حديقة حيوانات العملات المشفرة.. خبراء اقتصاديون يكشفون السر وراء ظهور الكلب والقطة والخنزير
ظهرت عملة رقمية جديدة تسمى "الكلب" والخنزير" و"القطة" وقريبا "الأرنب"، حيث أوضح خبراء الاقتصاد خلال حديثهم لـ"دار الهلال"، أن عملة الكلب فور ظهورها كان بهدف السخرية من العملات الرقمية إلا أنها وجدت دعم كبير من قبل بعض الشركات العالمية ليرتفع قيمتها السوقية من سنت إلى أكثر من 51 مليار دولار وتأخذ الترتيب الـ 7 ضمن العملات المشفرة البالغ عددهم حتى اليوم نحو 9500 عملة، مؤكدين أن كل يوم أصبح هناك عملة جديدة.
وأوضح الخبراء أن أي فرد أو مؤسسة يستطيع إصدار عملة رقمية إلا أنه يجب أن يكون لديه علم ومعرفة بلغة البرمجة، حيث يتم تداول وإصدار العملات المشفرة عن طريق blockchain، أو ما يعرف بسلاسل الكتل، والتي تعمل عن طريق التشفير حيث ترتبط كل كتلة في السلسلة بشكل مشفر بالجزء السابق، حيث يتم تخزين كل كتلة من السلسلة ومشاركته عبر شبكة من عقد نظير إلى نظير، على غرار ملفات "التورنت" الخاصة بمشاركة الملفات.
أسباب التسمية
مع التقدم التكنولوجي السريع أصبح كل مواطن يستطيع إصدار عملة رقمية مشفرة، ومؤخرا ظهرت عملات رقمية بأسماء حيوانات أبرزها عملة الكلب والقطة والأرنب والخنزير، وعن أسباب تسمية تلك العملات بهذه الأسماء، أوضح المدير التنفيذي لشركة vi markets في مصر، أحمد معطى، أن المبرمجين يطلقون العملات الرقمية بأسماء سهلة وتشد انتباه العملاء، مما يسهل عملية التسويق، على عكس العملات الأجنبية الأخرى.
وأضاف معطي في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن كل دقيقة أصبح هناك عملة رقمية مشفرة جديدة، وذلك بعدما قام الشباب حول العالم بتعلم لغة البرمجة من خلال مواقع التعليم المختلفة أون لأين، حتى أصبحوا لديهم القدرة على إصدار عملات رقمية من أجل الربح السريع، مشيرا إلى أن مشروع العملات الرقمية يبدأ بمعرفة لغة البرمجة جيدا ثم وضع خطة تسمى "المشروع والهدف من العملة" ثم يقوم صاحب العملة بعمل فريق تسويق.
وأشار إلى أن أغلب من يصدر العملات الرقمية هم الأشخاص وليست المؤسسات، موضحا أن العملة فور طرحها يكون سعرها أقل من السنت على أن يتم جمع أكبر قدر من المتعاملين وبذلك ترتفع القيمة السوقية للعملة.
وتابع أن القيمة السوقية لعملة البيتكوين وصلت إلى 900 مليار دولار، وعمله الديجو كوين أصبح ترتيبها وسط العملات الرقمية نحو 7 والقيمة السوقية بلغت نحو 51 مليار دولار.
كيف يتم إصدار العملة المشفرة
ومن جانبه قال محلل أسواق المال، سمير رؤوف، إن بعد مضاربات عنيفة على عمله الكلب و إرتفاع القيمة السوقية إلى 50 مليار دولار تظهر عمله الخنزير علي الساحة، مشيرا إلى أن هناك جنون عالمي تجاه العملات الإلكترونية المشفرة بعد وصولها بقرابة 2.5 مليار دولار.
وأضاف رؤوف في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن هناك هوس المضاربات العنيفة بدء يظهر واحدة تلو الأخرى، ليصبح هناك أكثر من 9500 عملة غير بيتكوين و اثريم الذين خرج من السباق الارقام الصغيره الى ان اصبحا العملاقان في هذا السوق و لذلك لقبولهم في المدفوعات الإلكترونية لماستر كارت العالمية التي تقبل المدفوعات بهم.
