رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حكاية العصر الفاطمى| المعز لدين الله.. فتح مصر واختار القاهرة عاصمةً

3-5-2021 | 19:27


شارع المعز لدين الله الفاطمي

أمنية شريف

منذ دخول المعز لدين الله الفاطمي مصر في رمضان وأصبحت القاهرة عاصمة للخلافة الفاطمية واستقبله المصريون بالفوانيس والتي أصبحت تقليدًا رمضانيًا متبعًا حتى وقتنا الحاضر احتفالًا بقدوم شهر رمضان الكريم ودخل المعز لدين الله الفاطمي مصر، وأصبحت القاهرة عاصمة الخلافة الفاطمية حيث كان الفاطميون قد حاولوا فتح مصر من قبل ثلاث مرات سابقة لكن محاولتهم باءت بالفشل حتى تولى الخلافة الفاطمية في بلاد المغرب الخليفة الفاطمي "المعز لدين الله"، وقام يتجهيز جيش ضخم لفتح مصر وعين عليه واحدًا من أكفأ قادته هو "جوهر الصقلي" وقد فتح مصر المعز لدين الله  الفاطمي أبو تميم معد بن المنصور المعز لدين الله الفاطمي أول الخلفاء الفاطميين في مصر ومن كبار رجال عصره وقد فذ عن أقرانه ومنافسيه علميًا وسياسيًا وحربيًا والدولة الفاطمية بلغت أقصى مداها في عهده وفي ذكرى فتح المعز لدين الله الفاطمي مصر نعرض لكم نبذة عن المعز لدين الله الفاطمي وظروف فتحه لمصر.

من هو المعز لدين الله الفاطمي؟

هو أبو تميم معد بن المنصور وُلد بمدينة المهدية قاعدة الفاطميين في 11 رمضان سنة 319 هـ وذلك في أواخر عهد الخليفة المهدي بالله فأدرك في حياته ثلاثة من الخلفاء الفاطميين هم المهدي والقائم والمنصور وكان يتبين على المعد أمارات النجابة منذ نعومة أظافره حتى اختبر المهدي ذكاءه وأعجب به وتنبأ بأنه سيكون له شأن كبير إذ قال عليه إنه فطين يعقل الكلمات وتنبأ له أبوه بالسمو في عالمي الخلاقة.

كيف تولى المعز العهد والخلافة؟

كان طبع الفاطميين الخلافة بالتوالي فلما مات أبو المعز لدين الله المنصور أبو الطاهر إسماعيل تولى المعز في سنة 341 هـ في شوال فأخفى موت أبيه إلى أوائل شهر ذي الحجة من السنة نفسها حتى لا تتعرض البلاد لثورة كبيرة ولكنه لم يطل كثيرًا وأعلن خلافته ولم تكن إدارة وتسيير شئون الدولة أمرًا جديدًا على المعز فقد مرن عليها وتدرب على تصريف شئونها منذ أيام أبيه ولذلك لم يشعر رجال الدعوة وأستاذتها بأن المعز شخص غريب عنهم فقد كان خير معين وملاذ للدعوة في عهد الخليفة المنصور كما أمنت الرعية بجانبه لأنهم ألفوا كياسته وحسن تدبيره.

كيف كانت حياة المعز في خلافته.

لما تولى المعز حرص أن يتقرب إلى الرعية وكثيرًا ما كان يجتمع بكبار شعبه ويزدهم بالنصائح ويضرب لهم المثل الأعلى ويطلب مساعداتهم للنهوض بالدولة كما أنه كان متقرب من الجنود حتى إنهم حققوا انتصارات عظيمة فش الشرق والغرب والبر والبحر، ولم يقف المعز لهذا الحد بل أصبح يرسم للجميع شكل حياته ويبين لهم الصفات التي يجب أن يتحلوا بها.

كيف أسس المعز دولته؟

 أصبح على عاتق المعز أن يكرس جهوده لرقي بلاده واستطاع أن يكون جيشًا قويًا وأفراد أقوياء فظهر في عهد جوهر الصقلي التم تم على يده توحيد جميع بلاد المغرب تحت راية الفاطميين، وكان على المعز إصلاح ما أفسده أبو اليزيد مخلد بن كيداد الذي لم يستطع أبوه المنصور القضاء عليه ، فاستطاع في سنة 347 هـ أن يقضي على خطر الأمراء المستقليين في بلاد المغرب واستطاع أن يغزو إيطاليا.

المعز لدين الله وفتح مصر.

