مضى بالأمس القريب شهر الصيام والقيام رمضان المبارك، ومن رحمة الله عز وجل وتعدد أبواب الخير أن الطاعات مفتوحة للعباد في كل الأوقات، وبكل الصور فمواسم الخير متعاقبة والفرص قائمة طوال الحياة، وصيام الـ6 من شوال بعد رمضان من الفرص الكبيرة، ومواسم الخير العظيمة تلك، لذا تحرص «دار الهلال»، على تقديم أهم الفتوى تخص صيام هذه الأيام، وجاءت كالتالي:
** حكمها:
مستحبة، وقد ورد في فضلها أدلةٌ عديدة، منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم : «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» متفق عليه.
** فضلها:
صيام الست من شوال يعدل صيام سنة، لأن الحسنة بعشر أمثالها، وقد جاء ذلك مفسرا و موضحا في حديث ثوبان «رضي الله عنه»، فقد أخرج ابن ماجه عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ «صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ، مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا».
وفي رواية أخرى: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ فَشَهْرٌ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ فَذَلِكَ تَمَامُ صِيَامِ السَّنَةِ»، أخرجه النسائي وأحمد.
** الحكمة من صيامها:
- تعدل صيام الدهر أو العام كامل كما وضحنا.
- تجبر خلل الصيام لأن شعبان وشوال مثل السنن الرواتب القبلية والبعدية للصلاة والتي تجبر كسرها وخللها.
- علامة على قبول العمل لأن الحسنة بعد الحسنة علامة قبول والسيئة بعد الحسنة علامة رد وعدم قبول.
- شكر لنعمة الغفران التي تحدث بعد الفطر من شهر المغفرة والتأسي بالنبي «صلى الله عليه وسلم»، عندما قيل له غفر لك ما تقدم من ذنبك قال: «أفلا أكون عبدا شكورا».
- هي من دوام الطاعة وعدم ربط الصيام والقيام والطاعات المختلفة برمضان .
** مسائل متعلقة بالـ6 من شوال:
- حرمة صيام يوم عيد الفطر: فعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ، يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ الْأَضْحَى، أَمَّا يَوْمُ الْفِطْرِ، فَيَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَيَوْمُ الْأَضْحَى تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ لَحْمِ نُسُكِكُمْ، أخرجه أبو داود، وأحمد.
- جواز البدء بصيام الست من شوال من ثاني أيام شهر شوال مباشرةً وهو من التعجيل بالخير.
- جواز البدء بيوم الجمعة أو السبت أو أفرادهم بالصيام في حالة أن يكون آخر أيام الشهر وهنا لا يقصد الصائم أفراد الجمعة أو السبت بالصيام.
- جواز البدء بالست من شوال مع عدم صيام الفائت، لكن الأفضلية لصيام الفائت لأن الصائم بذلك يتمم رمضان
أولًا كما في الحديث من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، لكن هناك مسافرين ونفساء ومرضى ونحو هذا يشق عليهم ذلك فتسعهم الشريعة ولا حرج عليهم.
- جواز صيامه أول شوال أو منتصفه وأثناءه أو آخره ومتصلة أو متقطعة الأمر يتسع لكل الخير
- لا تفرض على من صامها كل عام ممكن يصومها عام ويفطر آخر لا ضير من ذلك لأنها نافلة وتطوع .
- جواز الجمع بين نوايا الصيام: صيام الست من شوال وصيام الأيام البيض (13-14-15) وصيام التطوع الذي يبعد بين العبد وبين النار سبعين خريفا ، أو صيام الإثنين والخميس كل هذا بنية واحدة.
- لا يجوز الجمع بين قضاء رمضان والست من شوال أو أي تطوع آخر بنية واحدة التطوع كله غير القضاء أو الكفارات.