سفير التضامن.. مركز استضافة المرأة يعوض «آية» عن 18 عاما من الحرمان (فيديو)
ليس بالهين شعور الفرد بالأمان، فهي كلمة كبيرة المعني، وتصون صاحبها وتوفر له الحماية، وتكون سندًا له وكذلك الأهل، هذا لسان حال آية ابنة الـ20 عام، وسفيرة التضامن اليوم.
آية شابة عشرينية، حتى العام الماضي، لم يكن لها أي أوراق ثبوتية، إذ كانت حتى عامها الـ19 بدون شهادة ميلاد أو بطاقة أو أي إثبات شخصية، حسبما أكدت.
وأوضحت سفيرة التضامن أن والديها كانا متزوجين بشكل عرفي، وانفصلا وأمها حامل، مشيرة إلى أنها ظلت بدون أوراق ولا شهادة ميلاد، كما أضافت أنها ذهبت إلى أماكن عديدة لكي تستخرج أي أوراق لها، إلا أنها لم تتمكن من ذلك، وفشلت كل محاولاتها.
وعلمت أية أن هناك مراكز استضافة وتوجيه المرأة التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، حيث تساعد تلك المراكز على استخراج الأوراق الثبوتية.
وتابعت: "هناك لقيت السند الحقيقي"، موضحة أنها ذهبت إل المركز منذ عام، حيث وجدت اليد التي تمتد لها وتساعدها بدون مقابل، وتمكن المركز من استخراج الأوراق اللازمة لها، حيث قالت: "وأخيرًا بعد 19 سنة بقى ليّ شهادة ميلاد"، مضيفة أنها باتت تملك الآن بطاقة شخصية، أصبحت أية مواطنة معترف بها لها حقوق وعليها واجبات.
ومنذ ذلك الحين، ووقد تغيرت لحالة المزاجية لآية، وتزداد سعادتها حينما يسألها أحد عن بطاقتها، مشيرة أنه لن يتمكن أحمد الآن من استغلالها، لأنها ستتمكن من رد أي أحد.
وأضافت أية أن القصة لم تنته عند ذلك الحد، حيث أن المركز لم يتمكن فقط من مساعدتها، في أن يكون لها أوراق، ولكنهم دربوها كذلك وعلموها فن الخياطة، فقد علموها كيف تقف على أقدامها دون طلب المساعدة من أحد، حيث أصبح لها الآن مهنة لن تجعلها تحتاج لأحد.
في سنة واحدة، تمكن المركز من تعويض آية عن ضعف وضياع عاشت فيها منذ 19 عاما، فقد تعلمت في تلك السنة معني الأهل والعائلة والسند، فتلك الكلمات مردودها على النفس، قوي، وليس فقط الدم الذي يربط الأهل ببعضهم، ولكن بالمحبة والدعم والحماية تولد العائلة، تقول بطلة الحلقة إنها إلى اليوم تذهب إلى المركز لتطمئن عليهم على بشكل مستمر، كما أنها تطلب مشورتهم فيما يخص حياتها، مشيرة إلى أنهم يخافون عليها وعلى مصلحتها لأنهم باختصار أهلها.