إسرائيل تحاول منع سفير مصر السابق بالأمم المتحدة من إظهار حقيقتها.. ومعتز خليل: إزعاجهم شيء يشرفني
رغم المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني، إلا أنه يدعي دومًا أنه يراعي حقوق الإنسان، رغم أن حقيقتهم قد كشفها العالم بأسره، ولم يعد بإمكانهم أن يخبئوا شيئًا مما يدعون، فمهما حالوا أن يزيفوا الحقائق فسيظل الواقع خير شاهد على أفعالهم.
في يناير الماضي، حدث صدام بين غلعاد إردان سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة والسفير معتز أحمدين خليل سفير مصر السابق لدى الأمم المتحدة، حيث أرسل رسالة إلى مدير الأمين العام للمنظمة الأممية، أنطونيو غوتيريش، طالب خلالها بمنع معتز أحمدين خليل، من تدريب موظفي الأمم المتحدة، بادعاء أنه يعبر عن «مواقف متطرفة ضد إسرائيل والصهيونية».
ويدعي غلعاد إردان أن السفير المصري السابق، أدار تأهيل مجموعة من موظفي الأمم المتحدة وأعضاء بعثات من أنحاء العالم في موضوع "نظرة عملية على الأمم المتحدة"، وأن الدبلوماسي المصري "استغل المنصة التي منحت له، كي يمرر مضامين معادية لإسرائيل".
وقد كشف السفير المصري التفاصيل الكاملة عن المعضلة التي حدثت، وقال السفير معتز، إنها لم تكن مشكلة بينه وذلك السفير بشكل مباشر، موضحًا أن معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، كان قد طلب منه بعض المحاضرات عن الأمم المتحدة، وقد اقترح السفير أن يكون الموضوع عن كيفية عمل الأمم المتحدة بصورة عملية، مشيرًا إلى أنه عرض عليهم الإطار العام ووافقوا عليه، ومن ثم أعد سلسلة المحاضرات وألقاها في نهاية نوفمبر، وأول ديسمبر، وكانوا 3 محاضرات بين كل منها أسبوع.
وأضاف السفير المصري في تصريحاته الخاصة لبوابة «دار الهلال»، أنها لم تكن لموظفي الأمم المتحدة وإنما كانت للبعثات المعتمدة بالأمم المتحدة، ومفتوحة للجمهور، موضحًا أنه كان يوجد أكثر من 200 شخص من مختلف قارات العالم الخمس، قد سجلوا لأنها كانت مجانية، واشترك فعليًا ما بين 80 إلى 120، في كل من المحاضرات الثلاثة.
وأوضح أن المشاركين كانوا طلبة دراسات عليا وأساتذة جامعات، وصحفيين، وأعضاء من البعثات المعتمدة لدى الأمم المتحدة، وقد تناول في تلك المحاضرات "التنمية المستدامة، وموضوعات حقوق الإنسان بما في ذلك حقوق المرأة، كالقضايا الخلافية مثل الميراث والتعذيب والفارق بين الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والحقوق المدنية والسياسية، وتناول الموضوعات الخلافية في نزع السلاح النووي، والسلاح التقليدي، ثم القرارات المتعلقة بالقدرات النووية الإسرائيلية في الوكالة النووية للطاقة الذرية وفي الأمم المتحدة.
وكذلك وضع فلسطين في الأمم المتحدة وتطوره منذ إنشاء منظمة التحرير، في ستينيات القرن الماضي، إلى أن حصلت فلسطين على سياسة الدولة المراقب، موضحًا أنه تشرف بأن يمثل مصر في ذلك التوقيت، حيث شارك في التفاوض على ذلك القرار مع ممثل فلسطين مندوبها الدائم في الأمم المتحدة والذي لا يزال مندوبها الدائم حتى الآن.
كما تناول السفير المصري، في محاضراته إصلاح الأمم المتحدة وبما في ذلك إصلاح الجمعية العامة، وإصلاح مجلس الأمن، ثم عرض بعض القرارات التي شارك في التفاوض عليها في مختلف هذه الموضوعات.
