- أرى أن الثقافة المصرية تزداد فاعلية في علاقتها بالمثقفين وأنها تزدهر
- أقول للأدباء "أرمي الجوائز ورا ظهرك هتجيلك وتجري وراك"
- لا يمكن أن يكون هناك أديب عالمي قبل أن يكون بالضرورة أديب خاص في بلده
- الظاهر أن تأثير الأدوات الرقمية على الوعي أقوى، ولكن ليس الظاهر هو الحقيقة
- لم نصل بعد إلى الزمن الذي يجعل الرقمنة في وزن القراءة التقليدية ونفس الفاعلية في التأثير
- مسلسل لعبة نيوتن من الموضوعات الاكثر طرافة خلال هذا الموسم الرمضاني
صاحب مشروع فكري وله كثير من المواقف في الحياة الثقافية المصرية، وله العديد من المؤلفات والعديد من البحوث والمقالات المؤلفة والمترجمة، حصل على درجات علمية عديدة، ومتخصص في اللغة العربية والنقد الأدبي، وتقلد مناصب قيادية بارزة في أوقات هامة من تاريخ مصر، تدرج في المناصب المهنية بدءا من منصب معيد بكلية الآداب حتى وصل إلي منصب وزير الثقافة، وحصل على عديد من الجوائز داخل وخارج مصر، أبرزها جائزة النيل للآداب لعام 2019، كما شارك في عشرات المؤتمرات والندوات التخصصية داخل وخارج الوطن العربي.
أجرت بوابة دار الهلال حوارًا مع الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، ليشرح مستقبل ودور الثقافة المصرية الفترة القادمة، وأثر الثورة الرقمية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العقل الجمعي والوعي لدي المصريين، وما تقييمه لموسم الدراما الرمضاني، ورسائله للمصريين بمناسبة عيد الفطر المبارك وغير ذلك من التفاصيل التي ستجيب عليها السطور التالية.. وإلي نص الحوار.
كيف ترى مستقبل ودور الثقافة المصرية الفترة المقبلة؟
أرى أن الثقافة المصرية تزداد فاعلية في علاقتها بالمثقفين وأنها تزدهر خلال المرحلة المقبلة لتكون أكثر تأثير وفاعلية سواء على المستوى المصري والمحلي أو على المستوى القومي العربي أو العالمي.
ما أمنيتك للثقافة المصرية الفترة القادمة؟
أتمنى أن يظهر أدباء مصريين جدد يحصلون علي جائزة نوبل ويكررون صورة الأديب العالمي نجيب محفوظ.
قلت إنك تتمني أن يظهر أدباء جدد يحصلون على جائزة نوبل.. ما أثر تلك الجوائز على الإنتاج الأدبي؟
أرى أن الجوائز الكبيرة تؤثر على الإنتاج الأدبي، خصوصًا عندما تكون تتويجا لرحلة طويلة من العمل والجهد والكفاح من أجل إرثاء أنواع جديدة من الابداع، ونجيب محفوظ حصل على جائزة نوبل تتويج وتقديرعلي نهاية ما فعل وليس علي بداية ما فعل أو حتى في منتصف طريقه الأدبي، فنوبل التي حصل عليها محفوظ جاءت بعد جهد طويل من العمل والجهد والمثابرة.
هل من الجائز علي الأديب أن يفكر في حصوله علي جائزة؟
لا يجب على الأديب أن يفكر في حصوله على جائزة، فنجيب محفوظ عندما حصل على جائزة نوبل لم يفكر في الحصول علي أي جائزة، وهذا كان سبب في حصوله علي الجائزة لأنه ظل يعمل من أجل إنتاج عمل ذو قيمة، باخصتار أو بعبارة اخري "أرمي الجوائز وراء ظهرك هتجيلك وتجري وراك"، وعلى الأديب أن يكون هدفه الأول؛ إبداعه وتطويره وتعميقه.
ما أوجه التشابه بين الأدب المصري والعربي ونظيره العالمي؟
أوجه التشابه هو الخصوصية الموجودة داخل ما يمسى بالتنوع الإبداعي الخلاق للكرة الارضية، بمعني أن الابداع بالتأكيد عالمي، لكنه في كل بلد له خصوصية، والعلاقة بين الخصوصية والعمومية هي علاقة جدلية، وإنه لا يُمكن أن يكون هناك أديب عالمي قبل أن يكون بالضرورة أديب خاص في بلده وكل ما ازداد تعمق في التأثير داخل بلده كلما زاد هذا التأثير خارج بلده.
