رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الحلقة الـ26 لبرنامج «مع الصائمين»: الإسلام يدعوا لمكارم الأخلاق

7-5-2021 | 23:47


رمضان

دار الهلال

أبرزت الحلقة السادسة والعشرون من حلقات برنامج (مع الصائمين)، الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط أ ش أ أن الخلق الحسن من صفات الأنبياء يقول تعالى "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة".

وأكد الشيخ حازم جلال إمام وخطيب مسجد الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ـ خلال كلمته الليلة في الحلقة السادسة والعشرين من البرنامج الذي تقدمه /أ ش أ/ على موقعي الوكالة على (فيس بوك) و(يوتيوب) على الروابط التي تتم إذاعتها يوميا بمناسبة شهر رمضان الكريم - أن الإيمان وحسن الخلق وكماله قرينان، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحَاسِنُهُمْ أَخْلاقًا الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ، وَلا خَيْرَ فِيمَنْ لا يَأْلَفُ وَلا يُؤْلَفُ".

وأضاف جلال، الإيمان صدق مع الله، ومع الناس، ومع النفس، حتى عرّف بعضهم الإيمان بالصدق، فقال: الإيمان أن تقول الصدق مع ظنك أن الصدق قد يضرك، وألا تقول الكذب مع ظنك أن الكذب قد ينفعك، لأنك تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك رفعت الأقلام وجفت الصحف.

وأضاف جلال: فالإيمان أمان، ومن حسن خلق المؤمن أن يأمنه الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ"، والإيمان عطاء وحكمة لا أذى فيه يقول (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ".

وتابع قائلا: الإيمان أمانة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ". فالمؤمن الحق صاحب خلق حسن : وفِيّ ، حيي ، سخي، كريم في أفعاله، كريم في أقواله، عف اللسان، لا يعرف الفحش ولا الخنا ولا الرياء ولا النفاق إليه طريقا، لا يكذب، ولا يظلم، ولا يغش، ولا يحتكر، ولا يختلس، ولا يدلس، ولا يطفف كيلا ولا وزنًا، ولا يخوض في الأعراض، يحفظ للنفس حرمتها، وللأموال حقوقها، وللأوطان فضلها ومكانتها.

وقال جلال إن شهر رمضان هو شهر مكارم الأخلاق، والأخلاق ركن أساس في رسالة الإسلام، بل إن الأخلاق هي القاسم المشترك بين الأديان جميعًا، وفي الوصايا العشر التي جاءت في أواخر سورة الأنعام حيث يقول الله (عز وجل): "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) " (الآيات 151 ـ 153 من سورة الأنعام ) قال عنها سيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) : هذه من المشتركات الإنسانية التي لم تنسخ في أي ملة من الملل، أو أي دين من الأديان، أو أي شريعة من الشرائع، إذ لا يوجد دين أو شريعة أباحت الكذب، أو الغدر، أو الخيانة، أو عقوق الوالدين، أو أكل مال اليتيم، أو الظلم، وكان رسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: "إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت"، فمن خرج عن الأخلاق والقيم لم يخرج على منهج الإسلام فحسب بل خرج على سائر الشرائع السماوية والتعاليم الإلهية والأخلاق الفاضلة، وانسلخ من القيم الإنسانية، ولقد مدح القرآن الكريم نبينا (صلى الله عليه وسلم) بقوله: "وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ"(الأية 4 من سورة القلم)، ولما سئلت أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) عن أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالت: "كان خلقه القرآن".

وأضاف أن الهدف الأسمى لرسالة النبي (صلى الله عليه وسلم) هي:" إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاق"( )، وقال (صلى الله عليه وسلم) "إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ ويُؤْلَفُونَ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ، الْمُتَشَدِّقُونَ، الْمُتَفَيْهِقُونَ")، ولما سُئِلَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ (صلى الله عليه وسلم): "تَقْوَى الله وَحُسْنُ الْخُلُقِ".