أخصائي جراحة المناظير: من لديهم نقص مناعة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.. والبكتيريا العنيفة قد تسبب الوفاة (حوار)
كثيرا ما نسمع عن إصابة شخص بمرض ما عن طريق انتقال عدوى له من أحد الأشخاص، وهو أمر في غاية الخطورة ولا ينتبه له إلا القليل، وقد تتسبب العدوى في تسمم دموي من الممكن أن يودي بحياتك وأنت لا تشعر.
وحاورت "دار الهلال"، الدكتور فتحي غزي أخصائي الجراحة العامة والمناظير بمركز "ماذر كير" بالمنصورة، لنكتشف ونتعرف معه على كيفية انتقال العدوى من المريض إلى شخص آخر خاصة في العمليات الجراحية، وكيفية الوقاية منها، ومدى تأثيرها الحقيقي على صحة المريض، وإليكم نص الحوار:
بداية.. ما هي العدوى؟
العدوى هي إصابة الجسم بميكروب سواء كان هذا الميكروب بكتيريا أو فيرس أو فطريات.
كيف تنتقل العدوى خلال العمليات الجراحية؟
التهابات الجروح خلال العمليات الجراحية هي التي تحدث العدوى حيث من الممكن حدوث التهابات خارجية أو سطحية مكان الجرح أو التهاب داخلي مكان الإجراء الجراحي، كما أن هناك نوعين من العمليات (نظيفة) مثل جراحات الفتاء بكل أنواعه، وجراحة الغدة الدرقية، أو (غير نظيفة) مثل جراحات القولون وجراحات الشرج.
ماهي العوامل التي تؤدي لحدوث عدوى بعد العمليات الجراحية؟
يتوقف حدوث أو وقوع العدوى على عدة عوامل، أولها نوع العملية (نظيفة أو غير نظيفة) فتزيد فرص العدوى في العمليات الغير نظيفة، كما أن تعقيم الفريق الطبي القائم على الجراحة عامل مهم، واتباع طرق مكافحة العدوى خلال تحضير المريض للجراحة وعند إجراء العملية.
هل من الوارد انتقال العدوى بعد اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية؟
بكل تأكيد، فمن الممكن حدوث مضاعفات نتيجة إهمال المريض في متابعة عملية تطهير الجرح تحت إشراف الطبيب المختص أو التقصير في تعاطي العلاج الموصوف، وتزداد فرصة حدوث عدوى بعد العملية الجراحية مع المرضى الذين يعانون من نقص المناعة أو الأمراض المزمنة مثل مرضى السكر والكبد والكلى ومرضى الأورام والكيماوي.
ما هي الأسباب الموضعية لحدوث العدوى؟
من الممكن أن يكون هناك سببا موضعيا لحدوث العدوى؛ فعلي سبيل المثال حدوث تجمع دموي مكان الجرح، أو تجمع سائل، ما يساعد على توفير البيئة المناسبة لحدوث البكتيريا أو العدوى.
ما الخطورة التي تتبع العدوى؟
خطورة انتقال العدوى تتفاوت، وذلك على حسب عدة عوامل منها: حجم الجزء المصاب ونوع الميكروب والحالة العامة للمريض، كما أن نوع البكتيريا عامل قوي ومؤثر في خطورة العدوى، فهناك بكتيريا عنيفة وأخرى بسيطة يمكن التعامل معها عن طريق المضادات الحيوية المناسبة.
وأما البكتيريا العنيفة فتحتاج لتدخل جراحي عن طريق تنظيف الجرح وأخذ عينة من الصديد لتحديد نوع المضاد الحيوي المناسب عن طريق المزرعة، وفي حالة التعامل السريع يمكن تدارج حدوث العدوى، أما في حالة التأخير والإهمال فمن الممكن أن تسوء الأمور إلى حد خطير يصل إلى التسمم الدموي وحدوث مضاعفات كان من الممكن تجنبها.
متى يشعر المريض أنه مصاب بعدوى؟
يشعر المريض بأنه مصاب بعدوى عند حدوث ألم غير معتاد مكان العملية، ثم يحدث تورم وسخونة واحمرار في منطقة الجرح، وقد ترتفع حرارة الجسم بالكامل، إلى جانب وجود إفرازات من الجرح، وفي تلك الحالة عليه التوجه والمتابعة مع الطبيب المعالج لاتخاذ الإجراء اللازم.
هناك أشخاص يعتقدون أن إجراء العملية الجراحية في الشتاء أفضل من الصيف حتى لا تزيد فرص الإصابة بالعدوى مع ارتفاع درجات الحرارة، فما مدى صحة هذا الكلام؟
هذا كلام ليس له أساس علمي، حيث أن الوقاية تأتي باتباع طرق مكافحة العدوى المذكورة سابقًا، وليست مرتبطة بتوقيت معين، بالإضافة إلى النظافة الشخصية واهتمام المريض بالجرح.
هل هناك خطورة من إجراء العمليات الجراحية في ظل انتشار كوفيد 19؟
من الأفضل عدم إجراء جراحات غير ضرورية في الفترة الحالية خصوصا جراحات المناظير في ظل انتشار الوباء الحالي، وذلك لتفادي التعرض للعدوى سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لكن إذا كان هناك ضرورة فلا بأس من إجراء العملية بعد اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة وطرق مكافحة العدوى دون أية خطورة على المريض.
وما مدى فرص انتقال العدوى من المريض إلى الطاقم الطبي؟
من الممكن أن تحدث عدوى وتنتقل من مريض إلى الطبيب الجراح أو أحد معاونيه، عن طريق التنفس وعن طريق الدم والإفرازات نتيجة الاختلاط المباشر بين الطاقم الطبي والمريض، ويمكن تجنب ذلك باتباع الإجراءات الاحترازية.
هل ممكن أن تؤدي العدوى إلى الوفاة؟
يمكن أن يحدث ذلك في حالة الإهمال والتأخر في مناظرة الحالة والتشخيص واتخاذ الإجراء الطبي اللازم، فيمكن أن يحدث تسمم دموي وفشل حاد في وظائف الجسم قد تؤدي إلى الوفاة (وهذه حالات نادرة).