سفيرة التضامن.. نهلة النمر إرادة حديدية تغلبت على الصعاب وأصبحت بين السيدات الأكثر تأثيرًا فى مصر
سفيرة التضامن، ليست مجرد كلمة تقال، ولكنها صعاب، تمر بأصحابها، صعاب يمكن لها أن تحني الجبال، إلا أن سفراء التضامن، أبطال، لا ينحنون، بل يسيرون عليه للوصول، إلى تحقيق أحلامهم، الذي رسموه منذ صغرهم، واستمسكوا بالصبر حتى تمكنوا من المكسب، الذي لولا أن صدقو أنفسهم ما كانوا ليصلوا إليه.
بطلة اليوم هي نهلة النمر، وهي خريجة إحدى دور الرعاية، وأشارت نهلة إلى أنها واجهات صعوبات عديدة، بسبب غياب الوعي بقضية الأيتام، ومن بين تلك الصعاب وأشدها التي تركت أثرًا في حياتها هي التنمر، ونظرة الناس للأيتام، إلا أنها لم تقف وواجهت، ولهذا تمكنت من الوصول للمكان الذي هي فيه.
وتبدأ سفير التضامن، قصتها منذ أول يوم لها في دار الرعاية، حيث دخلتها وهي ابنة العامين، وخرجت منها 24 سنة، مشيرة إلى أن الأيام في الدار مرت بحلوها ومرها، ورغم معاناتها هي وإخوتها من صعوبات عديدة، إلا أنها أحبت تلك الأيام، ودائما ما تشتاق وتحن لها، وتؤكد نهلة على أنها تزور دار الرعاية حتى اليوم.
كما واجهت بطلة اليوم، الكثير من الصعوبات، ولكنها تعلمت من الدار أشياء عدة، من بينها التحدي والتركيز في مستقبلها، فقد لم يكن من حق أحد من الموجودين في الدار دخول الثانوية عامة، ولكنها تمكنت وكسرت تلك القاعدة.
ومن دخولها الثانوية علمت معني كلمة تحدي، وفهمت معني حقها، وحاربت لأجله، حيث كان من حقها التعلم والتطوير من نفسها وإفادة مجتمعها، ولأنها تعلمت معني التحدي، فقد تمكنت من الحصول على بكالوريوس خدمة اجتماعية.
لم يكن ذلك نهاية المشاور الذي بدأته، ولكن بدايته، كانت تخاف نهلة، حينما ترى نظرة الناس عن الأيتام، وعندما عملت في إحدى الشركات، كانت تستمع إلى بعض الناس وهم يتحدثون عن الأيتام بشكل كان يؤلمها، وأكثر مخاوفها كانت أن يتم رفضها من عمل ما بسبب فكرة أنها يتيمة.
طرقت الفرصة أبواب نهلة النمر، وقد كانت نقطة التحول الأهم في حياتها، وهي أن تعمل في جمعية وطنية، في البداية كان خوفها يسيطر عليها، لكن حديثهم طمئنها، خاصة حينما قالوا لها أنها مصدر لقوتها، مشيرة إلى أنهم أكدوا على أنها ستتمكن من إفادة الناس من خلال خبراتها الحياتية لأنها عاشت الواقع في دار أيتام.
بدأت نهلة بمنسق متطوعين، أما الآن فهي قائد فريق التقييم المؤسسي وتدير مشروع خدمات وطنية.
الصورة الخطأ التي كانت يتحدث بها الناس عن الأيتام، كانت السبب في أنها بدئت قضية التوعية لتوصيل الصورة الصحيحة عن الأيتام وأن لهم حقوق في المجتمع.
وحصلت بطلة اليوم على المركز الثاني بين السيدات الأكثر تأثيرًا في مصر، ولأنها آمنت بالقضية التي تحدت العاب لأجلها، فقد تم تعيينها أول سفيرة للمراقبة المجتمعية على دور الرعاية، من خلال وزارة التضامن الاجتماعي التي تقدم لهم كل الدعم.
تحلم نهلة أن يكون من شباب الأيتام، صنّاع قرار في الدولة، وأن يكون منهم من يمثل الشعب تحت قبة البرلمان المصري، وتتمني أن يأتي اليوم الذي لا يكون فيه ما يسمى بقضية أيتام، لأن ذلك اليوم سيكون قد لبي لكل الأيتام حقوقهم.