أرض الفيروز والتنمية الشاملة.. الإرداة السياسية تُعمر سيناء
تمثل سيناء (أرض الفيروز) كنز مصر الاستراتيجى، إن سيناء فى الحقيقة هى صندوق من الذهب
فلو نظرنا إلى الموقع الجغرافى لسيناء فهى همزة الوصل بين قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، فهى تقع فى قلب العالم.
أما من ناحية الموارد والأهمية الاقتصادية فهى مركز الذهب والمعادن النفيسة وكانت المورد الرئيسى للبترول فى مصر والنحاس والفوسفات والحديد والفحم والمنجنيز واليورانيوم والكثير من الخامات الأخرى
كما تحتوى على أنواع كثيرة من النباتات النادرة التى تستخدم فى العلاجات والأدوية. هذا إضافة إلى وجود أهم ممر مائى فى العالم وهو قناة السويس المخطط أن يمر عبره ثلث تجارة العالم سنوياً ويجعلها أكبر ميناء مفتوح فى العالم.
مساحة سيناء حوالى 61 ألف كم2 تمثل 6% من مساحة مصر، تزيد على مساحات الدول (قطر 11.6 الف كم مربع، ولبنان 10.5ألف كم2، والكويت 17.8 الف كم2، وجزر القمر 1.8 ألف كم2 والبحرين 10.7ألف كم2) مجتمعين معاً، ولا يزيد تعداد سكانها شمال وجنوب سيناء عن 700 ألف نسمة لذا كان الاهتمام بتميتها وتطويرها وزيادة سكانها هو أمر استراتيجى بالدرجة الأولى يرتبط بالأمن القومى المصري، فكان إنشاء الجهاز التنفيذى لتعمير سيناء والقناة الذى أنشئ عقب نصر أكتوبر 1973 مباشرة.
كانت البنية الأساسية فى سيناء جاهزة لتحقيق تنمية شاملة لتصبح مركزاً للتنمية والتطوير وكنزا للاقتصاد المصرى فكانت تضم الصناعة والزراعة والسياحة والطرق والموانئ والمطارات وخط الغاز يمر عبرها إلى الأردن وسوريا وخط الكهرباء يمر عبرها للربط أيضا مع الأردن والمملكة العربية السعودية، إلا أن تعمير سيناء تأخر ولم يحظ بالاهتمام الكافى كبقعة غالية من تراب الوطن ومركزا رئيسيا للتنمية للاقتصاد المصرى والتى يرجعها البعض لعدم وجود إرادة سياسية للدولة.
وكانت الدولة قد أقرت خطة فى 13 أكتوبر 1994، وتنتهى فى عام 2017، ثم أعادت الدولة رسم استراتيجية جديدة تضم محافظات القناة، حيث قدرت الاستثمارات الجديدة 110.6 مليار جنيه (منها 64 مليار جنيه لشمال سيناء، و46.6 مليار جنيه لجنوب سيناء)إلا أن الإنجازات التى تحققت خلال تلك الفترة وحتى العام 2014 كانت محدودة وحين تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الدولة شهدت سيناء طفرة كبيرة بذلتها الدولة خلال الـ 6 سنوات الماضية لتحقيق التنمية الشاملة لسيناء بتكلفة تقدر ما بين 600 - 700 مليار جنيه، وتواصل الدولة جهودها لتنفيذ هذه المشروعات مع توجيهات مستمرة من القيادة السياسية بسرعة الانتهاء منها والمتابعة المتواصلة للموقف التنفيذي، ونستعرض هنا محاور التنمية التى تشهدها سيناء.
بدأت خطة التنمية بازدواج قناة السويس أى بخلق طريق منفصل فى كل اتجاه تم افتتاحه فى 6 أغسطس 2015 بعد حفر مسافة 35 كم بالقناة، وإقامة الأنفاق والكبارى العلوية والكبارى العائمة لزيادة ربطها بالوادى:
- تم إقامة 5 أنفاق أسفل قناة السويس
بخلاف كوبرى علوى على قناة السويس الجديدة امتدادا لكوبرى السلام فى القنطرة
- تطوير خط السكة الحديد حتى رفح على الحدود المصرية مع قطاع غزة
- تم تنفيذ الكبارى العائمة والتى تعمل بمتوسط 20 ساعة يوميا:
- كوبرى النصر بمنطقة الرسوة ببورسعيد لربط بورسعيد وبور فؤاد
- كوبرى الشهيد أبانوب جرجس بمنطقة القنطرة محافظة الإسماعيلية
- كوبرى الشهيد أحمد منسى منطقة المعدية 6 بالإسماعيلية
- كوبرى منطقة سرابيوم بمحافظة الإسماعيلية.