في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير.. ما هو أثر ذلك الانتشار أو ما يمسي بالثورة الرقمية على المجتمع المصري؟
هناك تأثير كبير بالتأكيد علي جيل الشباب وسيستمر هذا التأثير مع هذا الجيل، وأنا أعتبر نفسي من الجيل القديم نسبيًا، وأنا لست بارعًا في إستخدام التنكولوجيا الرقمية في التواصل، ولكن ابني وأحفادي أكثر مني فاعلية في استخدام هذة الأدوات الرقمية.
ولكن ما تأثير الأدوات الرقمية المباشر علي الوعي لدي الناس؟
حتي الآن لها تأثير كمي وليس كيفي، بمعني أن وسائل المعلومات متاحة بشكل كبير.
ما مدى عمق الأدوات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على وعي الناس مقارنة بالكتب والروايات؟
لا أستطيع أن أحدد مدى تأثيرها، ولكنها مسألة تقدم الزمن وإختلاف الأجيال، والظاهر أن أداوت الإتصال دورها أقوي في الوقت الحالي، ولكن ليس الظاهر هو الحقيقة، لأنك لن تستطيع أن تقرأ عمل ابداعي عميق كالرواية على سبيل المثال لكاتب كبير على صفحة على الفيسبوك، الكتاب المطبوع دائمًا ما يكون له جانب من العمق فضلا عن سهولة الرجوع إليه في أى وقت وتستطيع قراءته أكثر من مرة، أرى أن القراءة التقليدية مازالت لها وزنها وقيمتها الكبيرة حتى الآن، فنحن لم نصل بعد إلي الزمن الذي يجعل الرقمنة في وزن القرءاة التقليدية ونفس الفاعلية في التأثير، ولكن الزمن هو الذي سيجاوب على ايهما أكثر عمقًا وتأثيرًا.
ما هو تقيمك لموسم الداراما الرمضاني ومدى تأثيره علي المصريين؟
منذ زمن والموسم الرمضاني مسألة كم وليس مسألة كيف في الثقافة، وفي النهاية سيتبقي من الأعمال الكمية الكبيرة أعمال قليلة ذو قيمة تبقي خالدة في وجدان الناس، فهناك أعمال ما زالت حاضرة وباقية منذ الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، وهذا سيحدث مع العمل الجيد فقط خلال هذا الموسم.. والموسم الرمضاني يتم تقييمه بمدى القدرة على خلق أعمال ذات قيمة.
ما هو أكثر مسلسل لفت انتباهك؟
مسلسل لعبة نيوتن من الموضوعات الأكثر طرافة خلال هذا الموسم، لانه استطاع أن يأخذ من معادلة نيوتن البسيطة أن لكل فعل له رد فعل مساو له في القوة ومضاد له الإتجاه، أن تأخذ هذا القانون وتطبقه على المشاعر الانسانية في لحظات بعينها وتخلق منها عمل درامي أرى إنها فكرة جميلة للغاية وإذا طُبقت علي البشر في موضوعات حساسة ويكون لديك المواهب الجيدة تستطيع أن تنفذ عمل جيد، وفي تقيمي أن هذا العمل أكثر تميزًا عن غيره من الأعمال، وهناك أعمال أخرى كلها ذات طابع سياسي، وأرى إن الاسراف في تنفيذ الأعمال السياسية تقلل من قيمتها.
رسائلك إلي المصريين بمناسبة عيد الفطر؟
كل سنة وانتم بخير والعام القادم تكونوا أكثر تميزًا وتقدمًا في حياتكم المعنوية والمادية.
ما هي أمنتيك للثقافة المصرية بمناسبة عيد الفطر؟
أمنيتي للثقافة المصرية بمناسبة عيد الفطر أنها تصبح أكثر ازدهارًا وتقدمًا وتحررًا في الوقت نفسه.
في ظل إنتشار الموجة الثالثة من فيروس كورونا.. ماذا تقول للمصريين؟
حصلت أنا وزوجتي علي لقاح كورونا، وأتمني العام القادم أن يختفي هذا الفيروس في أقرب وقت ويكون جميع المصريين بخير وسعادة وصحة كاملة، ومن المعروف أن البشرية كل كام عام تمربمحن كونية، بدأت بالطاعون والكوليرا وبعدها جائحة كورونا ومع هذا إن شاء الله كورونا في طريقها للزوال، وأقول للمصريين يجب أن تلتزموا بالاجراءات الإحترازية وعدم التهاون مع هذا الفيروس، ولا يجب أن يذهب البعض خلال أيام العيد أو غيرها من الاجازات إلى الشواطئ والمتنزهات يجب أن يلتزم الجميع بالإجراءات الوقائية، وفي النهاية أتمني أن نكون أكثر وعيًا وأكثر حكمة.