سياحة وسينما.. مشاريع روسية طموحة لنهاية 2021 في قطاع الفضاء
أعلنت روسيا الخميس في بيانين متتاليين عزمها إرسال طاقم سينمائي لإنجاز أول فيلم خيالي في محطة الفضاء الدولية في أكتوبر، من ثم إرسال الملياردير الياباني يوساكو مايزاوا إلى المحطة ليكون السائح الفضائي المقبل في ديسمبر.
ويأتي هذان الإعلانان في ظل انتكاسات عدة مني بها القطاع الفضائي الروسي في السنوات الأخيرة ومحاولة وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) النهوض بعد فضائح فساد ومع احتدام المنافسة مع شركة "سبايس اكس" التابعة لإيلون ماسك.
وأشارت الوكالة الروسية في الإعلان الأول إلى أنها سترسل الملياردير الياباني مايزاوا ومساعده يوزو هيرانو المكلف توثيق المغامرة إلى محطة الفضاء الدولية في الثامن من كانون الأول/ديسمبر على متن صاروخ سويوز.
وتستمر الرحلة 12 يوما، وسيكون قائد الرحلة رائد الفضاء الروسي ألكسندر ميسوركين، على أن يبدأ تدريب الطاقم في يونيو.
وعلق يوساكو مايزاوا (45 عاما) في بيان نشرته "سبايس أدفنتشرز"، الشركة الوسيطة المسؤولة عن تنظيم الرحلة، قائلا "لدي فضول كبير للتعرف على الحياة في الفضاء لدرجة أنني قررت اكتشاف الأمر بنفسي ومشاركة تجربتي مع العالم عبر قناتي على يوتيوب".
كذلك أعلنت روسكوسموس عن إرسالها في أكتوبر إلى محطة الفضاء الدولية الممثلة يوليا بيريسيلد (36 عاما) والمخرج كليم تشيبنكو (37 عاما) لتصوير "أول فيلم خيالي في الفضاء".
وأشارت الوكالة الروسية إلى أن الفيلم سيكون "دراما فضائية"، لافتة إلى أن العنوان المعتمد حتى الساعة هو "التحدي".
ويشارك في إنتاج الفيلم رئيس وكالة الفضاء الروسية ديمتري روغوزين الذي أعلن سابقا عن سعي روسيا لأن تصبح أول بلد يصور فيلما في الفضاء، في وقت تعمل وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) مع النجم الهوليوودي توم كروز للغايات عينها. ولم يُكشف عن الميزانية الروسية لهذا المشروع.
ويأتي إعلان موسكو استئناف المهمات نحو محطة الفضاء الدولية مع الملياردير الياباني بعدما فقدت روسيا العام الماضي احتكارها الرحلات المأهولة إلى المحطة منذ سحب مكوك "سبايس شاتل" الأميركي من الخدمة سنة 2011.
فمنذ مايو 2020، باتت صواريخ وكبسولات "سبايس اكس" قادرة على إرسال رواد فضاء إلى المحطة، وقد انتزعت الشركة عقودا ضخمة من ناسا وأيضا من وكالات فضاء أوروبية.
ويفوت ذلك على روسيا إيرادات بملايين الدولارات تتقاضاها في العادة موسكو عن كل مقعد في الرحلات الفضائية.
وتعاونت "روسكوسموس" و"سبايس أدفنتشرز" سابقا بين 2001 و2009 لإرسال أثرياء إلى الفضاء في ثماني رحلات، كان آخرها مع مؤسس فرقة "سيرك دو سوليي" الكندي غي لاليبرتيه.
وقد حقق الملياردير الياباني الغريب الأطوار الذي سيخلفه في مهمات السياحة الفضائية نهاية العام الحالي، ثروة طائلة في مجال التجارة الإلكترونية.
ولطالما أبدى شغفا بالفضاء ورغبة في المشاركة بمهمات فضائية. كما أنه أعلن عزمه اصطحاب ثمانية أشخاص لمرافقته في رحلة فضائية سياحية حول القمر من المقرر إجراؤها في 2023 على مركبة من تصنيع "سبايس اكس" التي يملكها إيلون ماسك.
ولم تكشف "سبايس أدفنتشرز" ولا "روسكوسموس" عن المبلغ الذي سيدففه يوساكو مايزاوا لحجز اثنين من المقاعد الثلاثة على مركبة سويوز.
وبحسب مجلة "فوربس" المقربة من أوساط أصحاب الثروات الطائلة، تراوح كلفة مقعد واحد على هذه الرحلات ما بين 20 و35 مليون دولار لتمضية فترة تراوح بين ثمانية أيام واثني عشر يوما في محطة الفضاء الدولية.
وتحمل هذه الإيرادات أهمية لا يستهان بها، خصوصا بعد الاقتطاعات الكبيرة في ميزانية "روسكوسموس". كذلك يترنح قطاع الفضاء منذ فترة طويلة بفعل الفساد المستشري، كما أنه تكبد خسائر جراء فقدان عقود لإطلاق أقمار اصطناعية.
وإضافة إلى السياحة الفضائية والسينما، وعد رئيس "روسكوسموس" ديمتري روغوزين بإطلاق سلسلة مشاريع طموحة للبلاد.
وآخر هذه المشاريع التخلي بحلول 2025 عن محطة الفضاء الدولية المتهالكة لتشييد محطة فضائية روسية بالكامل كما كانت الحال في الحقبة السوفياتية.
كذلك وقعت موسكو وبكين بروتوكول تعاون لإنشاء محطة مدارية وحتى محطة قمرية، بعدما قررت روسيا الانسحاب من مشروع تقوده واشنطن لإقامة محطة على القمر بسبب اعتبار موسكو أنه شديد الارتكاز على المصالح الأميركية.
لكنّ أيا من هذه المشاريع لم يُرفق بميزانية أو جدول زمني محددين.
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي بمراجعة المشاريع الدائرة، مشددا في يوم الاحتفال بالذكرى السنوية الستين لرحلة يوري غاغارين، أول إنسان يخرج إلى الفضاء، على ضرورة بقاء روسيا قوة كبرى في القطاع الفضائي.