رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قول عن الليبرالية

11-5-2021 | 13:29


حسام العادلي,

كلمة الليبرالية ترجمة الكلمة الإنجليزية (leberalism) تعني الحرية وذلك هو ما تعبر عنه كترجمة لغوية باللغة الإنجليزية، وإن كان: لا يمكن إيجاد أو حصر أو عمل تعريف محدد لليبرالية وذلك لأنها كلمة ذات دلالات مختلفة، وعلاقات بشتى مناحي حياة الإنسان سواء الأخلاقية أو الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية أو حتى علي المستوي الأيديلوجي البحت.

 ولكن جوهر الليبرالية، يستمد من المفهوم العام لها، الذي يعتمد في الأساس على أن الحرية هي البداية والمنتهي وكذلك الأصل في حياة الإنسان، والتركيز على أهمية الفرد في المجتمع، وعلى ضرورة تحرره من كافة أشكال وأنواع السيطرة والاستبداد، وذلك علي اعتبار أن الفرد في داخل المجتمع الواحد له الحرية المطلقة والكاملة في اختيار أسلوب الحياة الذي يناسبه داخل الإطار العام للدين ومنظومة الأخلاق العامة، بما لا ينال من حريات الآخرين أي أن تنتهي حرية الفرد عند مساسه بحرية الآخرين.

الليبرالية تعد تيارا نظريا وعمليا في شتي المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتؤكد أن أفضل حالة يعيش فيها الإنسان في مجتمع أن يترك فيها الفرد للبحث عن مصلحته الشخصية في إطار أقرب إلى التنافس الكامل بمعني أن الفرد غير منفصل عن المجموع فما يصنعه الفرد لنفسه يعود علي المجتمع بشكل تلقائي، وأن الصالح العام يتحقق من جانب الفردية دون العمومية لأنه الأساس ومن جهة أخرى حرية الفرد في تكوين الثروة وأن تكون الدولة هي الحارسة على ذلك وهو ما تنادي به الليبرالية من وجود دولة وطنية قوية .

وأخيرا قد يتداخل مفهوم "الليبرالية" مع مفهوم "العلمانية" بعض الشيء حيث إن العلمانية هي الدعوة لحجب دور الدين ورجاله في أي منحي من مناحي الحياة وأن يكون الدين مردوده للشخص فحسب وفضلا عن حرية العقيدة يكون مكان الدين في دور العبادة ومن جهة أخرى عدم الالتزام أو اتباع أي من تعاليم الدين في السياسة أو الاطار العام للدولة أو إسباغ أي هوية دينية عليها وانطلاقا من ذلك نجد أن مفهوم العلمانية قد يتطابق بعض الشيء مع مفهوم الليبرالية الأوربية وبالأخص في المدرسة "الفرانكفونية" ولكن نجد أن الليبرالية في الشرق الأوسط والوطن العربي على سبيل المثال ليست علمانية ولا تفترض إقصاء الدين على غرار الغرب (وإن كان ذلك لا يمنع من وجود بعض الأحزاب الليبرالية ذات المرجعية المسيحية في أوربا مثل الحزب الديموقراطي المسيحي في ألمانيا ذو النزعة البروستانتينية علي سبيل المثال) إنما تأخذ من الليبرالية محاورها السياسية والاقتصادية دون الالتزام حرفيا بجانبها الفلسفي الأوربي وتأثيراته الاجتماعية والدينية .

 والليبرالية بأي حال من الأحوال لا ترادف العلمانية كما يعتقد الكثيرين.. ومن هنا يتبين أن الليبرالية لا تعرف بتعريف ثابت فهي تختلف من قطر إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر.