رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مجددون في الإسلام (29ــ 30).. الشيخ محمد رشيد رضا

11-5-2021 | 14:42


أحمد البيطار

تُسلط بوابة "دار الهلال" طوال أيام شهر رمضان المبارك الضوء علي المجددون في الإسلام، وهو المصطلح الذي جاء في حديث النبي محمد، "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها"، أي يعلمهم دينهم.

وفي هذا الصدد نواصل تقديم سلسلة حلقات "مجددون في الاسلام"، وهي لشخصيات كان لها نبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة وجهود إصلاحية مؤثرة.

الشيخ محمد رشيد رضا، المفكر الإسلامي، رائد من رواد الإصلاح والتجديد في الإسلام في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، فقد ألقي الشيخ المواعظ والدروس في المساجد والتفسير الموضوعي متعمدًا علي أكبر عددًا ممكن من الآيات القرآنية في الموضوع الواحد، وكانت لمواعظه عظيم الأثر وأشد الوقع في النفوس، كما شرح الآيات القرآنية وبسط العبر منها للناس.

ولد الشيخ محمد رشيد علي رضا، في قرية القلمون، بلبنان، في عام 1865، وهي قرية تطل علي البحر المتوسط من جبل لبنان، أتم حفظ القرآن الكريم، ودرس مبادئ القراءة والكتابة والحساب، بعدها انتقل إلي المدرسة الرشيدية الابتدائية في طرابلس، ثم دخل المدرسة الوطنية الإسلامية في العاصمة الليبية.

كما درس الشيخ محمد رشيد، علم الحديث، كما واظب علي حضور الدروس التي يلقيها شيوخ وعلماء طرابلس مثل الشيخ عبد الغني الرافعي، ومحمد القاوجي، ومحمد الحسيني، وغيرهم.  

جاء الشيخ محمد رشيد رضا إلي مصر، ليبدأ رحلته في التجديد والإصلاح الديني، فجاء إلي الإسكندرية في عام 1898، ونزل بعد أيام من مجيئه إلي قاهرة المعز.

 والتقي رشيد بالشيخ الإمام محمد عبده، ليبدء رشيد رحلة أكثر تأثيرًا وانتاجًا في منهجه في الاصلاح والتجديد الإسلامي، ودار نقاش بينهم حول فكرة إنشاء صحيفة يكون هدفها التربية والتعليم ومحاربة الجهل والتطرف والخرافات والبدع، ونقل الأفكار الصحيحة، فاقتنع الشيخ محمد عبده بفكرة تلميذه.

وأنشئ الشيخ محمد رشيد رضا، مجلة المنار، وصدر العدد الأول منها عام 1898، وظل رشيد يؤكد أن المجلة تهدف إلي الإصلاح بشقيه الديني والاجتماعي، وأنها منبر يوضح للناس أن الإسلام يتفق مع العقل والعلم ومصالح البشر.

ونشر الشيخ محمد رشيد، مئات المقالات والدراسات الهادفة إلي النهوض بالأمة ، وكانت يخص العلماء والحكام في مقالاته، كما قدم رشيد عددًا من المقترحات التي تدعو إلي الوحدة والتقريب بين المذاهب الدينية ونبذ الخلاف وإزالة أسباب الفرقة من خلال تصحيح  المسائل التي تتعلق بصحة الاعتقاد وتهذيب الأخلاق وإحسان العمل والابتعاد عن مسائل الخلاف بين الطوائف الإسلامية.

توفي الشيخ والمفكر الإسلامي، محمد رشيد رضا، في يوم الخميس  22 من أغسطس  1935م.