رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بحثا عن تحقيق الذات وتحسين الدخل .. ربات بيوت سيدات أعمال

6-5-2017 | 10:37


تحقيق : نرمين طارق

لم تقهرها قسوة الظروف، أو تشعرها عظم العقبات بالعجز، إصرارها على العمل لا يرتبط بوظيفة حكومية ولا مهنة تقليدية بل بعزيمة قوية ورغبة صادقة فى التميز وإثبات الذات، إنها المرأة التى منعتها مسئولياتها تجاه زوجها وأولادها من الخروج إلى العمل، لكن ذلك لم ينل من عزيمتها فبحثت عن عمل غير تقليدى دون مغادرة المنزل وترك أبنائها من خلال مشروعات متناهية الصغر تقوم بها أثناء تواجدها بالمنزل.

«حواء » تستعرض بعض نماذج السيدات اللائى نجحن فى إقامة بعض المشروعات التجارية بمنازلهن وتنميتها حتى استحققن الحصول على لقب سيدات أعمال.

فى البداية تقول نرمين عبادة، مصممة إكسسوارات: تزوجت بعد تخرجى فى كلية السياحة والفنادق، وبعد عام رزقت بتوأمين ما تطلب منى مجهودا كبيراً لرعايتهما على إثره تركت عملى لأن مواعيد العمل تتعارض مع مسئوليتى تجاه ابنىّ، ولأننى لم أقبل أن يقتصر دورى فى الحياة على تربية الأطفال بدأت فى تصميم الإكسسوارات وقد لاقت منتجاتى إقبالاً كبيراً لأنها مشغولات يدوية على عكس المنتجات المستوردة، أما صعوباتها فتتمثل فى رفض أصحاب المحلات كتابة اسم المصمم على المنتج، ما يعد ضياعاً للمجهود، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأحجار الكريمة بعد تحرير سعر الصرف، أما المشكلة الكبرى التى تواجهنى وغيرى من العاملات من منازلهن فهى عدم السماح باستخراج بطاقة ضريبية لأن الدولة تعتبر المشاريع المنزلية متناهية الصغر ولابد من وجود مكان عمل حتى تسمح لنا بالتأمين الاجتماعى.

تسويق المنتج

وتقول نهى عبد الجليل، مصممة إكسسوارات منزلية: بعد تخرجى فى الجامعة عملت لفترة بإحدى المدارس، ثم قررت تعلم الخياطة وبالصدفة عرفت أن هناك مفارش تصنع من الخرز فبدأت تعلم تصميمها وطورت الفكرة لاستخدم الخرز فى تصميم الديكورات، والمشكلة التى تواجهنى هى تقليد بعض المصممين لما أصنعه بعد عرض الصور على فيسبوك والذى يصعب استغنائى عنه لأنه يساعدنى فى تسويق منتجاتي.

أما زينات محمد 50 سنة، تعمل فى تطريز الفساتين السواريه فتقول: بدأت العمل من المنزل منذ 20 عاما وما زلت أعمل حتى هذه اللحظة فى تطريز فساتين الزفاف والسهرة، وجربت أكثر من مرة العمل لصالح أصحاب محلات الفساتين لكن لم أجد مقابلا ماديا مجزيا لما أقدمه من مجهود، والمشكلة التى تواجهنى حالياً ارتفاع أسعار الخامات، بالإضافة لصعوبة التسويق لأن عرضها فى المحلات والمعارض الكبرى يتطلب دفع مبالغ مادية كبيرة.

دخل خاص

«الطبخ هوايتى المفضلة ».. بهذه العبارة بدأت مروة جمال- 34 سنة - حديثها وتابعت: راودتنى فكرة العمل من المنزل عندما كنت أعرض صور الطعام الذى أعده لبيتى على الصفحات النسائية عبر فيسبوك والتى كانت تنال إعجاب عدد كبير من المتابعين، فقررت إعداد الطعام وبيعه من المنزل، وساعدنى فى ذلك زوجى فكان يقوم بتوصيل الطلبات إلى المنازل، وقد تحسنت حالتى النفسية بعد أن أصبح لدى دخل خاص بى، بالإضافة إلى أن عملى لم يؤثر بالسلب على تربية بناتى، والمشكلة التى تواجهنى أن العميل لديه قناعة بأن من تقوم بالعمل من المنزل لابد أن تقبل أى أجر رغم ارتفاع أسعار الطعام.

نظرة دونية

نجلاء خالد 34 سنة هى الأخرى تعد الأطعمة بمنزلها وتبيعها للسيدات العاملات اللائى لا يجدن وقتا لإعداد بعض الأكلات المحببة لأولادها وزوجها تقول: نشأت لدى هذه الفكرة حين ذهبت لقضاء أجازة مع زوجى الذى يعمل بالسعودية وقمت بعمل الطعام المصرى للمغتربين، وعندما عدت إلى مصر قررت إعادة التجربة، فأنا أرغب فى العمل لكن ظروفى لا تسمح بترك أطفالى الثلاثة، ورغم سعادتى باستغلال هوايتى إلا أننى أعانى النظرة الدونية للمرأة التى تعمل من المنزل، فالبعض يرى أن عملى هذا يرتبط بحاجتى للمال بينما العمل بالنسبة إلىّ يعنى الاستقلالية وتحقيق للذات.

مواهب دفينة

وعن الخطوات التى يمكن للمرأة الراغبة فى إقامة مشروع صغير داخل بيتها تقول د. بسمة سليم، خبيرة التنمية البشر ية :

على المرأة التى تبحث عن عمل من داخل منزلها استغلال مواهبها الدفينة لتطويرها وتحسين استخدامها، وقد يتطلب ذلك أحيانا بعض التدريبات لتعلم فن الإدارة وتنظيم الوقت لأن هناك خطأ تقع فيه بعض النساء وهو البدء فى نشاط لتقليد المشاريع التى نجحت فى محيط الأصدقاء أو الأسرة، فضلاً عن ضرورة تنظيم الوقت حتى لا يؤثر العمل المنزلى بالسلب على دورها تجاه الأسرة، كما يجب عدم التخاذل أو الاعتماد على الاسم حال نجاح المشروع لأن كثيراً من المشاريع تنجح فى أولها ثم تتعرض لخسارة مادية بسبب تراجع المستوى، وجدير بالذكر أن نظرة المجتمع للمرأة التى تعمل من المنزل اختلفت كثيراً نتيجة تغير الثقافات خاصة بعد اقتحام عدد لا بأس به من نساء المجتمع المقتدرات فى هذا المجال ما جعل المجتمع يدرك أن العمل من المنزل لا يكون فقط لسد الاحتياج المادى بل لإفادة الغير واستغلال أوقات الفراغ.