قررت صربيا إحياء ذكرى مئات الآلاف من المهجرين الألمان بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن كان ذكرهم لا يرد على لسان أحد لعدة عقود خلت.

ودشن رئيس الحكومة الصربي ألكسندر فوتشيتش اليوم السبت، بمنطقة يارك شمال مدينة نوفي ساد نصبا تذكاريا للألمان الذين عاشوا في يوغسلافيا السابقة وكانوا من "شفاب الدانوب" كما كان يطلق على هؤلاء الألمان الذين أسيئت معاملتهم وأوذوا وطردوا وقتلوا على أراضي تلك البلاد.

واعتبرت هذه الخطوة الصربية أنها بمثابة إشارة تصالح من الحكومة في بلجراد وإلى التعاطي مع هذا الموضوع الذي كان محرما حتى الآن.

وبرر فوتشيتش هذا التحول الصربي بالقول: "لن يكون لنا الحق في المطالبة باحترام ضحايانا وحقوقنا إلا باحترامنا نحن لضحايا وحقوق الآخرين".

كان حوالي 550 ألف ألماني قطنوا بين القرن السابع عشر والتاسع عشر مناطق خالية من السكان أسميت فيما بعد يوغوسلافيا، وشكلوا وجه العمل بالزراعة والحرف والتجارة في مناطق شاسعة منها.

ويقدر المؤرخون أن نصف عدد الألمان الذي وصل إلى 550 ألفا في ما كان يسمى يوغسلافيا زمن الأيديولوجية الهتلرية سجلوا أنفسهم لخدمة النازية وارتكبوا جرائم بحق "اليوغوسلاف" في تلك الفترة.