ساعدت العديد من العوامل المعز لدين الله فتح مصر وكان أهمها هو حالة الشرق عامةً وحالة مصر خاصةً وضعف العباسيين في الداخل والخارج أثره تشجيع المعز على فتح بلاد المشرق وأضف ضعف مصر نفسها مع ضخامة ثروتها، وكان نجاح الدعوة الفاطمية في مصر والشرق أثر كبير في قيام الدولة الفاطمية فقد قامت هذه الدعوة في بلاد المغرب في الوقت الذي كانت فيه الدعوة الإسماعيلية تنتشر في مصر واليمن وبلاد البحرين وفارس وخراسان وأرسل المعز لدين الله إلى مصر واحدًا من أكفأ قادته ألا وهو جوهر الصقلي الذي نجح من قبل في بسط نفوذ الفاطميين في الشمال الأفريقي كله وخرج المعز في وداعهم في 14 من ربيع الثاني 358هـ ولم يجد الجيش مشقة في مهمته ودخل عاصمة البلاد في 17 من شعبان 358هـ 6 يوليو 969م دون مقاومة تذكر، وبعد أن أعطى الأمان للمصريين وأدرك المسئولون في مصر أنه لا طاقة لهم بمواجهة هذه الجيوش الكثيفة وأنهم يجب أن يسالموا للفاطميين ورأى جوهر الصقلي أن الوقت قد حان لحضور الخليفة المعز بنفسه إلى مصر، وأن الظروف مهيأة لاستقباله في القاهرة عاصمته الجديدة فكتب إليه يدعوه إلى الحضور وتسلم زمام الحكم فخرج المعز من المنصورية عاصمته في المغرب وكانت تتصل بالقيروان في 21 من شوال 361 هـ 5 من أغسطس 972م وحمل معه كل ذخائره وأمواله حتى توابيت آبائه حملها معه وهو في طريقه إليها واستخلف على المغرب أسرة بربرية محلية هي أسرة بني زيري، وكان هذا يعني أن الفاطميين قد عزموا على الاستقرار في القاهرة وأن فتحهم لها لم يكن لكسب أراضٍ جديدة لدولتهم، وإنما لتكون مستقرًا لهم ومركزا يهددون به الخلافة العباسية.

وصل المعز إلى القاهرة في 7 رمضان 362هـ 11 يونيو 972م، وأقام في القصر الذي بناه جوهر، وفي اليوم الثاني خرج لاستقبال مهنئيه وأصبحت القاهرة منذ ذلك الحين مقرا للخلافة الفاطمية. وقضى المعز لدين الله القسم الأكبر من خلافته في المغرب، ولم يبق في مصر إلا نحو 3 سنوات، ولكنها كانت ذات تأثير في حياة دولته، فقد نجح في نقل مركز دولته إلى القاهرة، وأقام حكومة قوية أحدثت انقلابًا في المظاهر الدينية والثقافية والاجتماعية في مصروعبر جزهر الصقلي المقام على النيل بين الجيزة والفسطاط وعسكر بجنوده شمالي مدينة القطائع التي أسسها أحمد بن طولون ووضع أساس مدينة القاهرة   ولا تزال بعض آثاره تطل علينا حتى الآن وجعل من مصر قلبًا للعالم الإسلامي ومركزًا لنشر الدعوة والتطلع إلى التوسع وبسط النفوذ.

بعض إنجازات المعز لدين الله الفاطمي.

ـ استطاع أن يشكل جغرافية شمالي إفريقيقة بالشكل الذي يبتغيه.

ـ كون من برقة وطرابلس وتونس والجزائر ومراكش وحدة فاطمية تدين له بالولاء والطاعة.

ـ كانت مناهج المعز الحربية حافلة بالأعمال والخطط الواسعة .

ـ لم يكتف بفتح مصر بل تطلع إلى فتح بلاد الشام.

ساهم المعز لدين الله الفاطمي في إنعاش الدولة الفاطمية في بلاد المغرب ومصر واستولى على جميع البلاد الإفريقية على البحر الأبيض عدا طنجة وسبتة وتوغلت جيوشه في بلاد الشام وهددت بغداد وحاضره العباسيين واستطاع الخليفة أن ينظم الملك الواسع بما سنه من النظم الإدارية الحازمة ونهض أيضًا بالناحية العلمية والثقافة المذهبية حتى أصبحت المنصورية في بلاد المغرب والقاهرة في مصر كعبة العلماء والطلاب والدعاة كما عمل على تقدم النهضة الاجتماعيه في بلاده فنظمت دولته وتدفقت عليها الأموال وعمها الرخاء وكان يسعى دومًا للحكم بحق وكان يعتبر الحكم أمانة من الله ائتمنه عليها وأن زعامته للمسلمين واجب ألقاه عليه الرسول صلى الله عليه وسلم.