قال الدكتور عمرو ربيع هاشم، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم حول ملف سد النهضة تؤكد تمسك الدولة المصرية بحقوقها المائية، والتصدي للتعنت الإثيوبي الذي لا يضع في الاعتبار حجم الخسائر الضخمة التي ستلحق بالأمن المائي لكل من مصر والسودان في حالة تم الملء الثاني للسد.
وأوضح هاشم في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن عزم الإدارة الأمريكية على الوصول إلى حل فيما يتعلق بسد النهضة، ومحاولة الوصول إلى حل وسط يرضي الأطراف الثلاثة، دون التسبب في ضرر لأي منهم، يدل على الأهمية الكبرى للقضية في المنطقة، مشددًا على أن تعقد قضية سد النهضة يكمن في التعنت الإثيوبي، والرغبة في السيطرة على مياه نهر النيل، وفرض النفوذ في المنطقة، بالإضافة إلى رفض إثيوبيا إلزامها بأي عقود، أو تدخل وسيط.
وأكد أن الدور الأمريكي مهم لدعم قضية سد النهضة، خاصًة أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة عظمى يمكنها ممارسة كافة سبل الضغط الممكنة واللازمة للتعامل مع هذا الملف، والوصول إلى حل فيما يتعلق بالملء الثاني للسد، نظرًا لأن حل القضية يكمن في تنازل إثيوبيا عن تعنتها، والاستجابة لمساعي الولايات المتحدة في وضع حل بشكل سلمي ينبع عن اتفاق بين الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا لإنهاء هذا النزاع، متمنيًا أن تساهم جهود الجانب الأمريكي في حل تلك القضية، والتأثير على القرار الأثيوبي الذي لا يضع في الاعتبار بحجم الضرر الذي سيلحق بكلًا من مصر والسودان، في حالة تم الملء الثاني للسد، والذي سيضر بالأمن القومي المائي لكلًا منهما.
وشدد "هاشم" على أنه يجب حل تلك القضية من خلال التفاهم، وخلق فرص للتواصل، حتى يتم التوصل إلى حل يرضي الأطراف الثلاثة، لضمان عدم فتح ذلك الملف مرة أخرى.