- كوبرى منطقة الشط بالسويس.
- بخلاف المعديات التى تم زيادة عددها
تطوير موانئ سيناء
إقامة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كمؤسسة مستقلة بهدف أن تكون منطقة جاذبة للاستثمارات العالمية والتى نجحت فى التعاقد على المنطقة الصناعية الروسية شرق بورسعيد فى الشمال، وإقامة المشروعات بالقطاع الجنوبى وأهمها إنشاء مجمعات صناعية بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع لتنفيذ عدة مشروعات منها تطوير الموانئ لخدمة المنطقة وسيناء.
وهى ميناء شرق بورسعيد، وميناء العريش، وميناء العين السخنة، وميناء الأدبية، وميناء الطور.
وتطوير المطارات لخدمة التنمية وأهمها مطار المليز الدولى وسط سيناء، ومطار العريش بما يسمح بإقلاع وهبوط جميع أنواع الطائرات، وتطوير مطار رأس النقب جنوب سيناء.
وفى مجال الإعمار فى سيناء: شملت تحديث البنية التحتية وإيجاد مجتمعات تنموية حضارية لتوفير فرص العمل لقاطنى سيناء والمنطقة المتاخمة وتطوير مجال الإسكان فى كافة مدن سيناء فى منطقة المساعيد لسكان المنطقة العازلة لسيناء ورفح والعريش ومساكن جنوب سيناء، فى الطور ورأس سدر ودهب وشرم الشيخ وأبو زنيمة وأبو رديس وسانت كاترين وطابا ونويبع، والتخطيط لإقامة 11 تجمعا تنمويا بشمال سيناء، و7 تجمعات لجنوب سيناء والإعداد لإقامة 8 تجمعات تنموية أخرى لشمال سيناء.
المدن الجديدة
وفى مجال المدن الجديدة، إنشاء مدينة رفح الجديدة، مدينة السويس الجديدة، مدينة سلام شرق بورسعيد، بئر العبد الجديدة، الإسماعيلية الجديدة.
حفر آبار المياه: عدد 27 بئرا لشمال سيناء و 16 بئرا لجنوب سيناء و3 آبارجديدة لطابا ورأس سدر والطور، وإقامة السدود اللازمة لحجز مياه الأمطار وسيول سيناء.هذا بخلاف محطات تحلية المياه فى شمال وجنوب سيناء، والانتهاء من إنشاء سحارة سرابيوم وسحارة المحسمة لاستكمال ترعة السلام لتوصيل المياه لسيناء بتمويل من هيئة قناة السويس.
فى المجال الاقتصادى
من ناحية التنمية الصناعية إقامة المناطق الصناعية فى بئر العبد ووسط سيناء للصناعات الثقيلة وإقامة 10 مصانع رخام بمناطق صدر الحيطان، وأبو زنيمة بالتعاون مع مجموعة من المستثمرين.
وفى التنمية الزراعية جار استصلاح وزراعة 15 ألف فدان فى بئر العبد وإقامة 500 صوبة زراعية وتوزيعها على أبناء البدو فى محافظة شمال سيناء والتخطيط لاستكمال استصلاح وزراعة نصف مليون فدان فى شمال وجنوب سيناء.
وبالنسبة للثروة السمكية بداية نجد أن سواحل سيناء تزيد على 700 كيلومتر ما يمثل مجالا متسعا لصيد الأسماك، كما تقع بحيرة البردويل فى شمال سيناء ثانى أكبر بحيرات مصر تبلغ مساحتها 165 ألف فدان تقع غرب مدينة العريش بـ 18كم (بطول 95 كم، وعرض من 20 - 22 كم) تلاصقها محمية الزرانيق ملتقى الطيور المهاجرة
هذا إضافة إلى المزارع السمكية التى أقيمت شرق بورفؤاد على مساحة 19 ألف فدان لإنتاج الأسماك بأنواعها المختلفة وإقامة 8 قرى جديدة للصيادين فى سيناء.
