رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


هل يحد كورونا من نسب العنوسة في صعيد مصر؟

4-5-2021 | 16:34


كورونا وظاهرة العنوسة

هناء حسين

رغم جائحة  كورونا، إلا أن محافظات الصعيد شهدت ارتفاعا ملحوظ في مناسبات الزواج بالتوازي مع استمرار أعمال محاكم الأسرة، فهل كانت جائحة كورونا سببا في رفع الحرج عن الأسر في تسهيل وتيسير سبل الزواج التي تكبل كاهل الشباب وتعد حجر عثرة في طريق عش الزوجية؟

نسبة العنوسة بصعيد مصر كبيرة وتشهد ارتفاعا مخيفا يصاحبه ارتفاعا باهظا في الشبكة التي تبدأ من 50 جراما من الذهب عيار 21 لتصل إلى 200 جرام من ذات العيار، ثم فرش الشقة ونوعية الخشب، والأجهزة الكهربائية والفرش والسجاد والملبوسات والمفروشات، مرورا بأدوات المطبخ بكافة أنواعها، ذهابا إلى تكاليف ليلة العمر، والتي نسفت بفعل انتشار وباء الكورونا الذي انتشر بمصر منذ منتصف مارس من العام الماضي وما توالى من إجراءات احترازية ألغت إقامة الحفلات والمناسبات وحظرت دور المناسابات؛ ليجد الشباب ضالتهم في إتمام حلم الزواج بشريكة العمر دون تكاليف باهظة.

وقال محمد شحاتة، 29 عاما، إنه منذ أزمة كورونا، قدمت دور المناسبات تخفيضات لحفلات الزفاف تشجيعا للأهالي، لتصل التخفيضات إلى 6 آلاف إلا أن قرار الحكومة بحظر الأفراح والتجمعات قضي على آمال أصحاب دور المناسبات، وجاء لصالح العريس باختصار ليستريح من تكاليف ليلة الزفاف والقاعة والمواصلات، فأصبحت العروسة تذهب إلى  الكوافير بصحبة عدد محدود وتعود من الكوافير إلى منزل الزوجية في إجراءات أقل؛ عبارة عن لفة بالسيارة أو زفة صغيرة أمام منزل أبيها بالطبل البلدي سريعا.

"ميادة" فتاة في العقد الثالث من العمر ترغب في الارتباط بابن عمها، إلا أن إصرار والدها على شبكة بقيمة 200 جرام من الذهب عيار21، جعل تحقيق حلمها مستحيل لعدة سنوات، ومع أزمة انتشار وباء كورونا مطلع مارس المنقضي، أصبح والدها يفكر في الموت والخوف من كورونا.

وقالت ميادة: "مع أول تدخل لضابط الشرطة لفض فرح بالقرية المجاورة، جعل والدي يدرك أن الشبكة لن يراها أحد من المعازيم، واستطعنا شراء شبكة بقيمة 40 جراما من الذهب. 

ويروي لنا الشيخ سيد مازون شرعي، عن الاختلاف في عقود الزواج قبل وباء الكورونا والوقت الراهن، مؤكدا أنه وجد تساهلا كبيرا في كتابة القائمة التي تعد رمانة ميزان الزواج عند عدد لا بأس به من الأسر، باعتبارها من وجهة نظرهم تحفظ حق الزوجة؛ فالبعض لم تزد القائمة عن مائة ألف جنيه، والمؤخر تراوح ما بين خمسة آلاف جنيه حتى خمسين ألف جنيه، وهذه مبالغ متوسطة مقارنة بما كان يكتب قبل انتشار وباء الكورونا، خاصةً وأن الأسر أصبحت مهمومة باتمام الزواج بسلام.

وتابع المازون كلامه ضاحكا: "كلما قلت قيمة القائمة كلما قلت رسوم وتكاليف تسجيل عقد الزواج وقل أجر المازون".

ومن جانبه، قال خلف الصايغ، صاحب محل مجوهرات: "قبل أزمة كورونا كانت عملية شراء شبكة لها بروتوكول وترتيبات كبيرة وفقا لعادات وتقاليد الأسر، وتبدأ من تحديد القيمة المالية والفرجة والاختيار التي تشهدها مراسم احتفالية وكتابة الاسم على الدبل، وممكن يختلفوا مع بعض خلال الشراء في حالة اختيار العروسة لأزيد من المتفق عليه، مع جائحة كورونا المستجد، أصبح كل ما يشغل بال الأسر إنجاز مهمة اختيار الشبكة بسرعة، مضيفا أن قيم الشبكة انخفضت في بعض القرى التي تعرف بالقيم المالية الباهظة للشبكة إلى  النصف تقريبا، فهناك بعض العائلات لا تتنازل عن 200 جرام من الذهب عيار 21، وفي ظل أزمة كورونا اشتروا شبكة مائة جرام من الذهب عيار 21 بدلا من الـ200 جرام، بينما اكتفت الأسر البسيطة بشبكة بقيمة 20 ألف جنيه أو تلاثين ألف.

مهن مرتبطة بحفلات الزواج تضررت جراء كورونا

الطباخ والقهوجي والمزين 

لا تخلو حفلات الزواج التي تقام بالقرى في صعيد مصر من الطباخ والقهوجي والمزين، الطباخ الذي يتولى مهمة طبخ العجل، وتجهيز سفرة المعازيم، القهوجي ودورة عمل المشروبات للمعازيم، المزين ويقوم بجمع النقطة (الهدايا العينية أو النقدية وتسجيلها في نوتة ورقية) كل تلك المهن اختفت منذ جائحة كورونا؛ لتصبح حفلات الزواج أقل تكاليف وأخف في المراسم والإجراءات التي ترهق كاهل العروسين وأسرهم. 

الإحصاء: 687 ألف حالة عنوسة من الذكور و472 ألف من الإناث

أوضحت مؤشرات إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في ديسمبر عام 2019، حول نسب العنوسة في مصر، إن العنوسة هو تعبير عام يستخدم لوصف الأشخاص الذين تعدوا سن الزواج المتعارف عليه في كل بلد، وبعض الناس يظنون أن هذا المصطلح يطلق على الإناث فقط من دون الرجال، والصحيح أنه يطلق على الجنسين ولكن المتعارف عليه مؤخرا هو إطلاق اللفظ على النساء في الأغلب.

وأرجع تقرير الإحصاء أسباب العنوسة  إلى عدة أسباب:

غلاء المهور، وارتفاع تكاليف الزواج الأخرى الناتجة عن العادات والتقاليد المتبعة، غلاء المعيشة وصعوبة توفير سكن، ارتفاع معدلات البطالة، ارتفاع معدل التعليم بالنسبة للإناث، الانشغال بالعمل أو الوظيفة من قبل الفتاة وعدم الرضا بمن يتقدم إليها (خروج الفتاة للعمل).

ضعف أجور الشباب

وأظهرت نتائج التعداد لعام 2019 أن عدد الذكور الذين لم يتزوجوا في فئة العمر (35 سنة فأكثر) بلغ 687 ألف حالة بنسبة 5,4% من إجمالى أعداد الذكور فى نفس الفئة العمرية، بينما وصل عدد الإناث إلى 472 ألف حالة بنسبة 3,3% لنفس الفئة العمرية.