رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


باحثون يسلطون الضوء على دور جراثيم المعدة على أمراض الجلد الإلتهابية

7-5-2021 | 19:10


أمراض الجلد الإلتهابية

دار الهلال

توصلت دراسة طبية حديثة إلى أن عدم التوازن وإختلال في" ميكروبيوتا الأمعاء" البكتيريا المفيدة فى الأمعاء، يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تطور مرض الجلد الالتهابي، التهاب الغدد العرقية المقيِّح (HS)، وهو حالة جلدية مؤلمة طويلة الأمد ، ذات طبيعة مزمنة ومنتكسة تؤثر بشكل كبير على نوعية حياة المرضى.

فقد عكف الباحثون فى جامعة " جامعة حجة تبة " في تركيا على جمع عينات من 15 مريضًا مصابًا بإلتهاب الغدد العرقية المقيّح و أفراد أصحاء متطابقين مع الجنس وحللوا مناطق من دور جين (16S rRNA) للبكتيرية فى ميكروبيوتا فى الأمعاء .. ووجد الباحثون أن الوفرة النسبية لثلاثة أجناس من البكتيريا ( المعروفة مجتمعة بإسم باكتيريا " متينات الجدار" Firmicutes ، والبكتيريا المطثيات غير المصنفة فى مرضى التهاب الغدد العرقية المقيِّح (HS) كانت أقل بكثير من تلك الموجود فى الأصحاء .. من المعروف أن الكميات المنخفضة من هذه البكتيريا تعطل التوازن التنظيمي داخل الأمعاء وتحفز الاستجابة الالتهابية.

هذا، ويسكن فى الجهاز الهضمي البشري بمجموعة متنوعة من الكائنات البكتيرية، والمعروفة مجتمعة بإسم " ميكروبيوم الأمعاء" .. أظهرت عدد من الدراسات السابقة بشكل متزايد أن "ميكروبيوم الأمعاء" والجلد مرتبطان ارتباطًا جوهريًا ، مما يوفر دفاعًا ضد مسببات الأمراض في البيئة، تُعرف هذه العلاقة باسم "محور الأمعاء والجلد" وقد تم ربطها بالعديد من الاضطرابات الجلدية الالتهابية والمناعة الذاتية ، مثل "حب الشباب" و" الصدفية".

وألهم هذا الإرتباط الباحثين لتوصيف تركيبة الميكروبيوم المعوي لمرضى التهاب الغدد العرقية المقيّح ، بافتراض أن عدم التوازن قد يلعب دورًا في العبء الالتهابي الكبير لهذه الحالة. التهاب الغدد العرقية المقيّح هو مرض متعدد العوامل ناتج عن عوامل وراثية وبيئية .. يمكن أن تؤدي السمنة والتدخين إلى تفاقم الأعراض بشكل كبير ، وكلاهما له تأثير على ميكروبيوم الأمعاء .

أوضح الدكتور"نسليهان ديميريل أوجوت"، الأستاذ في مستشفى التدريب والبحوث فى جامعة أوساك ، "يقدم بحثنا دليلًا على أن محور الأمعاء والجلد متورط في تطور هذا الاضطراب الجلدي الإلتهابي المزمن .. وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة ، تشير أبحاثنا إلى أن تغيير النظام الغذائي والبروبيوتيك الشخصي قد تكون المكملات مفيدة أيضًا لمرضى التهاب الغدد العرقية المقيّح ، خاصة وأن خيارات العلاج محدودة لهؤلاء الأفراد".

يأتى ذلك فى الوقت الذى تلعب فيه جراثيم الأمعاء دورًا مهمًا في صحة الإنسان من خلال تطوير الإستجابة المناعية ، التي تتحكم فيها مسارات محددة ونواتج التمثيل الغذائي ، والمعروفة بإسم الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFA)، تنتج البكتيريا الموجودة في الأمعاء ( مثل باكتيريا " متينات الجدار" Firmicutes ) التي تضمن الحفاظ على التوازن بين الخلايا المناعية التي تحفز الإستجابة الالتهابية أو تثبطها .. قد يؤدي أي خلل في هذا التوازن ، كما يتضح من انخفاض وفرة هذه الكائنات الحية في ميكروبيوم الأمعاء لمرضى التهاب الغدد العرقية المقيّح ، إلى استجابة التهابية غير مرغوب فيها.

وشدد الباحثون على أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم وشرح الروابط بين ميكروبيوتا الأمعاء والحالة الالتهابية المفرطة لدى مرضى التهاب الغدد العرقية المقيّح ، " بإعتبارها واحدة من الدراسات الأولية التي تبحث في التهاب المفاصل الرثياني ، يضع هذا البحث الرائد الأساس للبحث المستقبلي في إدارة هذه الحالة المنهكة إنه اختراق مثير في موضوع حاليًا في طليعة البحث العلمى".