وفى المشروعات السياحية حيث تستقبل سيناء شمال وجنوب كل أنواع السياحة من سياحة دينية، ثقافية، تاريخية، رياضية، ترفيهية، علاجية، وتعتبر مدينة شرم الشيخ مدينة المؤتمرات الدولية.
النقل والمواصلات
وفى مجال النقل والمواصلات إقامة شبكة من الطرق تزيد على ألف كيلومتر،الطريق العرضى من جنوب بورسعيد إلى كوبرى السلام 50 كم، من كوبرى السلام إلى سرابيوم 42.5 كم، من سرابيوم 'إلى نفق الشهيد أحمد حمدي52كم، وطريق الإسماعيلية العوجة 211كم، والعريش رفح 42 كم، وطابا النقب 28 كيلومتر، ونفق الشهيد أحمد حمدى شرم الشيخ، والنقب نويبع بأطوال 680 كم.
كما أن سيناء هى محطة الربط بكل من:
- الأردن عن طريق الخط البحرى - نويبع - العقبة
- ومخطط إنشاء جسر بطول 10.5كم من شرم اللشيخ إلى رأس الشيخ حميد بالسعودية قرب مدينة تبوك فوق جزيرتى تيران وصنافير فى مدخل خليج العقبة لربط جناحى الوطن العربى هذا إضافة إلى انشاء مركز خدمات المستثمرين فى جنوب سيناء للتيسير على المستثمرين فى سيناء.
فى المجال الاجتماعى ومجالات أخرى
فى مجال الشباب والرياضة استكمال تطوير المنشآت الرياضية ومنها الصالة المغطاة فى العريش والمدينة الشبابية فى شرم الشيخ. وإنشاء وتطوير 35 مركز شباب فى سيناء
فى مجال التعليم: إنشاء 12 مدرسة جديدة فى شمال سيناء و14 فى جنوب سيناء، وإقامة 4 مناطق تعليمية جديدة فى كل محافظة شمال وجنوب بإجمالى 8 مناطق تعليميةورفع كفاءة عدد 9 مدارس ومعاهد أزهرية فى شمال سيناء
وبالنسبة للجامعات فهناك جامعتان فى شمال سيناء إحداهما حكومية والثانية جامعة أهلية.
وإنشاء جامعة سلمان فى جنوب سيناء موزعة على المدن الرئيسية فى جنوب سيناء
الصحة فى سيناء
فى مجال الصحة: تم إنشاء 3 مستشفيات مركزية متكاملة وتدبير الأجهزة الفنية لها فى كل من بئر العبد ورفح ونخل و3 أخرى فى جنوب سيناء، رفع كفاءة وتطوير 8 وحدات صحية فى الشمال و4 فى جنوب سيناء، وتطوير 2 مستشفى عام بالعريش والشيخ زويد
تطوير ورفع كفاءة 10 نقاط إسعاف فى شمال سيناء
و11 نقطة إسعاف فى جنوب سيناء، وإقامة 4 نقاط إسعاف جديدة فى شمال سيناء
هذا بخلاف دعم المرأة السيناوية من خلال المشروعات الخاصة بالصناعات اليدوية البسيطة
دور القيادة العسكرية الموحدة لسيناء:
برغم عبء مواجهة الإرهاب فى سيناء لم تتأخر القيادة العسكرية الموحدة لسيناء
من المشاركة فى مشروع التنمية الشاملة لسيناء سواء فى مجال:
- افتتاح المدارس الجديدة فى سيناء وفصول محو الأمية وتعليم الكبار
- إقامة المجتمعات البدوية منها منطقة النهابات برأس سدر.
توزيع الشتلات المثمرة على المزارعين فى سيناء
- وفى مجال الرعاية الاجتماعية افتتاح دور للتجمع والضيافة فى القرى، والمناطق الأكثر احتياجاً، توزيع البطاطين والملابس والزى المدرسي، والمواد الغذائية.
- كما تم دعم المستشفيات المركزية بأجهزة الغسيل الكلوى
تدريب الشباب على إصلاح وصيانة شباك الصيد
عقد دورات توعية للمواطني سيناء بالتعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية العليا
هذه سيناء كنز من كنوز مصر.