موجة عاصفة من الانقسامات الداخلية تضرب الأحزاب السياسية حاليًا، قسمتها إلى أحزاب مصغرة داخل الحزب الواحد، كانت "الانتخابات المركزية" هي كلمة السر فيها، حيث اتخذت كل جبهة معارضة من الأنتخابات شعارًا لها، خرجت منها برئيس كل منهما منفصل عن الآخر، وكان آخر هذه الأحزاب، حتى الآن، حزب المصريين الأحرار، الذي يُمثل بريسين منتخبين كل منهما أتى بالتزكية خلال الانتخابات المركزية.
انقسم حزب المصريين الأحرار، إلى جبهتين مضادتين؛ جبهة نجيب ساويرس ومجلس الأمناء من جهة، وجبهة عصام خليل رئيس الحزب من جهة أخرى، وتفاقم الصراع بعد فصل الأخير لـ"ساويرس" من عضوية الحزب، لتتفاقم وتيرة الخلافات داخل المصريين الأحرار بين القضاء تارة وبين اتهامات "ساويرس" وأنصاره لـ"خليل" بـ"سرقة الحزب" تارة أخرى.
وفي محاولة لحل الأزمة وإطفاء شرعية انتخابية على رئاسة المصريين الأحرار، أعلن الدكتور عصام خليل إجراء انتخابات مركزية للحزب على مناصب أعضاء الهيئة العليا ومنصب رئيس الحزب، ليفاجئ الجميع بأن "خليل" هو المرشح الوحيد على منصب رئاسة الحزب ويفوز بالتزكية، الأمر الذي رفضته جبهة "ساويرس" واعتبرت أن تلك الانتخابات غير قانونية وجاءت مخالفة للائحة الحزب، لتعقد هي الأخرى انتخاباتها المركزية أمس الجمعة معلنة فوز الدكتور محمود العلايلي رئيسًا للحزب، ويصبح المصريين الأحرار حزب برئيسين.
وسبق المصريين الأحرار في القيادة برئيسين منتخبين، حزب الدستور الذي أسسه الدكتور محمد البرادعي، الذي تفاقمت أزماته بعد تولى الدكتورة هالة شكر الله لرئاسته، ليتوقف العمل رسميًا داخل الحزب لمدة عامين، ليعود بأزمة جديدة تقسم الحزب وتحوله إلى حزبين منفصلين، وذلك بعد انتخاب خالد داوود رئيسًا له بالتزكية، الأمر الذي وصفه مجلس حكماء الحزب بـ"غير القانوني" واعتبر أن اللجنة المشرفة على الانتخابات جاءت مخالفة للائحة الحزب الداخلية، ليعن الحكماء في نفس الوقت عن إجراء انتخابات مركزية جديد أسفرت في النهاية عن فوز "أحمد بيومي" برئاسة الحزب، وهو ما رفضه فريق "داوود" ليعلن تمسكه برئيسه الذي فاز بالتزكية مسبقًا، ويصبح "الدستور" أول حزب برئيسين منتخبين.