تهدف عمليات التطوير الإداري إلى إدخال تغييرات أساسية في أنظمة الإدارة العامة بما تكفل تحسين مستويات الأداء ورفع كفاءة النظم الإدارية القائمة من خلال تغيير المعتقدات والاتجاهات والقيم والبيئة التنظيمية وجعلها أكثر ملاءمة مع التطور التكنولوجي الحديث وتحديات السوق وتخفيض نسبة القلق المواطنين، وأحداث نقلة نوعية في تقديم الخدمات مع تقليص التكاليف وتحويل إدارة الخدمات من أسلوب البيروقراطية إلى الأسلوب التجاري أو الاقتصادي سواء عن طريق التخصيص أو عن طريق التشغيل الذاتي لخدماتها بإيجاد أساليب أكثر مرونة.
ما هو التطوير الإداري؟
يشكل التطوير التنظيمي امتداد للمدارس السلوكية التي دعمت جهود المدرسة الفكرية الحديثة حول النظرة الجديدة للإنسان الفرد، وركزت بشكل أساسي على الجانب الإنساني واعتبرته الأساس في العمليات الإنتاجية، حيث انصبت التعريفات حول أهمية البعد الإنساني في العمليات التنظيمية، ويعرف التطوير التنظيمي بأنه يتضمن إشارة إلى مختلف مداخل العلوم السلوكية المستخدمة لتوجه المنظمات الإدارية نحو الانفتاح والصدق.
ويعرف التطوير التنظيمي على أنه عملية طويلة المدى تستهدف قدرة التنظيم على حل مشكلاته وتجديد نفسه ذاتيا من خلال إحداث تطوير شامل في المناخ السائد والتركيز على زيادة فعالية المنظمة.
أهميته
يعد التطوير التنظيمي ظاهرة صحية طبيعية في حياة المنظمات الإدارية وله أهمية كبيرة في زيادة كفاءة الأداء الوظيفي وفاعليته، وخاصة في هذا العصر الذي يتطلب التحديث الشامل في كامل المجالات، ذلك أن التنمية الشاملة تعتمد على وجود منظمات إدارية فاعلة تقوم على البحث والدراسة والتحليل، لتطوير جميع معطيات الإدارة خصوصا في جانبها التنظيمي.
ويعد العنصران البشري والتنظيمي من أهم مقومات التنمية والتحديث من أجل رفع مستويات الأداء الوظيفي للمنظمات المختلفة، فمصلحة أي تنظيم تقتضي زيادة الاهتمام بتطوير الأفراد والتنظيم بأبعاده المختلفة وتهيئة المناخ المناسب.
وخلق المناخ التنظيمي المناسب يؤدي إلى الزيادة في الأداء والانتماء الوظيفي والإنتاجية، إضافة إلى أن تلبية احتياجات الأفراد والتنظيم تعد من العناصر المهمة التي يسعى التطوير التنظيمي إلى تحقيقها، لما لذلك من أثر على الأداء الإداري.
ما مفهوم إعادة الهيكلة؟
يتمثل مفهوم إعادة الهيكلة في أنها عبارة عن عملية إعادة النظر بصورة جذرية في الشكل الكلى للمنظمة وممارستها ووظائفها وادارتها بغرض تحسين اداؤها، من خلال تشخيص موقفها وإصلاح جوانب القصور أو الخلل أو الضعف الموجود بها وتقوية جوانب القوة، والتغلب على التهديدات الخارجية وانتهاز الفرص للاستفادة منها، مما يدفع المنظمة إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية مثل الربحية، والعائد على الاستثمار، والوضع التنافسي، والتطور التكنولوجي، والإنتاجية.
وقد استخدم مفهوم إعادة الهيكلة كمصطلح في بداية التسعينات من القرن العشرين، لوصف طريقة تحقيق التحسينات التي لم يسبق لها مثيل في الأداء، من خلال التغيير الذي يتم بصورة غير دورية، وجوهر المفهوم يكمن في البحث عن طريق أفضل لتقديم الخدمات الإدارية عن طريق إعادة هيكلة الإدارة.
ويرى البعض أن إعادة الهيكلة تهدف إلى تحسين الأداء بصورة ملموسة، وتطوير القدرات التنافسية من خلال تغيير المنظمة وتغيير سلوك أفرادها من خلال الابعاد الآتية:
- إعادة الهيكلة المالية من خلال هندسة الأصول وإعادة هيكلة الخصوم بالإضافة إلى تغيير شكل الملكية.
- إعادة هيكلة المنشأة ككل من خلال مراجعة إدارية شاملة لأنشطة المنظمة المالية والتسويقية والتكنولوجية والبشرية بهدف رفع كفاءة المنظمة وتحسين قدرتها التنافسية.
- إعادة هيكلة الإدارة وتطويرها من خلال تطوير استراتيجية للمنشأة وتطبيق هذه الاستراتيجية ومراقبتها، بالإضافة إلى تطوير المهارات بالتدريب. تطوير أسلوب التعامل والتكيف مع البيئة من خلال نموذج محدد خاصة بيئة الصناعة التي تعمل فيها المنظمة.