وأكد أنه بعد أن ألقي المجموعة الأولى من المحاضرات، كان من المفترض أن يكررها في شهر فبراير، ولكن قبل موعد تكرارها بعشرة أيام أرسل مندوب إسرائيل الدائم للأمم المتحدة «غلعاد إردان» خطابه ذلك، والذي كان في نفس الوقت سفير إسرائيل في واشنطن، كما شغل عدة وزارات في وقت سابق مثل وزير البيئة، ووزير الاتصالات، ووزير الداخلية، وزير التعاون الإقليمي، حسبما أوضح السفير معتز أحمدين.
وأشار السفير المصري إلى أن سفير إسرائيل أرسل خطابًا إلى الأمين العام للأمم المتحدة، يدعي فيه أن هذه المحاضرات تتسم بمعاداة السامية، وأنه شبه إسرائيل بإيران، ومن بين الحديث الذي ذكره في خطابه أنه ذكر في إطار عرضه للقرارات السابقة التي تفاوض عليها منذ دخل في مجال تمثيل مصر بالأمم المتحدة، إلغاء قرار مساواة الصهيونية بالعنصرية، وقد كان آن ذاك ممثل مصر باللجنة الثالثة بالأمم المتحدة، وكانت التعليمات حتى يوم صدور القرار حشد الدعم العربي ودول عدم الانحياز ودول المؤتمر الإسلامي، التي أصبحت بعد ذلك منظمة التعاون الإسلامي، لرفض قرار إلغاء مساواة الصهيونية بالعنصرية، وثم صبيحة يوم التصويت لذلك القرار تلقي تعليمات من القاهرة وكان ذلك في عام 1991، بعدم المشاركة في التصويت، وكان قد ذكر في محاضراته أنه يمكن أن يتلقى قرارات بعكس ما كان يتخذ، وأن ذلك كان مثيرًا للإحباط.
وقد ذكر مندوب إسرائيل أنه يعادي القرار، وأبلغته إدارة المعهد بذلك الخطاب عندما تم إرساله لسكرتير الأمم المتحدة، وأبلغوه أنهم سيستمرون في تلك المحاضرات.
وأفاد السفير معتز أحمدين، أن مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة كان لديه أهداف سياسية أخرى على ما يبدو، مشيرًا إلى أنه كان يتردد في ذلك التوقيت أنه ربما يتم تعيين سفير آخر في واشنطن، بعد تولي بايدن الرئاسة، وأن نتنياهو كان يريد مجاملة أحد مسانديه، فخير مندوبه بالأمم المتحدة بين واشنطن ونيويورك، وقد كان من المفترض أن يتسلم السفير الجديد أعماله في منتصف يناير، كما يعتقد، ولكنه أصر على المنصبين معًا، وله أجندة سياسية، فحث جريدة «جيروزاليم بوست»، و«يديعوت أحرونوت»، على الاستفسار من المتحدث باسم السكرتير العام للأمم المتحدة عن الموضوع وسرب لهم الخطاب، وقد ذكرت اليونيتار للسفير أن متحدث السكرتير العام، أحال السؤال إلى اليونيتار.
إلا أن السفير المصري، قد أخبرهم أنه يتعامل مع الموضوع بصورة احترافية، وأنه قام بعرض تاريخ تناول الموضوعات الخلافية، مشيرًا إلى أن إدارة المعهد، شعرت بالخوف من المواصلة على ما يبدو، وقد طلبوا منه حذف بعض الموضوعات في الإصدار الثاني، وكان رده أن بعض الموضوعات لا يمكن حذفها، لأنه يتحدث عن واقع وقرارات لازالت تصدر، مما جعلهم يأجلوا المحاضرات لأجل غير مسمى، مؤكدًا أن المحاضرات لا زالت على الموقع الإلكتروني للمعهد، كما أكد على أن إزعاج السفير الإسرائيلي شيء يشرفه.