رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


جدو.. صاحب السعادة

13-5-2021 | 17:45


السعدني الكبير

الحفيد: حسام السعدني

عشر سنوات مرت على وفاة جدي -الله يرحمه- فى يوم 4 مايو من سنة 2010، ده اليوم اللى باعتبره أصعب يوم فى العمر كله.. قعدت مذهول لما سمعت الخبر.. جدى تعب أوى وبابا ركب معاه العربية وراحوا المستشفى ومعاهم عم مختار السواق وبعد ساعتين بابا وعم مختار رجعوا ومعاهم جدو اللى رجع من غير روح.. الروح دى هى اللى كانت عاملة لجدى حالة غريبة خلت كل البشر اللى قابلوه يعشقوا القعدة معاه ويدوروا عليه ولما يسيبوه يحكوا عنه ويتمنوا يرجعوا يشوفوه تاني..

أنا كنت محظوظ إنى اتربيت معاه أنا وإخواتى محمود وسيف وأولاد عماتي.. كان جدى لما حد من الأحفاد يتولد يستولى عليه ويعيش معاه أكثر ما بيعيش مع أمه وأبوه.. وكبرنا فى حضن جدو.. وكنا نروح معاه كل يوم فى نادى الصحفيين وهو علمنى الصيد.. كان بيحط لى الطعم وأقعد أنا اصطاد وكان يقول.. ده أنت السمك ح يدعى لك يا حسام وأقوله صحيح يا جدو؟ يقولى آه، أسأله ليه.. يقول عشان أنت أكتر واحد بتأكل السمك كل يوم.. وطبعًا عمرى ما اصطدت أى حاجة إلا لما بقى عمرى خمس سنين.. مسكت السنارة لقيتها نزلت فى الميه.. وطلعتها لقيت فيها سمكة.. قعدت أصوت سمكة.. سمكة.. وأدور على جدو.. أتاريه مسكنى وحضنى وأنا ماسك السنارة.. خاف لأحسن من كتر الفرحة أقع فى الميه.. جدو أخد السمكة دى وحطها فى برطمان ميه وقال كل يوم أغير لها الميه وأحط لها عيش علشان دى أول سمكة فى حياتي.. فى النادى ده شوفت كل لعيبة الكورة اللى بحبهم واللى كنت باسمع عنهم، شوفت الكابتن حمدى نوح قالوا لى إنه كان يلعب فى الإسماعيلى وأنا كنت بحب الإسماعيلى علشان جدو كان بيشجعه ولما كبرت عرفت أنه حب النادى لما راح الإسماعيلية واتفرج على اللعيبة مع واحد من أهل إسماعيلية اسمه عبدالعزيز عبدالوهاب.. كلنا ورثنا حب الإسماعيلى منه.. وفى النادى لقيت عندنا لاعب كل أصحابى قالوا لى يا ابن المحظوظين.. علشان شوفته وقعدت معاه.. الكابتن محمود الخطيب الراجل طلع أسطورة وأنا ما اعرفش طبعًا كنت صغير وما اعرفش الخطيب ولا حضرته وهو بيلعب والغريب إن فيه ناس كانت بتيجى بحراسة ومدافع رشاشة.. ووزراء ومسئولين كبار.. كان جدو يخرج للحرس ويقول لهم ما تخافوش.. إحنا عندنا هنا حراسة خاصة فى النادي.. ومرة واحد قال لجدو أنا قائد حراسة فلان الفلانى وأحب أعرف فين الحرس الخاص والأسلحة المتوافرة.. فشاور جدو عليّ أنا ومحمود أخويا وأولاد عمتى وقال للراجل إيه مش عاجبك الحرس ده كله.. وضحك قائد الحراسة وهو يقول لجدو: لا يا فندم أنا كنت أطمئن على الباشا.. سلام عليكم..

كانت أجمل أيام العمر.. قعدنا نسمع حكايات جدو كلها مع الناس الكبار والناس الطيبين والناس الغلابة والناس الأغنياء واكتشفنا أن الكنز الحقيقى اللى جدى كان يملكه هو البشر وحب الناس له.. مش هنسى أبدًا كل لحظة وكل دقيقة عشتها مع جدى اللى حببنى فى الحياة وأسعدنى من أول ما وعيت على الدنيا لحد ما غادرنا فى اليوم اللى كرهته من كل قلبى لأنه اليوم اللى غاب فيه جدى اللى فعلاً كان أهم مصدر للسعادة فى الدنيا.

الله يرحمك ويحسن إليك يا جدو.