بمشيخة علماء الاسكندرية، وحصل علي الشهادة العالمية من الأزهر عام 1922م.
ذكر عن الشيخ محمد الفحام، أنه عمل بالتجارة عقب تخرجه ولم يميل إلي العمل الوظيفي الروتيني، كما تم قبوله عقب تخرجه للعمل بالأزهر مدرسًا لمادة الرياضيات بعد أن قام بالتقديم في مسابقة الأزهر، وعُين بالمعهد الديني بالاسكندرية عام 1926، حيث قام بتدريس الرياضيات والنحو والصرف والحديث والبلاغة، كما قام بتدريس مادة المنطق وعلم المعاني أثناء عمله بالتدريس في كلية لاشريعة عام 1935م.
صدر قرار تعيين الشيخ محمد الفحام، عميدًا لكلية اللغة العربية عام 1959م، حيث قام بمباشرة أعماله في التدريس والتوجيه والعمادة حتي أحيل إلي المعاش، وقد تم أختيار الفحام لوضع مناهج تدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية بأكاديمية العلوم الإسلامية في باكستان، فأستقر هناك حوالى ستة أشهر حتي أتم مهمته بنجاح، وتنوعت رحلات الشيخ للخارج بين معظم البلاد العربية ممثلا عن الأزهر، كما زار نيجيريا وباكستان والهند وموريتانيا وإندونيسيا واليابان وإسبانيا وغيرها.
وصدر قرار جمهوري في عام 1969 بتعيين الإمام الشيخ محمد الفحام شيخًا للجامع الأزهر، ولم يستمر في منصبه طويلاً بسبب ظروفه الصحية، فطلب من مؤسسة الرئاسة اعفاءه من منصبه، فوافق رئيس الجمهورية علي الطلب، وتم تعيين الدكتور عبد الحليم محمود شيخًا للأزهر بدلا من الفحام في عام 1973.
وخلال فترة تولي الفحام لمشيخة الأزهر، استطاع أن ينهض بأكبر مؤسسة إسلامية في العالم في ظل تحديات صعبة واجهته، ونجح الإمام الفحام أن يوازن بين واجبه الديني وواجبه الوطني علي السواء.
توفي الشيخ محمد الفحام في اغسطس عام 1980، ودفن في مسقط رأسه بمدافن عائلته بالاسكندرية