بلا شك يعتبر سد النهضة خطراً حقيقياً على شكل الحياة في مصر، وإذا لم يتم حل الأزمة سيكون هناك تداعيات كارثية، وإن حدث واضطرت مصر للجوء إلى الخيارالعسكري، سيكون أول تحرك عسكري في تاريخ مصر لإنقاذ نهر النيل، مصر دولة مهمة للعالم بحكم الموقع الجغرافي والدور السياسي والعسكري والثقافي .
نحن أمام اختبار حقيقي غير مسبوق، لا أجد أفضل من كلمات الدكتور جمال حمدان لوصف هذه الحالة: "مصر اليوم إما أن تحوز القوة أو تنقرض، إما القوة أو الموت، فإذا لم تصبح مصر قوة عظمى تسود المنطقة فسوف يتداعى عليها الجميع يوما ما كالقصعة، أعداء وأشقاء وأصدقاء وأقربون وأبعدون".
لابد أن يكون هناك عقاب رادع؛ لأن بكل بساطة هذا السد لن يكون الأخير إن نجح، فالنيل مكون رئيسي لشخصية مصر، ولا يمكن أبداً تصور الحياة في مصر دون النيل، فضربة عسكرية سيكون لها تأثير كبير في الداخل والخارج، ضربة تضع مصر في صفوف الدول العظمى وتنهى الغطرسة الإثيوبية لعشرات السنين، وتكون رادعة لجميع القوة المتربصة والمعادية و توفر لمصر مياهة النيل، وتؤمن خطط التنمية الاقتصادية المستقبلية في مصر، وتظهر مصر كدولة عظمى ترفع الروح المعنوية للشعب المصري .
ليست الأمور سهلة بالطبع، ولكن لا يوجد أهم من الحفاظ على مياه النيل، بالطبع نتمنى أن لا تلجأ مصر للخيارات غير الدبلوماسية، فنحن لسنا دعاة حرب، ولكن نبحث عن مصالحنا وحقنا في الحياة أمام نوايا خبيثة بعد مفاوضات استمرت لعقد من الزمان دون نتيجة.
مصر دولة كبرى ويجب أن يعى العالم ذلك، حتى الآن المجتمع الدولي صامت ولم يعط المشكلة حقها، فمجرد سفينة تعطلت بقناة السويس تعطل الاقتصاد العالمي، فكيف يمكن وصف مشكلة تهدد حياة 140 مليون نسمة .
ليس ببعيد عن سد النهضة "دير السلطان" هو دير أثري للأقباط الأرثوذكس يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة النصارى بجوار كنيسة القديسة هيلانة وكنيسة الملاك، وتبلغ مساحته حوالى 1800 متر مربع، يعتبر الدير ملكية مصرية، وهنا يمكن القول أن مصر والقدس والحجاز فعلياً وتاريخيا كانا تحت الإدارة المصرية لسنوات كثيرة، ما يهم أن الدير عليه صراع بين الرهبان المصريين والإثيوبين، وهناك حكم من محكمة دولة الاحتلال بملكية الدير للكنيسة الأرثوذكسية المصرية، وحتى الآن لم يتم تنفيذ الحكم في تواطؤ إسرائيلي واضح .
في خبر رسمي بتاريخ 3 مايو 2021، الحكومتان المصرية والفرنسية توقعان عقد توريد 30 طائرة طراز رافال، بما يعني أن هناك تطوير مستمر وكبير لقدرات القوات الجوية المصرية، فالعالم لا يعرف إلا القوي، التاريخ يقول أن مصر لا تنكسر مهما كانت الظروف، فحرب أكتوبر أبرز نموذج لتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر وانهار في ساعات قليلة أمام الإصرار والعزيمة المصرية، الأمر يتطلب أن نكون صف واحداً وأن يكون لدينا كامل الثقة في صانع القرار.
حفظ الله مصر قوية مستقرة .