وعن هل يمكن لأي شخص إطلاق عملة إلكترونية، أكد أن أي مواطن حول العالم يمتلك تكنولوجيا البلوكشين إصدار عملة الكترونية مشفرة أو شراء التقنية بمليار دولار تقريبا، مشيرا إلى أن عمله الكلب بدأت كمزحة أما عمله الخنزير فهي امتدادات للمزحة وأصبحا قيمة سوقية تتخطى حاجز المليار دولار لكل عمله، نتيجة مطوري تقنية البلوكشين و المروجين للعملات مثل اون ماسك الذي أصبح يتبنى هذا السوق ويدعي انه الاب الروحي للعملات الإلكترونية المشفرة.
وفيما يخص التداول على هذه العملات، أوضح أن صغار المستثمرين فى هذه العملة الافتراضية حققوا خسائر كبيرة، مشيرا إلى أن عملة الكلب ارتفعت في يومين 800% لتصل قيمتها السوقية 0.40 دولار، وتحتل المركز الخامس في قائمة العملات الافتراضية الأكثر قيمة سوقية.
نصيحة للمستثمرين الصغار
وقال السيد حسين، خبير اقتصادي، إن كان هناك رواج في سنة 2017 مع الصعود القوي جدا للعملات الرقمية، وتوجهت شركات وأفراد بشكل كبير إلى إصدار عملات رقمية، مشيرا إلى أن عدد العملات الرقمية تتجاوز 4500 عملة، ومازال هناك إصدارات، وهناك بعض العملات ليس لها هوية.
وأضاف الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن معظم العملات التي لها مشروع قوي ومستند على تكنولوجيا البلوكشين قوي وبتقدم تسهيلات لمستخدميها أبرزها تسهيل نقل الأموال، استطاعت أن تنتشر سريعا، مشيرا إلى أن مع مطلع 2020 تخطى البيتكوين حواجز تاريخية وأخذت دعم من المؤسسات العالمية مثل سيتي بنك وجيبي مورجن، بجانب الإعلان عن دخول بعض الصناديق المتخصصة في الاستثمار.
وأشار إلى أن هناك بعض العملات نشأت على أساس الدعابة مثل "الكلب" والتي كانت بهدف السخرية من العملات المشفرة، إلا أن بعض المستثمرين الكبار تبنوا هذه العملة رغم أنها كانت في البداية لم تكن لديها هدف مشروع واضح، ولكن بدأت الآن في عمليات المدفوعات تكلفة تحويل العملة زهيدة جدا، ومؤخرا وجدنا شركات اتخذتها عملة لها مثل اسبيس أكس، وشركة تابعة أون ميكس.
وأوضح أن عملة "الكلب" أخذت دفعة أكبر من حجمها وما زالت تقدم بعض الخدمات، وسوف تستمر في عملية الصعود فبعدما كانت تسجل قيمتها السوقية أقل من السنت، أصبح الآن قيمتها السوقية نحو 80 مليار دولار.
ووجه نصيحة للمستثمرين الصغار، بعدم الاستثمار في العملات التي تصدر دون وجود هدف أو بنية تحتية قوية، مؤكدا أن الخسارة في العملات المشفرة تكون كبيرة للغاية، ففي عام 2018 وجدنا عملت خسرت في اليوم الواحد 90% من قيمتها السوقية، لذا يجب أن يكون هناك حرص قبل الاستثمار فهي عملة عالية المخاطر.
وأشار إلى أن يمكن لأي فرد إصدار عملة مشفرة ولكن يشترط أن يكون لديه معرفة كبيرة بكيفية استخدامه منصة البلوكشين التي يقوم من خلال بإصدار العملة المشفرة، كما يجب أن يكون لديه مشروع قوي يحميه من أي مخاطر.