أدى اللواء أسامة القاضي، محافظ المنيا، صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك لعام 2021م والموافق 1442هـــ ، اليوم بمسجد صلاح الدين، بحضور كلٍ من: الدكتور محمد محمود أبو زيد نائب محافظ المنيا، والمهندس محمد عبد الجليل محمد النجار سكرتير عام المحافظة، وفضيلة الشيخ سلامة عبد الرازق وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة المنيا، والعميد أركان حرب محمد صلاح أبو كريشة رئيس مركز ومدينة المنيا، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة، وعدد كبير من المصلين من أهالي المحافظة، وسط تطبيق والتزام المصلين بالإجراءات الاحترازية، وارتداء الكمامة، والمصليات الخاصة، والحفاظ على التباعد وترك مسافة بين المصلين.
وأشاد المحافظ ، بالتزام المواطنين بجميع مساجد المحافظة بتنفيذ الإجراءات الاحترازية والوقائية حيث لم ترصد غرفة العمليات الرئيسية بالمحافظة أية مخالفات أو خروج عن القواعد العامة والتي تم وضعها حفاظا على صحة وسلامة المواطنين.
كما أدى أيضًا الآلاف من المصلين بمحافظة المنيا اليوم صلاة الجمعة الآخيرة في شهر رمضان المبارك لعام 2021م والموافق 1442هـــ في شتى ربوع المحافظة وسط دموع حزينة على رحيل هذا الشهر بكل ما فيه من بركات وخيراتٍ، مرتدين الكمامات ومتعبين كافة الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد بين صفوفهم.
قال فضيلة الشيخ سلامة عبد الرازق "، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة المنيا، إننا الآن نودع شهر البركات والخيرات والحسنات الجمة، فهى أيامه قد تصرمت، ولقد حلَّ علينا ضيفًا كريمًا خفيًا ويغادرنا كما جاءنا، وهذه سنة الله في الكون، شهر يجيء، وشهر يذهب، هكذا الدنيا دواليك، وها هو الشهر الفضيل يعد عدته ويلملم أوراقه إذانًا بالرحيل لرب الباريات حاملاً معه أعمال العباد في مشارق الأرض ومغاربها، ربح فيه الرابحون وخسر من عظمت موبقاته وآثامه، فيا أيها الرابح هنيئًا لك، ويا أيها الخاسر ما أجهلك، ولا نعلم من الرابح فنهنئه، ومن الخاسر فنعزيه؛ لكن الله يعلمهم، فعلم الغيوب إليه سبحانه وتعالى.
وأوضح وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة المنيا، لــ " بوابة دار الهلال "، اليوم أدى المصلون في ربوع محافظة المنيا آخر صلاة جمعة في هذا الشهر وعيونهم تنظر إليه نظرة الحسرة على رحيله، متمنين من الله عز وجل ألا يغادرهم وأن يكون العام كله رمضان لما فيه من الفضائل الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، فلقد ذقنا فيه حلاوة الإيمان وعرفنا حقيقة الصيام، وذقنا لذة الدمعة، وحلاوة المناجاة في الأسحار، ففي وداع رمضان ابن رجب : " يا شهر رمضان ترفق، دموع المحبين تدفق، قلوبهم من ألم الفراق تشقق، عسى وقفة الوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ما تخرق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق، عسى أسير الأوزار يطلق، عسى من استوجب النار يعتق".
وطالب عبد الرازق من الصائمين، أن يقفوا لحظة مع أنفسهم ونحن نودع شهر رمضان، ليسألوا أنفسهم، ماذا قدموا لرمضان، ماذا فعلوا في رمضان، هل صموه حق الصيام، وهل قموه حق القيام، هل تحققت فيهم الحكمة من الصيام (لعلكم تتقون) سورة البقرة الآية 183 ، هل زادت طاعاتهم في رمضان، أم أنه مر عليهم وهم لاعبون لاهون؟!، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ) [رواه الترمذي وأحمد]، فهل نحن من الذين رغمت أنوفهم أم من الذين سعدت أيامهم برحمة الله، أم نحن من الذي غرّهم طول الأمل، وقضينا رمضان لاعبين لاهين مغرورين بطول الأمل؟!. وأشار عبد الرازق، إن المولى عز وجل يريد منا أن نبقى بعد رمضان كما كنا في رمضان، فما شرع لنا رمضان إلا لتحقيق التقوى.
وأكد عبد الرازق لـــ " دار الهلال "، إننا في هذه الأيام التي أنتشر فيها فيروس كورونا المستجد وبات يحصد العديد من الأرواح بلا هودة أحوج ما نكون إلى غرس الأمل في نفوس الناس، واستنهاض الهمم، فالمؤمن الحق لا يعرف اليأس أو القنوط، (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)، موضحًا أن الأمل هو الطريق المستقيم لبناء الشخصية السوية، والأمل في وعد الله الذي لا يخلف الميعاد، وأن بعد العسر يسرًا، وأن الليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر وأن المنح تولد من رحم المحن.